 الجمعة ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
الجمعة ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥ بقلم
 بقلم  
			أم تحارب الثأر في الصعيد بعد فقدان ابنها بسببه
 
عادة الثأر البغيضة عانى منها أهالي الصعيد بصفة خاصة والمجتمع المصري بصفة عامة ولذا نتوقف مع سيدة مصرية عظيمة تعمل لمحاربة تلك العادة السيئة إنها أماني أبو سحلي فقد ابنها ساهر في حادث ثأر أثناء ذهابه إلى المدرسة في مركز فرشوط بمحافظة قنا وكان ابنها يبلغ 16 عاماً فقط واستُهدف هو وأصدقاؤه بإطلاق نار من عائلة أخرى نتيجة نزاع ثأري مستمر بين العائلتين بدأ في عام 2010 واستمر حتى مقتل ابنها في عام 2015 ومع زيادة المشاحنات بين العائلتين حاولت أمانى ان تقنع ابنها ساهر بعدم الذهاب إلى المدرسة ولكن الابن صمم على الذهاب إلى الامتحان وعند توجه ساهر إلى المدرسة مع 3 من أصدقائه وجميعهم من عائلته وقبل وصولهم المدرسة هاجمهم شباب من العائلة الأخرى وفتحوا عليهم النار ما أدى إلى مقتل ساهر وإصابة أحد أقاربه وبعد جنازة الابن تجمع شباب عائلته يعدون العدة ويجهزون الأسلحة للأخذ بالثأر إلا أن أماني والدة ساهر رفضت ومع إصرار أفراد العائلة على الثأر ورفضها له لم تجد مفراً إلا السفر بعيدا عنهم هرباً من الضغط.
غادرت أماني وزوجها النائب حمزة أبوسحلي المنزل وتوجها إلى السعودية لأداء العمرة وبعد عودتهما من العمرة قررت أماني تحويل ألمها الشخصي إلى شيء مفيد من خلال اطلاقها حملة صعيد بلا ثأر التي تهدف إلى إنهاء الخصومات بين العائلات واتفقت هى وزوجها اتفقا مع الأجهزة الأمنية على قبول الصلح مع العائلة الأخرى ولم تكتف بذلك بل أطلقت مبادرة لإنهاء الثأر بين العائلات تشارك فيها النساء لإيمانها ان النساء يلعبن دور مهم في إقناع الأسر بالصلح ووقف العنف.
بدأت أماني بالتواصل مع العائلات وتقديم العزاء وتوضيح آثار الثأر المستمرة ثم عقد جلسات للصلح مع تعهد الأطراف بعدم العودة إلى العنف كما شكلت لجنة نسائية تقوم بزيارة المنازل والتحدث مع السيدات لتوعيتهن بمخاطر الثأر وتأثيره السلبي على الأسر والمجتمع.
واجهت أماني أبو سحلي العديد من الصعوبات أثناء عملها في الحملة منها مقاومة المجتمع الذي اعتاد على الثأر كعادة متأصلة وكانت فكرة دور المرأة في حل النزاعات صعبة القبول في البداية كما كان عليها إقناع النساء بأن يخرجن من الدور التقليدي الذي يُتوقع منهن فيه دعم الانتقام وأن يصبحن وسيطات للصلح بالإضافة إلى ذلك كان التعامل مع الخصومات الطويلة والمعقدة تحدياً كبيراً خصوصاً في الحالات التي راح ضحيتها عدد كبير من الأشخاص مما تطلب صبراً وبناء ثقة قوية بين الأطراف وكان من الضروري التنسيق مع السلطات الأمنية لضمان التزام الجميع بالاتفاقيات وعدم العودة إلى العنف.
رغم هذه التحديات ساهمت أماني أبو سحلي بشكل كبير في إنهاء العديد من الخصومات وتوسيع نطاق الحملة لتشمل القرى المجاورة بالإضافة إلى مشاركتها في الحملة ونذكر أن أماني أبو سحلي تعمل محامية كما تعرف بكونها ناشطة محلية قوية وتولت مناصب مثل أمين عام حزب حماة الوطن في فرشوط وتعمل على مشاريع لدعم المجتمعات المحلية وتحسين البنية التحتية في المنطقة.

 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
				
				
			 
							 
						
				
				 
						
				
				 
						
				
				 
				
				
				 
						
				
				