من ظلال الفقد ٣١ آب (أغسطس)، بقلم غدير حميدان الزبون كانت ليلة ممتدّة إلى الأبد، ترفض أن تُسلِمنا للصباح، ليلة تتواطأ مع القدر على إطالة عذابنا، وتُغلق أبواب الفجر في وجوهنا. الجدران حولنا كانت تتنفس ببطءٍ مثقل، والوجوه المرهقة تذوب في العتمة، ما (…)
بيتٌ من حُبٍّ تحتَ الرُّكام ٢٨ آب (أغسطس)، بقلم غدير حميدان الزبون في صباح غزّيّ ثقيل مدّ البحر يده إلى الشاطئ ليمسح شيئًا من الرماد العالق على وجه المدينة، بينما الطائرات تحلّق مثل طيور سوداء تبحث عن فريستها. هناك في الأزقة الضيقة كان الأطفال يركضون بين (…)
أحاور جنازتي من فوق المحمل ٢٦ آب (أغسطس)، بقلم الحسان عشاق أحاور الخيالات في صمت، وجوه كثيرة أتت لتتأكد من أن الجنازة تخص الكاتب والصحفي المشاكس الذي قض مضاجع اللصوص والخونة، جلد عشرات الوجوه المدعية، متملقون، متسلون، وشاة، سلالة أبو نواس، متناضلون، (…)
مرسى الأصوات ٢٦ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد في تخوم مدينةٍ يبتلعها السهر، تنعقد الأصوات فوق بعضها، كأنها محاولة يائسة لستر ما لا يُقال. هناك، عند الضفّة، يُقيم لقاءٌ متكرّر بين كيانٍ يعكس وما لا يُعكس. لم يكن للمرآة ملامح سوى ارتجافٍ (…)
مترجم التبغ ٢٥ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد حين انطفأ ضوء الكهرباء للمرة الرابعة، مدّ حسن يده إلى علبة الثقاب. أشعل شمعة قصيرة، نصف مذابة، ووضعها فوق غلاف رواية الطاعون. لم تكن له رفوف للكتب؛ الكتب متناثرة في كل زاوية من الغرفة التي يحاول (…)
دهشة عينيها ٢٤ آب (أغسطس)، بقلم صالح مهدي محمد لم يكن هناك وقت. أقصد، لم يكن للوقت معنى. الساعة بلا ثقل، والهواء يُصفر من فراغه كأن المدينة تئن من حلم ثقيل. كنتُ جالسًا في مقهى لا أتذكر اسمه، على رصيف يُشبه مقطعًا محذوفًا من ذاكرة أحدهم. (…)
تـصـادف أنـنـى.. ٢٣ آب (أغسطس)، بقلم أحمد الخميسي تصادف أنني رأيت عينين واسعتين، لا تنكسران من أنوثة قدر ما تغدقان علي الجالس إليهما شعورا حادا بالقوة والوضوح، كأنهما حقيقة ظهرت فجأة لا تقبل الجدل أو الشك. عن هاتين العينين كتب شاعر في مقتبل (…)