

لا تهجير يقتلعنا
هنا،
حيثُ تنبتُ الجراحُ،
وتُزهرُ العزيمةُ،
تتلاقى الأصواتُ،
لتُعلنَ للعالمِ،
أننا باقونَ،
وأننا سننتصرُ.
لا تفصلني مجنزراتك عن جلدي،
فالأرضُ هنا، وشمٌ على ساعدي،
تنادي، صداها يرتدُّ في عظامي،
يهزُّ نخيلَ الذاكرةِ،
يُوقظُ في دمي، غضبَ الجذورِ.
المحتلُّ غصنٌ ذابلٌ،
نحنُ السنديانُ،
لا تهجيرٌ يقتلعُنا،
فالتائهونَ همُ الغرباءُ،
الذينَ لا يعرفونَ رائحةَ الترابِ.
حذاء أبي الشهيد،
أثقل من تاريخك،
أطول من حلمك،
بهِ سأدوسُ كبرياءَكَ،
أُرغمُ أنفَكَ على الترابِ.
مكنسةُ جدتي،
أقدمُ من دولتِكَ،
أوسعُ من خريطتِكَ،
بها سأكنسُ غبارَكَ،
أُطهّرُ أرضي من رجسِكَ.
يا أيها المسخُ،
يا أيها القردُ،
هنا جذوري، هنا تاريخي
هنا دمي، هذه أرضي
ولا أرض لك،
جَوِّعّني،
فأنتَ لأرضيَ أَجّوَعْ،
وامنعْ عني الماءَ،
فلنْ ترويَ ظمأَكَ،
من مائي.
أنا هُنا،
قبلَ أنْ يُدَوَّنَ التاريخُ،
قبلَ الألفِ والباءِ،
جذوري ضاربةٌ،
في صميمِ الوجودِ
يا أولى القبلتين،
أُهديكِ من قلبي،
مليارَ شوقٍ، ومليارَ دمعةٍ
يا بوابةَ السماءِ، يا طريقَ الله
يا جنةَ الأرضِ، أنتِ ميزانُ الوفاءِ
وتاجُ الفداءِ.