

حلم
أرض الكنانة لن أبوح لفانية
أني عشقتك والهوى ربانية
متناسيا طعن الزمان وجرحه
إذ تربتي شربت دماء قانية
جمعت مغاوير الحروب تقاسموا
عهد الفناء فكل نفسٍ فانية
لا لم يبالوا في عتادٍ ناقصٍ
بل أقبلوا نحو الجِنان الحانية
لم يدرسوا التاريخ أو يتهيبوا
فهم المداد لما سيكتب ثانية
فعلى صلاة الفجر كانوا ركعًا
ودموعهم قد جمعت في آنية
وإذا التقوا كانوا أسودًا ضارية
من بأسهم يوم اللقاء زبانية
ولقد هجعت إلى فراشي ليلةً
وفراق من أهوى أذاب جَنانيه
فرأيتُ مغبرًا سعى من قبره
سمح المحيا والطعان أرانيه
نادى أيا ولدي سأروي قصتي
فاسمع رعاك الله ما أعيانيه
فعلى ضفاف النهر كنت محاربًا
وعدوت من أقصى الحجاز علانية
وأتيت يرموك الجهاد مسارعًا
لأجز رأس الروم من بلدانيه
فأنا الذي في الحب قيد دمعه
وفراق بنت العم قد أضنانيه
ولقد تولى هرْقلٌ يوم اللقا
من هول ما قد أججت نيرانيه
فإذا به ماهان يسحب جيشه
ويصيح بعد اليوم ما أشقانيه
من خير خندفَ قد ولدت وها أنا
الحرب حربي والزمان رمانيه
جئنا سقينا الأرض من لوعاتنا
فاخضرت الأرض اليباب مكانيه
ونُصرت في عددٍ قليلٍ أخضرًا
ونحرت كل مقاتل آتانيه
ولثمت سيفًا طالبًا لحماميه
وتركت نعمى ذا كواعب دانية
سالت دمائي في التراب غزيرةً
إني لأسقي الأرض من شريانيه
وأراد طين الشام رهن عظاميه
أخفيت طعنة حبه فطوانيه
لا تترك الدنيا بغير بطولةٍ
غراء تذكر للدنا عمـّانيه
فتجد في خسف اليهود تسومهم
سوء العذاب فتطفئنْ غليانيه
وهنا انتهى حُلُمٌ غريبٌ والتهى
سمعي لصوت منبهٍ آذانيه