الأربعاء ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥

اختتام الدورة السابعة لمهرجان شوارع ارت بخريبكة

في أجواء احتفالية مفعمة بالحيوية والإبداع، أسدل الستار مساء الأحد 26 أكتوبر 2025 على فعاليات النسخة السابعة من مهرجان “شوارع آرت” لفنون الشارع والفنون الشعبية، الذي احتضنته مدينة خريبكة، على مدى ثلاثة أيام من المتعة والفرجة والتفاعل الفني، تحت شعار: “شوارعنا منبع الفن".

نظّم هذا الحدث الفني من قبل جمعية إبداع للمسرح الحركي وفنون الشارع، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والمجمع الشريف للفوسفاط، ومسرح محمد الخامس، ومجلس جماعة خريبكة، وبشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة، ومبادرة أكت فور كوميونيتي خريبكة، والخزانة الوسائطية، والمديريتين الإقليميتين للثقافة والشباب بخريبكة.

وقد شكّل حفل الاختتام لحظة فنية استثنائية، حيث تناوبت على المنصة فرق وطنية لتقديم لوحات فنية أبهرت الجمهور، وقد شاركت فيها كل من فرق: سيركو فاميلي، وطونيو جنكلور، والفنان خولة فنان، فضلا عن كينغ باتوكادا، وكناوة سبيريت، وغولدن كريزي، وطونيو العاب نارية، وكينغ دانس.

وقد أبدعت جميعها في تقديم عروض جمعت بين الإيقاع والبهلوان والموسيقى والفرجة البصرية، مما خلق تفاعلاً كبيراً بين الجمهور والعروض. كما تألقت فرقة بنات الجوهرة لفن عيساوة من خريبكة بعرض تراثي ساحر أعاد للجمهور عبق الفنون الشعبية الأصيلة، وأبرز غنى الهوية الفنية المحلية.

وتميزت الدورة بانفتاحها على مختلف الألوان الفنية، فجمعت بين الحداثة والتراث، بين الإيقاع العصري والنغمة الشعبية والتراثية، ففي حفل الافتتاح، أبهرت فرقة باتوكادا "أوفر بويز" من سلا الجمهور بإيقاعاتها الحماسية، إلى جانب فرقة الدقة المراكشية بقيادة الماسيترو ياسين بنشقرون، التي أضفت لمسة أصيلة وشعبية على الأجواء، كما تألق شباب خريبكة في عروض الراب من خلال مجموعة " 7 كانك"، فيما قدّمت فرقة "لينا" من الدار البيضاء عرض سيرك مذهل أبهر الصغار والكبار على حد سواء.

وفي لحظة إنسانية مؤثرة، تم تكريم فنانين تركوا بصماتهم في المشهد الفني الوطني والمحلي، وهم الفنان عبد الرزاق ولد عامر ابن مدينة خريبكة مدير مهرجان الرواد الدولي للمسرح إلى جانب تكريم الفنانين الشاحت مان (كازا كراو) وآيو آدر من الدار البيضاء، في لحظات جسدت قيمة الاعتراف بالرموز الفنية التي خدمت الإبداع الشبابي والهادف.

إلى جانب العروض الكبرى، احتضنت الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط أنشطة موازية موجهة للأطفال، تألق فيها عرض مسرحي تربوي بعنوان “سيلفي” من تقديم فضاء سكومة لمحترفي التنشيط، الذي أدخل البهجة إلى قلوب الأطفال.

كما تابع الجمهور عرضًا موسيقيًا للباتوكادا لفرقة "أفريكا دور" من حطن، والتي تم تكريمها بالمناسبة، تقديرا لمسارها الفني المتميز، ثم عرضًا تراثيًا مؤثرًا لفرقة إبداع للمسرح من الدار البيضاء بعنوان “الرمى” من فكرة وإخراج وليد جوهري، وهو عمل جمع بين المسرح والرقص والرمزية التعبيرية.

واكد المدير الفني للمهرجان الفنان حسن تابع، أن المهرجا أصبح فضاءً مفتوحًا للتعبير الفني والإبداع الحر، ومنصة لترسيخ قيم المواطنة ونشر الجمال في الفضاءات العمومية، من خلال تحويل الشارع إلى مسرح كبير يحتفي بالحياة والفن.

وقال تابع، الذي ثمن دعم الشركاء وفعاليات المجتمع المدني" رهاننا الفني والتربوي هو جعل الفن أسلوبَ حياة، وسلوكًا يوميًا يعكس روح المواطنة والانتماء، ويساهم في تنمية الذوق الفني والجمالي لدى الأطفال والشباب. نريد للفن أن يخرج من القاعات المغلقة إلى الشوارع، لأن المدينة التي تنبض بالفن، تنبض بالحياة والإنسانية".

وأوضح أن المهرجان يسعى إلى غرس حب الفنون في نفوس الأجيال الصاعدة، وإبراز طاقات الشباب في مجالات المسرح والموسيقى والرقص والرسم وفنون السيرك، بما يجعلهم فاعلين في تنمية مدينتهم ومجتمعهم، مؤكدًا أن هذه التظاهرة هي ثمرة تعاون بين فنانين، ومؤسسات، وجمهور، يلتقون حول هدف مشترك هو بناء مدينة تحتفي بالإنسان والجمال.

وبهذا النجاح، تكون مدينة خريبكة قد ربحت رهان تنظيم مهرجان فني شبابي متجدد، يُعبّر عن نبضها الإبداعي ويمنحها إشعاعًا ثقافيًا متصاعدًا، ويؤكد أن الفنون ليست ترفًا، بل ضرورة يومية لبناء مجتمع متوازن يسوده الجمال والتعايش والإبداع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى