

قضية فلسطين في أشعار نزار قباني
لا يجادل أحد من المشتغلين بالثقافة والأدب في أن الراحل الكبير نزار قباني هو بالفعل ظاهرة شعرية عابرة للحدود العربية، إذ كان صوتاً قادراً على حشد عشرات الآلاف من المستمعين والمستمعات حول قصائده؛ بل إن ما يكتبه، بغض النظر عن شكل كتابته، كان مناسبة يحتفل بها قراؤه على الدوام، ومناسبة لإثارة الجدل والحوار والتساؤل حول علاقة الشعر بالسياسة ودور الشعر كمحرض ومثير للمشاعر والأحاسيس الجمعية للناس.
ينتمي الشاعر نزار قباني ـ شعرياً ـ في مسار (حركة الشعر الحديث في سورية) إلى الجيل الثالث (الشعراء المجدِّدين: 1948م – 1967م). «في هذه الفترة ـ أي بين عام النكبة 1948م وعام النكسة 1967م ـ، والتي حددت بحربين كان لهما أبلغ الأثر في واقع الإنسان العربي وفي وجدانه، في أعقابهما معاً طاش عقل هذا الإنسان، وطار صوابه، فما حدث فيهما وفي أعقابهما أمر لا يكاد يصدّق، ولكنه كان في الحالين نتيجة حتمية لبنية المجتمع وشبكة علاقاته على شتى الصعد من القاعدة إلى القمة، كما كان نتيجة لتدخل الدول الاستعمارية - شرقية وغربية - والبحث فيه عن مصالحها، وعدم ترك المجتمع يأخذ طريقه الخاصة البطيئة في التطور والنماء». (د.نعيم اليافي: دراسة «الشعر العربي المعاصر في سورية»، معجم البابطين)
ويعد نزار ـ في هذه الفترة ـ «أول شاعر مجدد، أحدث في حركة الشعر العربي انعطافاً هاماً لا حدود له، ولم يكن لهذا الانعطاف أن يصيب مفهوم القصيدة فحسب كما كان الحال لدى المدرسة الرومانسية، بل امتد ليشمل لغة القصيدة أو شكلها، الدال والمدلول معاً، وبسبب هذين التجديدين في المضمون، والشكل ثارت عليه أيامها، أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، قيامة الدنيا ودعاة المحافظة وربما لم تقعد بعد، واتهم بمختلف الاتهامات ليس أقلها التجديف والسباب بشتى العيوب والسقطات».(د.نعيم اليافي: المصدر السابق)
وقد بدأ نزار بكتابة الشعر وعمره 16 سنة، وأصدر أول دواوينه الشعرية (قالت لي السمراء) عام 1944م. وكان يومها طالباً بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة.
ورث شاعرنا الحساسية الفنية والأدبية من قريبه المؤلف المسرحي والشاعر الملحن أبو خليل القباني «عم والدته و شقيق جد والده»، وتأثر أثناء دراسته المرحلة الثانوية في الكلية العلمية الوطنية بدمشق بمعلمه الشاعر خليل مردم بك أستاذ الآداب في مدرسته الذي ربطه بالشعر ودفعه إليه، ثم ألتحق بمدرسة التجهيز القسم الأدبي، ثم القسم الفلسفي، ثم بكلية الحقوق.
بعد تخرجه عمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية وتنقل في سفارتها بين مدن عديدة مثل: (القاهرة، ولندن، وبيروت، وأنقرة، وبكين، ومدريد).
وفي عام 1966م ترك نزار العمل الدبلوماسي، وتفرغ لكتابة الشعر، وأسس داراً للنشر تحمل أسم «منشورات نزار قباني» وكانت ثمرته الشعرية 41 مجموعة شعرية ونثرية، كتبها على مدار نصف قرن كان أهمها: («طفولة نهد ـ 1948م»، و «سامبا ـ 1949م»، و «أنت لي ـ 1950م»، و «كتاب الحب ـ 1970م»، و «كل عام وأنت حبيبتي ـ 1978م»، و «أشهد أن لا امرأة ألا أنت ـ 1979م»).
وأهم كتبه النثرية («قصتي مع الشعر»، و «ما هو الشعر»، و «100 رسالة حب»، و «الشعر قنديل أخضر»، و«امرأة في شعري وفي حياتي»، و «الكتابة عمل انقلابي»).
وقد جُمع كل إنتاجه في الأعمال الكاملة التي طبعتها «منشورات نزار قباني) في بيروت.
وجوه نزار الإبداعية
يرى الدكتور محمد توفيق أبو علي في دراسة له بعنوان (نزار بين الحداثة والجاهلية): «أن لنزار أوجهاً أربعة، تتكامل فيما بينها، لتكتمل صورة التجربة النزارية، والأوجه هي: نزار الشاعر، نزار الناثر، نزار الناقد، نزار الناشر.
ونزار الناقد، هو الذي عليه أن يؤدي دور الدليل الرائد، الذي يوجه حركية الحداثة لدى نزار الشاعر والناثر؛ بيد أن شيئاً من المفارقة يتبدى في رصد تلك الحركية، وصلتها بذاك الدليل الرائد.
فالذي يجمع أشتات أقوال نزار النقدية في مسألة الحداثة الشعرية، يصل إلى استنتاج لا مراء فيه. أن تلك المسألة لم تكن مشروعاً بيّن الملامح والسمات، يرتكز على معيارية تقويمية واضحة المعالم؛ بل كانت مشروعاً مزيجاً من القلق والانفعال ورد الفعل؛ أي لم يكن التناغم قائماً، كما يجب، وبشكل مستمر، بين النظر النقدي، والتطبيق الإبداعي، الشعري منه على وجه الخصوص.
بيد أن ذلك المشروع المزيج، كان يتسم بحدة في الموقف، لا تعرف المساومة أو المراوغة؛ ناهيك من الوضوح في وصف الأشياء، وتحديد محاسنها ومثالبها، على حد سواء».
ويستشهد الدكتور أبو علي بما جاء على لسان نزار: «الخطر الكبير الذي يهدد القصيدة الحديثة، هو العشوائية والمجانية وعدم التخطيط. إن الحداثة صارت مثل سفينة نوح.. من كثرة تشابه الأجناس.. وتداخل الأصوات.. إنني أقرأ كل ما يقع في يدي من شعر حديث. ولكن لم تتشكل عندي القناعة الكافية، بأن هذا الشعر، هو الشعر المطلوب لتأسيس المستقبل العربي.
إن شعراء الحداثة، أرادوا أن يخلصوا الشعر، من التناظر والتكرار ولعبة الخطوط المتوازنة، فوقعوا في ذات المأزق. إنهم يتشابهون أسلوباً ولغة وأداء. كما يتشابه عشرون توأماً... فإذا قرأت لواحد منهم، أغنتك قراءتك له، عن قراءة الباقين".
ويقول نزار أيضاً: "الخطر الأكبر الذي يحيط بالقصيدة العربية، هو أن تقطع جذورها نهائياً، مع الأصول الشعرية العربية، وتصبح طفلاً بلا نسب».
ويقول نزار أيضاً: «التجديد ليس انقلاباً عسكرياً، يلغي كل ما سبقه بمرسوم، فالشعر، هو نهر عظيم، يتدفق من الأزل إلى الأبد، ويتصل مصبه بمنبعه، وليس في العالم نهر له مصب، وليس له منبع. والخطر الثاني، الذي يحيط بالقصيدة العربية، هو أنها قطعت جذورها مع الجمهور العربي، واختارت المنفى».
ويرى الناقد الأستاذ فخري صالح أنَّ نزار قباني كان: « شاعراً مثيراً للجدل، وقد ظل كذلك طوال ما يزيد على نصف قرن. في شعره الذي يتغزل بالمرأة ثمة نقاط كثيرة مثيرة للأسئلة، في الشكل والمنظور الاجتماعي، فهو إذ يدعي تحرير المرأة يكبلها بخيوط من حرير ويعاملها كجسد، بل يسجنها داخل ذلك الجسد ممارساً نرجسيته الذكورية في قصائد تعيش في عوالم «ألف ليلة وليلة» وبلاط هارون الرشيد.
إن شعره في المرأة إشكالي على رغم صوره واستعاراته الجريئة. إنه يعمل على ذلك المستوى الغريزي من الخيال الشعري، يثير في المرأة إحساسها بذاتها كأنثى وفي الرجل ولعه بالمرأة ورغبته فيها. ولكن العمل في تلك المنطقة من مناطق الشعور لا يهبط بشاعرية نزار، بل إنه يصنع خصوصية شعره واختلافه في تاريخ الشعر العربي المعاصر».
ويضيف صالح : «إن نزار في ما يسمى (شعره السياسي) يعمل أيضاً على مستوى المشاعر الجمعية الأولية، على ما يثير في الجماعة الإنسانية إحساسها بهويتها القومية مستخدماً في قصائده رموز هذه الهوية وألفاظها الدارجة».
ولقد كان هذا بالفعل ديدن نزار حتى حدثت هزيمة حزيران (يونيو) 1967م، فأحدثت شرخاً في نفسه، وكانت حداً فاصلاً في حياته، جعله يخرج من مخدع المرأة إلى ميدان السياسة. فتحول شعر نزار من شعر الحب والحنين إلى شعر الرفض والمقاومة، وانتشرت قصائده السياسية الغاضبة، فحزيران «كان ثمرة شديدة المرارة، بعضنا أكلها...، وبعضنا اعتاد تدريجياً على مذاقها... وبعضنا تقيأها فوراً... » وقد رفض حتى اليوم الأخير من حياته «الاعتراف بالجنين المشوّه الذي طرحه رحم حزيران».
ومن قصائده الجريئة الغاضبة؛ قصيدة «هوامش على دفتر النكسة»، التي كانت نقداً ذاتياً جارحاً للتقصير العربي، وقد أثارت القصيدة عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين، ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون. ويرى الدكتور حسين جمعة أن «هذه القصيدة تعدّ فاتحة لما يسمى بالأدب الحزيراني (نسبة إلى حزيران النكسة) لأنها نشرت بعد الخامس من حزيران بأيام، وقد سبقت قصيدة أمل دنقل (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة)...» يقول في بعض أجزائها:
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْلأننا ندخُلها..بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْبالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْلأننا ندخلها..بمنطقِ الطبلةِ والربابهْالسرُّ في مأساتناصراخنا أضخمُ من أصواتناوسيفُنا أطولُ من قاماتناخلاصةُ القضيّهْتوجزُ في عبارهْلقد لبسنا قشرةَ الحضارهْوالروحُ جاهليّهْ…بالنّايِ والمزمار..لا يحدثُ انتصار
وفي هذه القصيدة نعى نزار علينا غياب الديمقراطية، وسحق المواطن، وإهدار حقوقه وحرياته. وتمنى الشاعر لو يمنح الأمان، حتى يقول للسلطان:
يا سيدي السلطانكلابك المفترسات مزقت ردائيومخبروك دائماً ورائيأنوفهم ورائيأقدامهم ورائييستجوبون زوجتيويكتبون عندهم أسماء أصدقائيضُربتُ بالحذاءأرغمني جندك أن آكل من حذائييا سيدي.. يا سيدي السلطانلقد خسرت الحرب مرتينلأن نصف شعبنا ليس له لسان…………….لأنك انفصلت عن قضية الإنسانوعليه يصل قباني إلى استنتاج مؤداه؛ما دخل اليهود من حدودناوإنماتسربوا كالنمل من عيوبنا
ويتأسى نزار من النفط العربي الذي بدل أن يتحول إلى أسلحة:
يراق تحت أرجل الجواري!
وبعد أن يبكي نزار الوحدة العربية المهدرة، يرى الحل في جيل غاضب:
نريد جيلاً يفلح الآفاقونكش التاريخ في جذورهوينكش الفكر من الأعماقنريد جيلاً قادماً مختلف الملامحلا يغفر الأخطاء.. لا يسامحلا ينحني.. لا يعرف النفاقنريد جيلاً، رائداً، عملاق
وقد كان نزار يرى أن الشرط الأساسي في كل كتابة جديدة هو الشرط الانقلابي، وبغير هذا الشرط، تغدو الكتابة تأليفاً لما سبق تأليفه، وشرحاً لما انتهى شرحه، ومعرفة بما سبق معرفته. «بالشرط الانقلابي نعني خروج الكتابة والكاتب على سلطة الماضي بكل أنواعها الأبوية، والعائلية، والقبلية، ومهمة الكاتب الانقلابي صعبة ودقيقة.. لأنها تتعلق بإلغاء نظام قائم، له جذوره، وإعلان نظام بديل يصعب على الناس في بادئ الأمر الإيمان به، والاعتراف بدستوريته».
و«أن تكون كاتباً عربياً، في هذا الوطن الخارج لتوه من غرفة التخدير والعمليات، دون أن تؤمن بالشرط الانقلابي، معناه أن تبقى حاجباً على باب السلطان عبد الحميد في الآستانة، أو عضواً في حكومة الأقلية البيضاء في جنوبي أفريقيا».
وخلافاً لما راح إليه الكثير من النقاد والدارسين، فقد كانت القضية الفلسطينية والقضايا القومية الكبرى ماثلة في ذهن ووجدان نزار قبل هزيمة حزيران عام 1967م، ولم تكن قصيدته «هوامش على دفتر النكسة» هي الأولى في المجال.. ويمكن الإشارة ـ في هذا الصدد ـ إلى مجموعة من القصائد التي تؤكد ما ذهبنا إليه بدءاً من قصيدة «إلى الجندي العربي المجهول»، و «أصبح عندي الآن بندقية»، و «قصة راشيل شوارز نبرغ ـ 1955م»، مروراً بـ «رسالة جندي في السويس ـ 1956م»، و «جميلة بوحيرد ـ 1957م»، و « فتح ـ 1969م»، و «شعراء الأرض المحتلة ـ 1968م» و «منشورات فدائية على جدران إسرائيل ـ 1970م»، و «عرس الخيول الفلسطينية ـ 1973م»، و «دعوة اصطياف للخامس من حزيران ـ 1972م»، وغيرها الكثير من القصائد التي لسنا بصدد دراستها وحصرها في هذا المقال..
في رائعته «الحب والبترول ـ 1958م»، أجمل شاعرنا العربي الكبير،أسباب النكبة، فأجاد حين قال:
إذا خسرنا الحرب، لا غرابةلأننا ندخلهابكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابةبالعنتريات التي ما قتلت ذبابةلأننا ندخلهابمنطق الطبلة والربابة
وقد أعاد الشاعر نفسه «السر في مأساتنا» إلى كون؛
صراخنا أضخم من أصواتناوسيفناأطول من قامتناوزاد قباني الأمر وضوحاً؛خلاصة القضيةتوجز في عبارةلقد لبسنا قشرة الحضارةوالروح جاهلية
وينحى نزار في هذه القصيدة باللائمة وبأسلوب لاذع، على أولئك الذين باعوا القدس وانصرفوا لملذاتهم، يقول:
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْكأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفناولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْكأنَّ جميعَ من صُلبوا..على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْتغوصُ القدسُ في دمها..وأنتَ صريعُ شهواتكْتنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْمتى تفهمْ ؟متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
والحقيقة أن هذه الكلمات ـ التي قالها شاعرنا منذ نصف قرن تقريباً ـ تعكس الواقع الحالي الذي نعيشه اليوم.
وفي قصيدته «طريق واحد» يؤكد نزار، على خيار المقاومة من أجل استرداد الحقوق وإعادة الوطن المسلوب:
يا أيّها الثوار..في القدسِ، في الخليلِ،في بيسانَ، في الأغوار..في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرارتقدموا..تقدموا..فقصةُ السلام مسرحيّه..والعدلُ مسرحيّه..إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌيمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
وفي قصيدته «منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل» يعود نزار، مجدداً، ليؤكد خيار المقاومة والنضال لتعود للوطن كرامته وتعود للأطفال حريتهم، يقول:
من قصب الغاباتنخرج كالجنّ لكم.. من قصب الغاباتْمن رزم البريد، من مقاعد الباصاتمن علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأمواتمن الطباشير، من الألواح، من ضفائر البناتْمن خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاةمن ورق المصحف نأتيكممن السطور والآياتْ…فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النباتونحن معجونون بالألوان والأصوات..لن تفلتوا.. لن تفلتوا..فكل بيتٍ فيه بندقيهمن ضفة النيل إلى الفراتْ
في الثلاثين من شهر نيسان (أبريل) 1998م رحل شاعرنا الكبير نزار قباني، بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس في النصف الثاني من القرن العشرين، فقد عمل شاعرُنَّا طوال نصف قرن على تركيز خياله الشعري حول موضوعين هما التغزل بالمرأة والكتابة عن الحدث السياسي الحار، أو بالأحرى عن الجروح السياسية، ذلك أن شعره الذي كتبه بعد هزيمة حزيران 1967م بدأ انعطافة جديدة حيث أضاف إلى الكثير إلى كتابه الشعري، وتكريماً لروح الشاعر ورحلة عطائه، ارتأينا نشر مجموعة من قصائده السياسية الغاضبة.
مختارات من قصائد الشاعر الراحل نزار قباني
طريق واحد
أريدُ بندقيّه..خاتمُ أمّي بعتهُمن أجلِ بندقيهمحفظتي رهنتُهامن أجلِ بندقيه..اللغةُ التي بها درسناالكتبُ التي بها قرأنا..قصائدُ الشعرِ التي حفظناليست تسأوي درهماً..أمامَ بندقيه..أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..إلى فلسطينَ خذوني معكمإلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّهإلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّهعشرونَ عاماً.. وأناأبحثُ عن أرضٍ وعن هويّهأبحثُ عن بيتي الذي هناكعن وطني المحاطِ بالأسلاكأبحثُ عن طفولتي..وعن رفاقِ حارتي..عن كتبي.. عن صوري..عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..أصبحَ عندي الآنَ بندقيّهإلى فلسطينَ خذوني معكميا أيّها الرجال..أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجالأريدُ.. أن أنبتَ في ترابهازيتونةً، أو حقلَ برتقال..أو زهرةً شذيّهقولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتيبارودتي.. صارت هي القضيّه..أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..أصبحتُ في قائمةِ الثوّارأفترشُ الأشواكَ والغباروألبسُ المنيّه..مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّنيأنا الذي أغيّرُ الأقداريا أيّها الثوار..في القدسِ، في الخليلِ،في بيسانَ، في الأغوار..في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرارتقدموا..تقدموا..فقصةُ السلام مسرحيّه..والعدلُ مسرحيّه..إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌيمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
*****************
هوامش على دفتر النكسة
1أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمهوالكتبَ القديمهأنعي لكم..كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمه..ومفرداتِ العهر، والهجاء، والشتيمهأنعي لكم.. أنعي لكمنهايةَ الفكر الذي قاد إلى الهزيمه2مالحةٌ في فمنا القصائدمالحةٌ ضفائر النساءوالليل، والأستار، والمقاعدمالحةٌ أمامنا الأشياء3يا وطني الحزينحولتني بلحظةٍمن شاعرٍ يكتب الحب والحنينلشاعرٍ يكتب بالسكينْ4لأن ما نحسه أكبر من أوراقنالا بد أن نخجل من أشعارنا5إذا خسرنا الحرب لا غرابهلأننا ندخلها..بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابهبالعنتريات التي ما قتلت ذبابهلأننا ندخلها..بمنطق الطبلة والربابه6السرُّ في مأساتناصراخُنا أضخمُ من أصواتناوسيفنا أطولُ من قاماتنا7خلاصةُ القضيهتوجَزُ في عبارهلقد لبسنا قشرةَ الحضارهوالروحُ جاهليه...8بالنايِّ والمزمار..لا يحدث انتصار9كلَّفنا ارتجالُناخمسين ألف خيمةٍ جديده10لا تلعنوا السماءإذا تخلت عنكم..لا تلعنوا الظروفْفالله يؤتي النصر من يشاءوليس حداداً لديكم.. يصنع السيوفْ11يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباحْيوجعني.. أن أسمع النباح..12ما دخل اليهود من حدودناوإنما..تسربوا كالنمل.. من عيوننا13خمسة آلاف سنه..ونحن في السردابذقوننا طويلةٌنقودنا مجهولةٌعيوننا مرافئ الذبابيا أصدقائي:جربوا أن تكسروا الأبوابأن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْيا أصدقائي:جربوا أن تقرؤوا كتاب..أن تكتبوا كتابأن تزرعوا الحروف، والرمان، والأعنابأن تبحروا إلى بلاد الثلج والضبابفالناس يجهلونكم.. في خارج السردابالناس يحسبونكم نوعاً من الذئاب...14جلودنا ميتة الإحساسأرواحنا تشكو من الإفلاسأيامنا تدور بين الزار، والشطرنج، والنعاسهل نحن "خير أمةٍ قد أخرجت للناس" ؟...15كان بوسع نفطنا الدافق بالصحاريأن يستحيل خنجراً..من لهبٍ ونار..لكنه..واخجلة الأشراف من قريشٍوخجلة الأحرار من أوسٍ ومن نزارِيُراق تحت أرجل الجواري...16نركض في الشوارعنحمل تحت إبطنا الحبالا..نمارس السحل بلا تبصرٍنحطّم الزجاج والأقفالا..نمدح كالضفادعنشتم كالضفادعنجعل من أقزامنا أبطالا..نجعل من أشرافنا أنذالا..نرتجل البطولة ارتجالا..نقعد في الجوامع..تنابلاً.. كسالىنشطر الأبيات، أو نؤلف الأمثالا..ونشحذ النصر على عدونا..من عنده تعالى...17لو أحدٌ يمنحني الأمان..لو كنت أستطيع أن أقابل السلطانقلت له: يا سيدي السلطانكلابك المفترسات مزقت ردائيومخبروك دائماً ورائي..عيونهم ورائي..أنوفهم ورائي..أقدامهم ورائي..كالقدر المحتوم، كالقضاءيستجوبون زوجتيويكتبون عندهم..أسماء أصدقائي..يا حضرة السلطانلأنني اقتربت من أسوارك الصمّاءلأنني..حاولت أن أكشف عن حزني.. وعن بلائيضُرِبت بالحذاء..أرغمني جندك أن آكل من حذائييا سيدي..يا سيدي السلطانلقد خسرت الحرب مرتينلأن نصف شعبنا.. ليس له لسانما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟لأن نصف شعبنا..محاصرٌ كالنمل والجرذان..في داخل الجدران..لو أحدٌ يمنحني الأمانمن عسكر السلطان..قلت له: لقد خسرت الحرب مرتين..لأنك انفصلت عن قضية الإنسان..18لو أننا لم ندفن الوحدة في الترابْلو لم نمزق جسمها الطري بالحرابلو بقيت في داخل العيون والأهدابلما استباحت لحمَنا الكلاب..19نريد جيلاً غاضباً..نريد جيلاً يفلح الآفاقوينكش التاريخ من جذوره..وينكش الفكر من الأعماقنريد جيلاً قادماً..مختلف الملامح..لا يغفر الأخطاء.. لا يسامح..لا ينحني..لا يعرف النفاق..نريد جيلاً..رائداً..عملاق..20يا أيها الأطفال..من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمالوأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلالويقتل الأفيون في رؤوسنا..ويقتل الخيال..يا أيها الأطفال أنتم - بعد- طيبونوطاهرون، كالندى والثلج، طاهرونلا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم يا أطفالفنحن خائبون..ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهونونحن منخورون.. منخورون.. كالنعاللا تقرؤوا أخبارنالا تقتفوا آثارنالا تقبلوا أفكارنافنحن جيل القيء، والزّهري، والسّعالونحن جيل الدجل، والرقص على الحباليا أيها الأطفال:يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمالأنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمهوأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمه...
****************
منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
لن تجعلوا من شعبناشعب هنودٍ حمر..**فنحن باقون هنا..في هذه الأرض التي تلبس في معصمهاإسوارةً من زهرْفهذه بلادنا..فيها وجدنا منذ فجر العمرفيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرمشرشون نحن في خلجانهامثل حشيش البحر..مشرشون نحن في تاريخهافي خبزها المرقوق، في زيتونهافي قمحها المصفرمشرشون نحن في وجدانهاباقون في آذارهاباقون في نيسانهاباقون كالحفر على صلبانهاباقون في نبيها الكريم، في قرآنها..وفي الوصايا العشرْ..2لا تسكروا بالنصر…إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرووإن سحقتم وردةً..فسوف يبقى العطر3لأن موسى قطعت يداه..ولم يعد يتقن فن السحر..لأن موسى كسرت عصاهولم يعد بوسعه شق مياه البحرلأنكم لستم كأمريكا.. ولسنا كالهنود الحمرفسوف تهلكون عن آخركمفوق صحاري مصر…4المسجد الأقصى شهيدٌ جديدنضيفه إلى الحساب العتيقوليست النار، وليس الحريقسوى قناديلٍ تضيء الطريق5من قصب الغاباتنخرج كالجنّ لكم.. من قصب الغاباتْمن رزم البريد، من مقاعد الباصاتمن علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأمواتمن الطباشير، من الألواح، من ضفائر البناتْمن خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاةمن ورق المصحف نأتيكممن السطور والآياتْ…فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النباتونحن معجونون بالألوان والأصوات..لن تفلتوا.. لن تفلتوا..فكل بيتٍ فيه بندقيهمن ضفة النيل إلى الفراتْ6لن تستريحوا معنا..كل قتيلٍ عندنايموت آلافاً من المرات…7انتبهوا.. انتبهوا…أعمدة النور لها أظافروللشبابيك عيونٌ عشروالموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ…أو لفتةٍ .. أو خصرالموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ..وخصلةٍ من شعر..8يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرورْعقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..إن اغتصاب الأرض لا يخيفنافالريش قد يسقط عن أجنحة النسوروالعطش الطويل لا يخيفنافالماء يبقى دائماً في باطن الصخورهزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورقطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور9ننصحكم أن تقرؤوا ما جاء في الزبورننصحكم أن تحملوا توراتكموتتبعوا نبيكم للطور..فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورمن باب كل جامعٍ..من خلف كل منبرٍ مكسورسيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور10إنتظرونا دائماً..في كل ما لا ينتظرْفنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفرنطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجرنطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..رجالنا يأتون دون موعدٍفي غضب الرعد، وزخّات المطريأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجريقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشريحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمرْ..11لقد سرقتم وطناً..فصفَّق العالم للمغامرهصادرتمُ الألوفَ من بيوتناوبعتم الألوف من أطفالنافصفّق العالم للسماسره..سرقتم الزيت من الكنائسسرقتم المسيح من بيته في الناصرهفصفق العالم للمغامرهوتنصبون مأتماً..إذا خطفنا طائره12تذكروا.. تذكروا دائماًبأن أمريكا – على شأنها –ليست هي الله العزيز القديروأن أمريكا – على بأسها –لن تمنع الطيور أن تطيرقد تقتل الكبير.. بارودةٌصغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير13ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعاملا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عامطويلةٌ معارك التحرير كالصيامونحن باقون على صدوركم..كالنقش في الرخام..باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمامْباقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيامباقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلامباقون في الخرائط الملونهباقون في شعر امرئ القيس..وفي شعر أبي تمام..باقون في شفاه من نحبهمباقون في مخارج الكلام..14موعدنا حين يجيء المغيبموعدنا القادم في تل أبيب"نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"15ليس حزيران سوى يومٍ من الزمانوأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان..16للحزن أولادٌ سيكبرون..للوجع الطويل أولادٌ سيكبرونللأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرونوهؤلاء كلهم..تجمعوا منذ ثلاثين سنهفي غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجونتجمعوا كالدمع في العيونوهؤلاء كلهم..في أي.. أي لحظةٍمن كل أبواب فلسطين سيدخلون..17..وجاء في كتابه تعالى:بأنكم من مصر تخرجونْوأنكم في تيهها، سوف تجوعون، وتعطشونوأنكم ستعبدون العجل دون ربكموأنكم بنعمة الله عليكم سوف تكفرونوفي المناشير التي يحملها رجالنازدنا على ما قاله تعالى:سطرين آخرين:ومن ذرى الجولان تخرجونوضفة الأردن تخرجونبقوة السلاح تخرجون..18سوف يموت الأعور الدجالْسوف يموت الأعور الدجالونحن باقون هنا، حدائقاً، وعطر برتقالباقون فيما رسم الله على دفاتر الجبالباقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوالْفي المدّ.. في الجزر.. وفي الشروق والزوالباقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمالباقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضالباقون في الشعر، وفي الأزجالباقون في عطر المناديلِ..في (الدبكة) و (الموال)..في القصص الشعبي، والأمثالْباقون في الكوفية البيضاء، والعقالباقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيالباقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجالباقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعالباقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمالباقون في الصليب..باقون في الهلال..في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمالباقون في خواتم الخطبة، في أسِرّةِ الأطفالباقون في الدموع..باقون في الآمال19تسعون مليوناً من الأعراب خلف الأفق غاضبونبا ويلكم من ثأرهم..يوم من القمقم يطلعون..20لأن هارون الرشيد مات من زمانْولم يعد في القصر غلمانٌ، ولا خصيانلأننا من قتلناه، وأطعمناه للحيتانلأن هارون الرشيد لم يعد إنسانلأنه في تحته الوثير لا يعرف ما القدس.. وما بيسانفقد قطعنا رأسه، أمس، وعلقناه في بيسانلأن هارون الرشيد أرنبٌ جبانفقد جعلنا قصره قيادة الأركان..21ظل الفلسطينيُّ أعواماً على الأبواب..يشحذ خبز العدل من موائد الذئابويشتكي عذابه للخالق التوابْوعندما.. أخرج من إسطبله حصاناًوزيَّتَ البارودة الملقاة في السردابأصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب..نحن الذين نرسم الخريطهونرسم السفوح والهضاب..نحن الذين نبدأ المحاكمهونفرض الثواب والعقاب..23العرب الذين كانوا عندكم مصدِّري أحلامْتحولوا بعد حزيران إلى حقلٍ من الألغاموانتقلت (هانوي) من مكانها..وانتقلت فيتنام..24حدائق التاريخ دوماً تزهرُ..ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر..وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر..والعرب الذين قلتم عنهم: تحجَّرواتغيّروا..تغيّروا25أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسرابْأطلع كالعشب من الخرابأضيء كالبرق على وجوهكمأهطل كالسّحابأطلع كلَّ ليلةٍ..من فسحة الدار، ومن مقابض الأبوابمن ورق التوت، ومن شجيرة اللبلابمن بركة الدار، ومن ثرثرة المزرابأطلع من صوت أبي..من وجه أمي الطيب الجذّابأطلع من كل العيون السود والأهدابومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابأفتح باب منزلي.أدخله. من غير أن أنتظر الجوابْلأنني أنا.. السؤال والجواب26محاصرون أنتمُ بالحقد والكراهيهفمن هنا جيش أبي عبيدةٍومن هنا معاويهسلامكم ممزقٌ..وبيتكم مطوقٌكبيت أي زانيه..27نأتي بكوفيّاتنا البيضاء والسوداءْنرسم فوق جلدكم إشارة الفداءمن رحم الأيام نأتي كانبثاق الماءمن خيمة الذل التي يعلكها الهواءمن وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراءمن أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاءنأتي لكي نصحح التاريخ والأشياءونطمس الحروف..في الشوارع العبرية الأسماء..
****************
أطفـال الحجـارة
بهروا الدنيا..وما في يدهم إلا الحجاره..وأضاؤوا كالقناديل، وجاؤوا كالبشارهقاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..وبقينا دبباً قطبيةًصفِّحت أجسادها ضد الحراره..قاتلوا عنا إلى أن قتلوا..وجلسنا في مقاهينا.. كبصّاق المحارةواحدٌ يبحث منا عن تجارة..واحدٌ.. يطلب ملياراً جديداً..وزواجاً رابعاً..ونهوداً صقلتهن الحضارة..واحدٌ.. يبحث في لندن عن قصرٍ منيفٍواحدٌ.. يعمل سمسار سلاح..واحدٌ.. يطلب في البارات ثاره..واحدٌ.. بيحث عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..آه.. يا جيل الخياناتِ..ويا جيل العمولاتِ..ويا جيل النفاياتِويا جيل الدعارةْ..سوف يجتاحك –مهما أبطأ التاريخ-أطفال الحجاره..
***************
دكتوراه شرف في كيمياء الحجر
يرمي حجراً..أو حجرينْ.يقطعُ أفعى إسرائيلَ إلى نصفينْيمضغُ لحمَ الدبّاباتِ،ويأتينا..من غيرِ يدينْ..في لحظاتٍ..تظهرُ أرضٌ فوقَ الغيمِ،ويولدُ وطنٌ في العينينْفي لحظاتٍ..تظهرُ حيفا.تظهرُ يافا.تأتي غزَّةُ في أمواجِ البحرِتضيءُ القدسُ،كمئذنةٍ بين الشفتينْ..يرسمُ فرساً..من ياقوتِ الفجرِ..ويدخلُ..كالإسكندرِ ذي القرنينِ.يخلعُ أبوابَ التاريخِ،وينهي عصرَ الحشّاشينَ،ويقفلُ سوقَ القوَّادين،ويقطعُ أيدي المرتزقينَ،ويلقي تركةَ أهلِ الكهفِ،عن الكتفينْ..في لحظاتٍ..تحبلُ أشجارُ الزّيتونِ،يدرُّ حليبٌ في الثديينْ..يرسمُ أرضاً في طبريّايزرعُ فيها سنبلتينْيرسمُ بيتاً فوقَ الكرملْ،يرسمُ أمّاً.. تطحنُ بُنَّاً عندَ البابِ،وفنجانينْ..وفي لحظاتٍ.. تهجمُ رائحةُ الليمونِ،ويولدُ وطنٌ في العينينْيرمي قمراً من عينيهِ السوداوينِ،وقد يرمي قمرينْ..يرمي قلماً.يرمي كتباً.يرمي حبراً.يرمي صمغاً.يرمي كرّاسات الرسمِوفرشاةَ الألوانْتصرخُ مريمُ: "يا ولداهُ "..وتأخذهُ بينَ الأحضانْ.يسقطُ ولدٌفي لحظاتٍ..يولدُ آلافُ الصّبيانْيكسفُ قمرٌ غزّاويٌفي لحظاتٍ...يطلعُ قمرٌ من بيسانْيدخلُ وطنٌ للزنزانةِ،يولدُ وطنٌ في العينين..ينفضُ عن نعليهِ الرملَ..ويدخلُ في مملكةِ الماء.يفتحُ نفقاً آخرَ.يُبدعُ زمناً آخرَ.يكتبُ نصاً آخرَ.يكسرُ ذاكرةَ الصحراءْ.يقتلُ لغةً مستهلكةًمنذُ الهمزةِ.. حتّى الياءْ..يفتحُ ثقباً في القاموسِ،ويعلنُ موتَ النحوِ.. وموتَ الصرفِ..وموتَ قصائدنا العصماءْ..يرمي حجراً.يبدأ وجهُ فلسطينٍيتشكّلُ مثلَ قصيدةِ شعرْ..يرمي الحجرَ الثانيتطفو عكّا فوق الماءِ قصيدةَ شعرْيرمي الحجرَ الثالثَتطلعُ رامَ الله بنفسجةً من ليلِ القهرْيرمي الحجر العاشرَحتّى يظهرَ وجهُ اللهِ..ويظهرُ نورُ الفجرْ..يرمي حجرَ الثورةِحتّى يسقطَ آخر فاشستيّمن فاشستِ العصرْيرمي..يرمي..يرمي..حتّى يقلعَ نجمةَ داوودٍبيديهِ،ويرميها في البحرْ..تسألُ عنهُ الصحفُ الكبرى:أيُّ نبيٍّ هذا القادمُ من كنعانْ ؟أيُّ صبيٍّ ؟هذا الخارجُ من رحمِ الأحزانْ ؟أيُّ نباتٍ أسطوريٍّهذا الطالعُ من بينِ الجُدرانْ ؟أيُّ نهورٍ من ياقوتٍفاضت من ورقِ القرآنْ ؟يسألُ عنهُ العرَّافونَ.ويسألُ عنه الصوفيّونَ.ويسألُ عنه البوذيّونَ.ويسألُ عنهُ ملوكُ الأنسِ،ويسألُ عنهُ ملوكُ الجانْ.من هوَ هذا الولدُ الطالعُمثلَ الخوخِ الأحمرِ..من شجرِ النسيانْ؟من هوَ هذا الولدُ الطافشُمن صورِ الأجدادِ..ومن كذبِ الأحفادِ..ومن سروالِ بني قحطانْ ؟من هوَ هذا الولدُ الباحثُعن أزهارِ الحبِّ..وعنْ شمسِ الإنسانْ ؟من هوَ هذا الولدُ المشتعلِ العينينْ..كآلهةِ اليونانْ ؟يسألُ عنهُ المضطهدونَ..ويسألُ عنهُ المقموعونَ.ويسألُ عنه المنفيّونَ.وتسألُ عنهُ عصافيرٌ خلفَ القضبانْ.من هوَ هذا الآتي..من أوجاعِ الشمعِ..ومن كتبِ الرُّهبانْ؟من هوَ هذا الولدُالتبدأُ في عينيهِ..بداياتُ الأكوانْ؟من هوَ؟هذا الولدُ الزّارعُقمحَ الثورةِ..في كلِّ مكانْ؟يكتبُ عنهُ القصصيّونَ،ويروي قصّتهُ الرُّكبانْ.من هوَ هذا الطفلُ الهاربُ من شللِ الأطفالِ،ومن سوسِ الكلماتْ؟من هوَ؟هذا الطافشُ من مزبلةِ الصبرِ..ومن لُغةِ الأمواتْ؟تسألُ صحفُ العالمِ،كيفَ صبيٌّ مثل الوردةِ..يمحو العالمَ بالممحاةْ؟؟تسألُ صحفٌ في أمريكاكيف صبيٌّ غزّاويٌّ،حيفاويٌّ،عكَّاويٌّ،نابلسيٌّ،يقلبُ شاحنةَ التاريخِ،ويكسرُ بللورَ التوراةْ ؟؟؟
***************
المهـرولــون
1سقطت آخر جدران الحياءْ.و فرحنا.. و رقصنا..و تباركنا بتوقيع سلام الجبناءلم يعد يرعبنا شيئٌ..و لا يخجلنا شيءٌ..فقد يبست فينا عروق الكبرياءْ…2سقطت..للمرة الخمسينَ عذريتُنا..دون أن نهتز.. أو نصرخَ..أو يرعبَنا مرأى الدماء..و دخلنا في زمان الهرولة..و و قفنا بالطوابير، كأغنامٍ أمام المقصلة.و ركضنا.. و لهثنا..و تسابقنا لتقبيل حذاء القتلة..3جوَّعوا أطفالنا خمسين عاماً.و رموا في آخر الصوم إلينا..بصلة...4سقطت غرناطةٌللمرة الخمسين من أيدي العرب.سقط التاريخ من أيدي العرب.سقطت أعمدة الروح، و أفخاذ القبيلة.سقطت كل مواويل البطولة.سقطت كل مواويل البطولة.سقطت إشبيلة.سقطت أنطاكية..سقطت حطين من غير قتالً..سقطت عمورية..سقطت مريم في أيدي الميليشياتفما من رجلٍ ينقذ الرمز السماويو لا ثَمَّ رجولة...5سقطت آخر محظياتنافي يد الروم، فعن ماذا ندافع؟لم يعد في قصرنا جاريةٌ واحدةٌتصنع القهوة و الجنس..فعن ماذا ندافع؟؟6لم يعد في يدناأندلسٌ واحدةٌ نملكها..سرقوا الابوابو الحيطان و الزوجات، و الأولاد،و الزيتون، و الزيتو أحجار الشوارع.سرقوا عيسى بن مريمو هو ما زال رضيعاً..سرقوا ذاكرة الليمون..و المشمش.. و النعناع منا..و قناديل الجوامع...7تركوا علبة سردينٍ بأيديناتسمى (غزةً)..عظمةً يابسةً تدعى (أريحا)..فندقاً يدعى فلسطين..بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..تركونا جسداً دون عظامٍو يداً دون أصابع...8لم يعد ثمة أطلال لكي نبكي عليها.كيف تبكي أمةٌأخذوا منها المدامع؟؟9بعد هذا الغزل السري في أوسلوخرجنا عاقرين..وهبونا وطناً أصغر من حبة قمحٍ..وطناً نبلعه من غير ماءٍكحبوب الأسبرين!!..10بعد خمسين سنة..نجلس الآن، على الأرض الخراب..ما لنا مأوىكآلاف الكلاب!!.11بعد خمسين سنةما وجدنا وطناً نسكنه إلا السراب..ليس صلحاً،ذلك الصلح الذي أدخل كالخنجر فينا..إنه فعل اغتصاب!!..12ما تفيد الهرولة؟ما تفيد الهرولة؟عندما يبقى ضمير الشعب حياًكفتيل القنبلة..لن تساوي كلُّ توقيعات أوسلو..خردلة!!..13كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..و هلالٍ أبيضٍ..و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلة..و وجدنا فجأة أنفسنا.. في مزبلة!!.14من ترى يسألهم عن سلام الجبناء؟لا سلام الأقوياء القادرين.من ترى يسألهمعن سلام البيع بالتقسيط..و التأجير بالتقسيط..و الصفقات..و التجار و المستثمرين؟.من ترى يسألهمعن سلام الميتين؟أسكتوا الشارعَو اغتالوا جميعَ الأسئلة..و جميع السائلينْ...15... و تزوجنا بلا حبٍ..من الأنثى التي ذات يومٍ أكلت أولادنا..مضغت أكبادنا..و أخذناها إلى شهر العسل..و سكرنا.. و رقصنا..و استعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل..ثم أنجبنا، لسوء الحظ، أولاداً معاقينلهم شكل الضفادع..و تشردنا على أرصفة الحزن،فلا من بلدٍ ثمة نحضنه..أو من ولد!!16لم يكن في العرس رقصٌ عربي.ٌأو طعامٌ عربي.ٌأو غناءٌ عربي.ٌأو حياء عربي.ٌ ٌفلقد غاب عن الزفّة أولاد البلد..17كان نصف المهر بالدولار..كان الخاتم الماسي بالدولار..كانت أجرة المأذون بالدولار..و الكعكة كانت هبةً من أمريكا..و غطاء العرس، و الأزهار، و الشمع،و موسيقى المارينز..كلها قد صنعت في أمريكا!!.18و انتهى العرس..و لم تحضر فلسطين الفرح.بل رأت صورتها مبثوثةً عبر كل الأقنية..و رأت دمعتها تعبر أمواج المحيط..نحو شيكاغو.. و جيرسي.. و ميامي..و هي مثل الطائر المذبوح تصرخ:ليس هذا الثوب ثوبي..ليس هذا العار عاري..أبداً.. يا أمريكا..أبداً.. يا أمريكا..أبداً.. يا أمريكا..
*****************
متى يعلنون وفاة العرب
ـ 1 ـأحاولُ منذ الطفولة رسم بلادٍتسمّى مجازاً بلاد العربتسامِحُني إن كسرْتُ زجاج القمر...وتشكرني إن كتبت قصيدة حبٍوتسمح لي أن أمارس فعل الهوىككل العصافير فوق الشجر...أحاول رسم بلادٍتعلمني أن أكون على مستوى العشق دوماًفأفرش تحتك، صيفاً، عباءة حبيوأعصر ثوبك عند هطول المطر...ـ 2 ـأحاول رسم بلادٍ...لها برلمانٌ من الياسمين.وشعبٌ رقيق من الياسمين.تنام حمائمها فوق رأسي.وتبكي مآذنها في عيوني.أحاول رسم بلادٍ تكون صديقة شعري.ولا تتدخل بيني وبين ظنوني.ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني.أحاول رسم بلادٍ...تكافئني إن كتبت قصيدة شعرٍوتصفح عني ، إذا فاض نهر جنونيـ 3 ـأحاول رسم مدينة حبٍ...تكون محررةً من جميع العقد...فلايذبحون الأنوثة فيها...ولايقمعون الجسد...ـ 4 ـرحلت جنوباً...رحلت شمالاً...ولافائده...فقهوة كل المقاهي ، لها نكهةٌ واحده...وكل النساء لهن إذا ما تعرينرائحةٌ واحده...وكل رجال القبيلة لايمضغون الطعامويلتهمون النساء بثانيةٍ واحده.ـ 5 ـأحاول منذ البدايات...أن لا أكون شبيهاً بأي أحد...رفضت الكلام المعلب دوماً.رفضت عبادة أيِّ وثن...ـ 6 ـأحاول إحراق كلِّ النصوص التي أرتديها.فبعض القصائد قبرٌ،وبعض اللغات كفن.وواعدت آخر أنثى...ولكنني جئت بعد مرور الزمن...ـ 7 ـأحاول أن أتبرأ من مفرداتيومن لعنة المبتدأ والخبر...وأنفض عني غباري.وأغسل وجهي بماء المطر...أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل...وداعا قريشٌ...وداعا كليبٌ...وداعا مُضَرْ...ـ 8 ـأحاول رسم بلادٍتسمى مجازاً بلاد العربْسريري بها ثابتٌورأسي بها ثابتٌلكي أعرف الفرق بين البلاد وبين السفن...ولكنهم...أخذوا علبة الرسم مني.ولم يسمحوا لي بتصوير وجه الوطنْ...ـ 9 ـأحاول منذ الطفولةِفتحَ فضاءٍ من الياسمينوأسَّست أول فندق حبٍ...بتاريخ كل العربْ...ليستقبل العاشقين...وألغيت كل الحروب القديمة...بين الرجال...وبين النساء...وبين الحمام...ومن يذبحون الحمام...وبين الرخام ومن يجرحون بياض الرخام...ولكنهم...أغلقوا فندقي...وقالوا بأن الهوى لايليق بماضي العرب...وطهر العرب...وإرث العرب...فيا للعجب!!ـ 10 ـأحاول أن أتصور ما هو شكل الوطنْ؟أحاول أن أستعيد مكانيَ في بطن أميوأسبح ضد مياه الزمن...وأسرق تيناً ، ولوزاً ، و خوخاً،وأركض مثل العصافير خلف السفن.أحاول أن أتخيّلَ جنة عدنٍوكيف سأقضي الإجازة بين نهور العقيق...وبين نهور اللبن...وحين أفقت...اكتشفت هشاشة حلميفلا قمرٌ في سماء أريحا...ولا سمكٌ في مياه الفرات...ولا قهوةٌ في عدن...ـ 11 ـأحاول بالشعر...أن أمسك المستحيلا...وأزرع نخلاً...ولكنهم في بلادي ، يقصون شعر النخيل...أحاول أن أجعل الخيل أعلى صهيلاولكن أهل المدينة يحتقرون الصهيل!!ـ 12 ـأحاول سيدتي أن أحبَّكِ...