رُؤى ثقافيّة «101»
عُوْجَا على الطَّـلَلِ المُحِـيْلِ لَعلَّنا..!
إلى امرئٍ ذِيْ قُرُوْح، غادَرَنا ولم يَعُدْ
| قِـفْ بـِيْ على طَلَلِ الأطلالِ مَأْهُـوْلا | وعِمْ صَباحًا أَمِـيْرَ الشِّعْـرِ مَصْقُولا! |
| واسْتـَـنْبِتِ الفَجْـرَ مِن أَهدابِ غافِـيَـةٍ | وعَلِّـقِ الشَّمْسَ في جَفْـنَيْكَ قِنْدِيْلا! |
| وابـدأْ وُقُـوفـًـا على ذِكـْرَى ومَـنْزِلِهـا | لا تَـعْـتَرِيْـكَ رُسُـوْمُ الدَّارِ تَـبْـدِيـْلا! |
| يـا حـامِـلَ الشِّعْـرِ كَمْ للشِّعْـرِ أَلْـوِيَـةً | أَلْـوَتْ بحامِلِـهـا فارتَـدَّ مَـحْمُـولا! |
| كـانـتْ قـوافِـيْكَ أَطـلالًا تُـؤَثِّـثُـهـا | أُنـْثـَى القَوافـيْ فَلِمْ أَمْسَيْتَ مَطْلُولا |
| ما زِلْـتَ تَغْـزِلُ مـاءَ العِشْـقِ في يَدِهـا | حتى تَـكَـسَّرَ شَمْـلٌ كُنْتَ مَشْمُـولا |
| أُرْهِقْـتَ فـَوْقَ لِـواءِ الشِّعْـرِ مِنْ دَمِـنا | ما أَهْـرَقَ اللَّـيْلُ في عَـيْنَيْكَ مَسْلُولا |
| ماذا تَرَكْـتَ وبِـنْـتًا وَدَّعَـتْكَ ضُـحًى | أَوْدَعْتَ دِرْعَكَ مُلْقَى المَجْدِ مَـتْـلُولا |
| ورُحْـتَ تَرْكُـضُ مِنْ حُلْمٍ إلى حُلُمٍ | شَـرَّقْتَ في الأَرضِ غَرْبًا رَفَّ سِجِّيْلا! |
| أَشْهَدْتُـكَ اللهَ هل ضاقَـتْ مَرابِـعُـنـا | عَـنِ المَـقِـيْلِ بهـا؟ هلْ بِتَّ مَخْـذُولا؟ |
| أَمْ مَـنْ بَـلاكَ بِـتَغْـرِيْـبٍ على مِـقَـةٍ؟ | إنْ كُنْتَ تَـجْهَـلُ لا أَبْغِـيْكَ تَعْـلِيْلا |
| قُـلْ لِـيْ بِـرَبِّـكَ حاجـاتٍ تُسَـرُّ بهـا | غَـزالـةُ الحَـيِّ ذاتُ الثَّـغـْرِ مَعـْسُولا |
| ما أُمُّ جُـنْـدُبَ بَـعْدَ الـبُـعْدِ مِ امْرَأَةٍ؟ | أَمْ قـد شُـفِـيْتَ لُبانـاتٍ وتَـتْـبِـيْلا؟ |
| أُمُّ الحُـوَيْرِثِ طالـتْ فيكَ وَحْـشَتُـهـا | لـم يَسـترحْ صَدْرُها بَـثًّـا وتَـعْوِيْـلا |
| أُمُّ الرَّبـابِ تُـناجِـيْ طَـيْـفَ طـارقِهـا | ما زال في القَلْبِ قَلْبٌ منكَ مَشْغُـولا! |
| أُمُـوْمَـةٌ ذَهَـبَتْ ثَـكْـلـَى بِـلا وَطَـنٍ، | ولا حَـنِـيْنٍ ، بِـلا حُـبٍّ ، وإنْ قِـيْـلا |
| هـذيْ أُمُـوْمَـةُ أُمٍّ أَتـْـأَمـَـتْ أُمـَـمًـا | على الـشِّفـاهِ حُروفـًـا يُـتَّـمـًا حُـوْلا |
| يـا أَيُّهـا المَـلِكُ الضِّلِّـيْلُ خُـذْ بِـفَـتًى | لا أَرْجَـعَ اللهُ عَهْـدًا كـانَ ضِلِّـيْلا! |
| إذْ يَـشـتري بِـضَـنَى الأَيـَّـامِ تَطْـرِيَـةً | وإذْ يَـرُوْمُ هَـوًى فـي الرُّوْمِ تَطْـفِـيْلا |
| قُلْ جِئْتَ تَسألُ عن عُرْيِيْ ومَسْغَـبَـتِـي | فاسألْ هَدَتْكَ رِمالُ الوَقْـتِ مَسْؤُولا |
| مـاذا وُعِـدْتَ بـأرضِ الرُّوْمِ مِنْ حُلَلٍ | أَلْـبَـسْــتَـنَـا داءَهـا ذُلًّا وتَـذْيِـيْـلا؟ |
| وعُـدْتَ لا مَطَـرًا عـادتْ بَشـاشَــتُـهُ | ومـا بِوَجْـهِكَ مِـنْ مـاءِ الحَيَـا نِـيْلا! |
| عُـدْ مِنْ ضَلالكَ يَكْـفِيْ ما تَساقَـطَ مِنْ | نَـفْـسٍ تَـسَاقَـطُ تَرْحـالًا وتَـأْمِـيْـلا! |
| إنْ لم تَجِـدْ في ثَـرَى كَـفَّـيْكَ مُنْـتَجَـعًا | فمَـنْ يَـبِـيْعُـكَ في بِـيْدِ الظَّـما مِيْـلا؟ |
| بِـعْ لِـيْ زَمـانـًـا أَثـِيْـثـًـا لا أراكَ بِـهِ | وَغْـلَ الحُـرُوْفِ خَصِيَّ الرَّأْيِ إِجْفِيْلا |
| أَبِـعْ لَـكَ الشَّـرَفَ الـمُـعْـلِـيْ ذُؤابَتَـهُ | وأَسْـتَبِـيْ لَكَ مِنْ بِنْتِ العُلـَى جِـيْلا |
| وأَسْـتَرِدُّ لِـحُـجْـرٍ صَـوْلَجـانَ سَــنًـا | لا يُـستـبـاحُ غَـداةَ الـقَـتْـلِ إنْجِـيْلا |
| وامْـلَأْ نَـواكَ مِنَ الأَطـلالِ تَـرْسُمُهـا | إِطْـلالـةً فَـوْقَ نَهـْـدِ الأُفـْقِ إِكْـلِـيْلا |
| تَجْلُـوْ دُجاكَ كَمَـوْجِ البَحْرِ فـي لُغَـتِيْ | وتَغْتَدِيْ شَمْسُنا خَيْـلَ المُـنَى الطُّوْلـَى |
| قِـفْ بـِيْ على جِهَـةِ الأَشْجَـانِ تَأْوِيْـلا | وانْعَـمْ صَباحًا أَمِـيْرَ الأَمْسِ مَعْـزُوْلا! |
إلى امرئٍ ذِيْ قُرُوْح، غادَرَنا ولم يَعُدْ
