الثلاثاء ٢٧ أيار (مايو) ٢٠٢٥
بقلم أحمد سلامة سليم عابد

بانتِظَارِ عَوْدتِهِ

كأنّهُ
تاهَ في مَفَازتِهِ
يَبْحَثُ عنْ غَايةٍ لِرِحْلَتِهِ

كشاعرٍ
لم يقفْ على طَلَلٍ
فخانَهُ مُنْتَهَى قصيْدَتِهِ

إلى السَّرابِ البعيدِ ينظرُ..
لا يُريدُ ماءً وراءَ نَظْرَتِهِ

لا يتبعُ البَرْقَ..
دمعُهُ سُحُبٌ تَشِفُّ
كالضَّوءِ عنْ نُبُوءتِهِ

عَنْ مُنْتَهَى السِّرِّ
ليسَ تحْجُبُهُ
إلا ذُرىً مِنْ ترابِ بلدتهِ

وليسَ يحتاجُ غيْرَ نافِذةٍ
يُطِلُّ مِنْهَا على قضيّتهِ

حَافٍ..
وجَمْرُ الطِّريقِ يَلْفَحُهُ
ولم يَدُسْ ظِلَّهُ بخَطْوَتِهِ

في كلِّ تغريبةٍ
تُراودُهُ تُفَّاحَةُ الغَيْبِ
عن خطيئتِهِ

فيَخْصِفُ الشَّكَّ حَوْلَهُ وَرَقاً
لكي يُوارِي عَـــرَاءَ وحدتِهِ

سمّى قديمًا بلاده ابْنتهُ
وما قسى والدٌ على ابْنتهِ

مُذْ خَبََّأَ التِّيْهَ
في ملامحِهِ
تَعْرِفُهُ الرّيحُ من تَلَفُّتِهِ

مثل النخيل الرياح تصرعهُ
لكنّه ممسكٌ بهيبتهِ

وشامخٌ والقيودُ في يدهِ
كأنها ضحكةٌ لإخوتهِ

فأينَما مَـــــرَّ لا تَرَى أَثَراً
وإنْ بَكَى لا صَدَى لدمعتِهِ

وليس من زَهْرةٍ
على نَهَرٍ
تَشَكَّلتْ لانعِكَاسِ صورتِهِ

لم يسرقِ النَّارَ في الظِّلامِ
لكي يضيءَ
أسطورةً بشُعْلَتِهِ

ولمْ يُتاجِـــرْ بسِرِّ آلهةٍ
ولمْ يَخُنْ نَجْمةً بِشُرفَتِهِ

لَمْ يَجْرَحِ العابرين..
ليسَ لَهُ
من ذَنْبِ (سِيْزِيْفَ)
غيرُ صَخْرتِهِ

يخطُ فوق الدماءِ أغنية
سيرجعُ النصر مثل عادتهِ

إن ضاقَ عن سَفْحِهِ..
تَلُوحُ لَهُ أحلامُهُ
في جِبَالِ عزّتهِ

وُجُودُهُ غُرْبَةٌ يَنُـوءُ بِهَا
عن عالمٍ لم ينؤْ بغرِبتهِ

مَضَى..
إلى حَيْثُ لَمْ يَصْلْ أَبَداً
ولم يَزَلْ بانتِظَارِ عُوْدتِهِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى