ربيع غزة يعود من جديد
«1»
لطالما تذكّرَ قلبي
الذين رحلوا فبكت عيني
أنا في مدى الفجرِ الطويلِ
للعدمِ ضيفًا؟
ليست الحروبِ
نهايةِ المطاف
مازال
عشّ طائرٍ رهنُ الغصن
هكذا غزة
لمَ تعبثُ بشراهةٍ الحياة
تبذل روحُهُا مرّتين
تحكي مفرداتِهِا الطيّبةِ
بلعناتٍ تسكن
صدورِ
الأبطالِ
أرضًا
ترفضُ الصمتَ
ك اذان يقظ
يتردّد صوتُه بلا كللٍ
في كل أذن.
«2»
ترتعدينَ في حضرةِ موسمِ الحب
وأراكِ ترتدينَ ثوبًا آخَرَ يشبه
قوامي
وقوامُك ابريل يضحك بداخلي
تكادين تصبحين لوهلةٍ الأولى
أذارية الهوى
اخلَعي عنكِ معطفِكِ البالي
كأنّه شجرةٌ في خريف
جفّت أوراقُها..
هاهو جسدكِ اليانع
أينع في عقلي زهرتين.
زهرتانِ أريجُهُما
وجهين
قامَتِكِ المنتصبةً كسيف
أموي يجتث رجال قادمون
من الغرب
عطشِكِ الممتدّ من تدمر
الى روما
ونحنُ نتهجّى مفرداتِ
الربيع.. بين شفاهنا
وخطى أقدامُنا ترسم
نسيم زهر اللوز الأبيض
كما الملائكة في حضرة الربيع..
«3»
نشعلُ ذواتنا فتيلَ نارِ وخطّةِ إنقاذٍ
لتدبّ الحياةُ فينا رويدًا
تتصّاعدُ الأنفاسُ .
نزق هذا العيش وضيّقٌ المدى
تعبرُ من خلالِهِ قطراتُ خانقة.
غاضبةٌ ساخطةٌ
محبطةٌ
مثلَ الدمعِ ينبثقُ من جحر مقلٍ
مظلومة
فتارةً نبكي على الحب
وتارةً نقيسُ قاماتِنا بمدى استمرارية
العيش فينا
تتشابكُ أيدينا في رحلة الحياة
نجولُ منتعشينَ في دائرة
لا نعرف أين تكون نقطة البداية
نحتسي جرعاتِ الموت
لكي نولد من جديد.
