مـقـبرة الـغـربة
وقفتُ وحيدا في المقبرة الاسلامية الوحيدة في إسبانيا، في بلدة غرينيون قرب مدريد، تحيط بي قبور كتبت عـلـيـهـا أسماء عربية وإسلامية بينـهـا أسماء لبعـض أترابي من رفاق الغربة.
| قـبورُ أحبابٍ وأغـرابٍ هـُـنا | جَـثـَمَتْ عَلـيـْها صَخرةُ النـِّـسيانِ |
| أسماءُ كان صِحابـُها مِنْ صُحْـبَـتي | في غـُـرْبَةٍ موْفـورة ُ الأشـجانِ |
| جـئـنا لـمدريد نــتوقُ لأ فـْـقِـنا | أحلامُـنا كَـشبابـِنا الفـتـّـانِ |
| ومَضَتْ سِنـونُ العـُـمـْـرِ تـقـْـطـُـرُ خِلـْسَةً | ونـَخالـُها لا تـنـْـقـَـضي بـِزَمانِ |
| وتـقـاذفـانـا حَـظـُّـنا وقـضاؤُنا | كـلٌّ على نـَهْـج ٍ لهُ وأماني |
| فـإذا الـتـقـَـيـْـنا كان كلّ حديثــنا | عـنْ غابـِرِ الأيامِ والأوْطانِ |
| ونظلُّ نصبو أن يكونَ رُجوعَـنا | في يوم ِ سعْـد ٍ مُـقـبـِل ٍ رَيـّانِ |
| ويـظـلُّ جُـلمـودُ الحـياةِ مُدَحْـرَجٌ | نـَحْـوَ المَقابـِرٍ في غَـدٍ ومَـكانِ |
| حـتـّى وقـفـتُ على لحودِ صِحابَةٍ | أسـماؤهُـمْ محـفـورة ٌ بـِجـِـناني |
| وحياتـُهُـمْ كانـتْ ومُـنـذُ ولادَةٍ | مِرآة ُ أيـّامي ونسـخُ زَماني |
| ماتوا كـُـهولا ً لمْ يـشـيخوا... لـمْ يَـنوا | وبـِكـُـلِّ مَوْتٍ قـِصّـة ٌ ومَعـاني |
| عاشوا كأغـْرابٍ وتِـلـكَ قـبورُهـُـمْ | في غـُـرْبةٍ أخْـرى مَعَ الخـُــلانِ |
| "غِـريـنـيونُ" ضَـمّـتـْهُـمْ فـطـوبى لأهْـلـِها | يا بَلـدَة َ الأخْـيار ِ والعِـرفانِ |
