الموسم التاسع لورشات الكتابة الشعرية
ورشات الكتابة الشعرية لدار الشعر بمراكش، استراتيجية قرائية تسهم في استنبات قيم الشعر والتحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات وقدرات الإبداع لدى الفئات العمرية (الأطفال واليافعين والشباب). استراتيجية تتقاطع مع أهداف الدار، منذ تأسيسها سنة 2017 بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، في ترسيخ حضور الشعر في المشهد الثقافي المغربي والعربي والكوني، وفي التقعيد لقيم الشعر الإنسانية ضمن المنظومة المجتمعية وفي ترسيخ حضور الشعر لدى جميع الفئات العمرية، خصوصا الأطفال.
الفترة الزمنية: من أكتوبر الى أبريل من كل سنة
انفتاح الورشات، خلال الموسم التاسع، على تقنيات الأداء الحركي الى جانب الكتابة الشعرية والإلقاء والصوت والإبداع المفتوح (الحكاية والسينما والمسرح والإعلام الثقافي)، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الورشات والمزيد من الانفتاح على فضاءات القراءة العمومية، ونقطها البعيدة عن محور مراكش (المدينة)، ترسيخ لهذه الرؤية المتجددة للدار في الرهان على المستقبل. ويشكل تنظيم برنامج "الأبواب المفتوحة"، مطلع كل موسم جديد (شتنبر)، محطة أساسية للقاء المباشر وتسجيل المرتفقين والمرتفقات الجدد، وكذا الاطلاع على نتائج تقويم الموسم السابق. وتم وضع رؤية جديدة تراهنُ على تجويد نِتاجات المرتفقين/ات، بتنويع الموضوعات، وترسيخ تقنيات الكتابة المجدِّدة.
كما اتسعت قاعدة المستفيدين، من خلال انضمام مؤسسات جديدة تنتمي للمجال العمومي والخاص، وتعتبر تجربة معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين تجربة متفردة أفضت الى اكتشاف مواهب وطاقات خلاقة، كانت تحتاج الفرصة المناسبة لإبراز مهاراتها. ويشرف الشاعر والناقد مولاي رشيد العلوي على تأطير ورشات المعهد، والخاص بالمكفوفين ضمن فئة اليافعين، في علم العروض والقافية وهو ما أفضى الى إنتاجات تطبيقية لنصوص وقصائد شعرية.
هكذا واصلت دار الشعر بمراكش زَرع بذور الجمال في قلوب الأطفال واليافعين والشباب، باعتبارهم براعمَ في شجرة الشعر الوارفة، وفراشاتِ الكلمةِ الواعدة، يكتبون بدهشة الطفولة التي هي أصلُ الشعر، ومنبعُه الأصيل. هذا الموسم تعهَّد كل من الشاعر بدر هبول والأستاذ حسن وهبي بتأطير هذه البراعم من خلال محاور واختياراتٍ كتابية تلائم ميولهم، وتخطو بهم في أفياء الكلمة الظليلة، والى جانبها فريق الجمال (الدكتور مولاي رشيد العلوي والفنان السعيد أبو خالد)، فيما ظل الناقد والشاعر الدكتور عبداللطيف السخيري يشرف على فريق التأطير.
منذ أن أعلنت دار الشعر بمراكش عن انطلاق الموسم التاسع (أكتوبر 2025) لورشات الكتابة الشعرية، تم التركيز على تنمية المهارات الكتابة الشعرية لمرتفقات ومرتفقي الورشات، فئة الأطفال واليافعين، وقد كانت الورشات الأولى، تضطلع بدور تمهيدي حول ماهية الشعر والأشكال الخاصة به، وبعد ذلك أخدت الورشات شكلا يزاوج بين شقين: مرحلة تنظيرية؛ ترتبط بترسيخ المفاهيم، ومرحلة إجرائية تطبيقية تروم مساعدة الأطفال واليافعين على إنتاج جمل شعرية (أو ومضات شعرية) تجسد بشكل فعلي المفهوم وتؤجرئه، مما جعل هذه الورشات شعلة إبداعية للرقي بمهارات الكتابة الشعرية وتحفيز ملكات القول الشعري.