خارج كلِّ الطقوس...وخارج كل النصوص...وخارج كل الشرائع والأنظمهأحاول سيدتي أن أحبك...في أي منفى ذهبت إليه...لأشعر حين أضمّك يوماً لصدريبأني أضمّ تراب الوطن...ـ 13 ـأحاول مذ كنت طفلاً، قراءة أي كتابٍتحدث عن أنبياء العرب.وعن حكماء العرب... وعن شعراء العرب...فلم أر إلا قصائد تلحس رجل الخليفةِمن أجل جفنة رزٍ... وخمسين درهم...فيا للعجب!!ولم أر إلا قبائل ليست تفرق ما بين لحم النساء...وبين الرطب...فيا للعجب!!ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليه...لأي رئيسٍ من الغيب يأتي...وأي عقيدٍ على جثة الشعب يمشي...وأي مرابٍ يكدس في راحتيه الذهب...فيا للعجب!!ـ 14 ـأنا منذ خمسين عاما،أراقب حال العرب.وهم يرعدون، ولا يمطرون...وهم يدخلون الحروب، ولا يخرجون...وهم يعلكون جلود البلاغة علكاًولا يهضمون...ـ 15 ـأنا منذ خمسين عاماًأحاول رسم بلادٍتسمى مجازاً بلاد العربرسمت بلون الشرايين حيناًوحيناً رسمت بلون الغضب.وحين انتهى الرسم، ساءلت نفسي:إذا أعلنوا ذات يومٍ وفاة العرب...ففي أي مقبرةٍ يُدفنونْ؟ومن سوف يبكي عليهم؟وليس لديهم بناتٌ...وليس لديهم بنون...وليس هنالك حزنٌ،وليس هنالك من يحزنون!!ـ 16 ـأحاول منذ بدأت كتابة شعريقياس المسافة بيني وبين جدودي العرب.رأيت جيوشاً... ولا من جيوش...رأيت فتوحاً... ولا من فتوح...وتابعت كل الحروب على شاشة التلفزه...فقتلى على شاشة التلفزه...وجرحى على شاشة التلفزه...ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزه...ـ 17 ـأيا وطني: جعلوك مسلسل رعبٍنتابع أحداثه في المساء.فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباءْ؟؟ـ 18 ـأنا...بعد خمسين عاماًأحاول تسجيل ما قد رأيت...رأيت شعوباً تظن بأن رجال المباحثأمرٌ من الله...مثل الصداع...ومثل الزكام...ومثل الجذام... ومثل الجرب...رأيت العروبة معروضةً في مزاد الأثاث القديم...ولكنني...ما رأيت العرب !!
******************
القدس
بكيتُ.. حتى انتهت الدموعْصليت.. حتى ذابت الشموعْركعت.. حتى ملني الركوعسألت عن محمدٍ، فيك وعن يسوعْيا قدسُ، يا مدينة تفوح أنبياءْيا أقصر الدروب بين الأرض والسماءْيا قدس، يا منارة الشرائعْيا طفلةً جميلةً محروقة الأصابعْحزينةٌ عيناك، يا مدينة البتولْيا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول ْحزينةٌ حجارة الشوارعْحزينةٌ مآذن الجوامعْيا قدس، يا جميلةً تلتف بالسوادْمن يقرع الأجراسَ في كنيسة القيامة؟صبيحةَ الآحادْ..من يحمل الألعاب للأولادْ؟في ليلةِ الميلادْ..يا قدس، يا مدينة الأحزانْيا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفانْمن يوقف العدوانْ؟عليك، يا لؤلؤة الأديانْمن يغسل الدماء عن حجارة الجدرانْ؟من ينقذ الإنجيلْ؟من ينقذ القرآنْ؟من ينقذ المسيحُ ممن قتلوا المسيحْ؟من ينقذ الإنسانْ؟يا قدسُ.. يا مدينتييا قدس.. يا حبيبتيغداً.. غداً.. سيزهر الليمونْوتفرح السنابل الخضراء والزيتونوتضحك العيون..وترجع الحمائم المهاجرة..إلى السقوف الطاهرهويرجع الأطفال يلعبونْويلتقي الآباء والبنونعلى رباك الزاهرة..يا بلدي..يا بلد السلام والزيتونْ
-أهم المصادر والمراجع:
- د.حسين جمعة ، «نزار وارتعاش الروح»، دراسة، مجلة الموقف الأدبي، العدد 449 السنة السابعة و الثلاثون سبتمبر (أيلول) 2008م.
- سامر محي الدين أمين، نزار قباني شاعر المرأة والسياسة، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الثانية 2009م.
- د.محمد توفيق أبو علي ، « نزار بين الحداثة والجاهلية»، دراسة، مجلة الموقف الأدبي، العدد 449 السنة السابعة و الثلاثون سبتمبر (أيلول) 2008م
- محمد خليل الورداني، القصائد الممنوعة لنزار قباني، دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، عمان، طبعة أولى 2008م.
- نزار قباني، الأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الثالث (الأعمال السياسية)، منشورات نزار قباني، بيروت، الطبعة الثانية آب (أغسطس) 1998م.
- نزار قباني، الأعمال النثرية الكاملة، منشورات نزار قباني، بيروت، الطبعة الثانية آب (أغسطس) 1998م.
- نزار قباني، القصيدة الدمشقية وقصائد أخرى، اختيار: فادية غيبور ـ تقديم: د.حسين جمعة، سلسلة الكتاب الشهري (كتاب الجيب) رقم (22)، اتحاد الكتاب العرب ـ دمشق.
- نضال نصر الله، نزار قباني وقصائد كانت ممنوعة، دار الأوائل للنشر والتوزيع، دمشق ـ الطبعة الرابعة 2006م.
- د.نعيم اليافي ، «الشعر العربي المعاصر في سورية»، دراسة، معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، الكويت، النسخة الالكترونية: [www.almoajam.org].
مشاركة منتدى
14 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, 16:04, بقلم ابو عمر
رأيت نزار حين قرأت شعره عن فلسطين ، لم أكن أعرفه من قصائده الغرامية كان مبهما علي
و ما أن قرأت قصائده السياسية حتى رأيته و أصبحت لا أمله و لا أعرف صديقا شاعرا لي غيره