

قصائد
1. شعر: أربع صور
(1)تنام الوحوش في الغاباتبينما قلبي يقظ،يحلم بانتصار العدلويومئ إلى حلول الوعد الصادق،الذي يجعل المرءيعاود الكرّ والفرّ..وكأنه ملك عهودفجر الشعر أو صفقلمجهول قد أرّخلولادة انتصار العدل..(2)غريب أمرهمما لهم يفزعون في كلّ برهةوكأن جبال الأنديزقد أرهبتهم،وجعلتهم يحلمونبموت الشعر الأسودعند غياب ينبوع مودتهمفي لحظة أفولتضغط بزنادها عليهم..!(3)يبرق الأمل في نور الشمسالتي أشرقت على وجه طفل،يبحث عن مكان يجد فيهحريته وسعادته!!بينما أصابت الآخرين تخمةمن شدّة ضحكهم المتعاليفي أروقة المدائن؛لان الشمس لم تشرق بعد عليهم..فيا أيتها الشمساجعلي شعاعك يكنف المعمورةبسحر أخاذ وملمس مخمليّحتى لا يفكر احد أن يقطفك!!(4)من يحارب من؟هل من احد يقف في وجه الشرّأو يطرح عن العالم غبار الموت الأصفر؟!فتلتقي الوجوه على غد مبصرلكن لا.. لا احد ينتظر أن يحدثتجفيف للدماء التي سالتمن معين الجراح،ولم تلامس أحلام شاعرأضحى يجرع مرارة كأس الصبر..!
2. قصيدة: البحث عن سكن
عندما يجترئ النجمعلى قهر العدو الانكدتصفعني غمامة الحيرة الأزليةفي غبار السد يم المتوهجوأطل من هناك على وطني الجريحالظامئ إلى بيت أصيليجتني فيه أطياف الأيادي الممدودة...فتتعانق دماء الأبطالمع شهيق الخيل الموتورةوتنهض الهمم من وكر مجد سحيقانطوى عليه غبار الزمانمصفد بأغلال الدجى والوهمفيثور الغبارمن عند حمى الخيل،المشرئبة إلى عهد مجيدوهي تثور ويلفح وجهها عطر النسيمالمنبعث من الوعد الراهن!وتموج الدنيا بحرارة داكنةتنبعث من مجد سحيقمسكون في قرارة بحر الفجر الصادق!لتنهار أخاديد الانتظاروتعلو صدري سحابة خضراءتمور مور النجم الأزرقوهو يطوف حول سماء وطنيبيرقًا، ثملًا...يحترق من انصبابثلوج مهجتيوقد أضحت أن تغيب وتندثرلكن سرعان ما تعودالحياة إلى نفسي المتشردةوقد احتملت عاصفة المرحلة..لتصافح الوعد الموعودوتخامر قلوب انتظرتتعد رمقها بلحظات من نوريندفق من وهج شمس الخلود.!!3. قصيدة: النفوس الظمأىالشمس تكوي بسوطهاجبين العالم العاتيوتركض في وهج المجرّةباحثة عن أطفال حيارىما عرفوا طعم النور!لماذا؟ تنهار كل الموائدأمام نظرة طفلضاق رحم العيش..!وعندما تسري القلوب الحيارىفي بحر لجيّ عميقمن بحار لوعة الديارنعرف للحياة طعما آخر..تستمرئه معالم وجدانقد انتفض قهرًا ويأساطالما حملق في ربوع الوردوهيفاء الوجدورهافة الوشم..لم يبلغوا حدّا،كي يرتشفواالريحان والنور الفضيّفيقاومون الليل والجمر والوغى..وُيعملون ناظرهم في لوعة النفس المهترئةوقد طفحت قلوبهم سخطالن تشفى مهجها إلا بعد أن تغيبأوكار السجون،وغياهب الموتوعواصف الشرّ الأبديّ..لنرى النور يسريفي ركبان الأناموقد صاروا يجدون النسماتتزخر حياة ودفئايصدر من أعمق عصارة الوجدوكيان الإنسان..!
4. رامح نور الأرض
سمعت النداءوحادي الناس إلى بلاد الغرباءودماء الأبرياءتقطر وردًا يغلي دمهفي شاطئ النسيانفمن أين تأتي النسمات؟ومن أين تعلو القمم ورود بيضاء؟جريانه فوق الحقيقةفوق الذرى الساكبة لون النعاسيسري دمه في الوعاء المجهولوينسكب فوق الثلج الهائجليوصل سبحات النفسإلى النداء المجهولتنحني الهمم في لوعة قاتمةوتوصد الأبواب خلف ما يؤرق الهاماتوعند الرمال الملتويةيقف النداء المجهولفيظهر الناس في سباق خطيرلتشق صولات الجنديّ الماضيةيمضون معلنين انحسار الموتفلا صدى ولا هديرولكنّ دماءهم وعروقهم ما تزال هادرةعند الأرض المستويةوتحث خطاها في الفلاة الشامخةفيحلو المقامفي انسحاق الجليدوعبث القدروتتطاول الهمم وتزأر الأسودفي الغابات المتمردةوتهتف الورقاءعل الغصن المائلويسدل ألليلكعلى ظلال أبواب المدينة الناعسةلا صحاري!لا جليد!لا أسود فوق تلة الضياءوالسيوف المرصعةببياض الثلج الذهبيّيحلم بالوعد القادمإلى أن يغيب السيف العاتيوالسياف الأليف!5- فتكون الإجابة كبيرةالفجر.. النور.. البحرالسماء.. الوسن..ا لغسقوتأتيني الريح الشماليةمدوّية بأقصى درجةونور الفجر يطاول عنان النجوموشجر الزيتون يتربعخلف حرية الإنسانلا ضجر ولا يأس بعد ساعةمن نهار أو ليلوأنيسي مع الفجر يلحن أغنيةقديمة إلى حد الاهتراءتطوي ظلام السنينوشوك الورد والعليق!ويندمل الجرح خلف ذئاب الغابليغفو خلف ثعبان شريدليحيك قميصا سنديانيامن صنع يد الوطنويلوّع الأطفال الرجالونستمرئ العذاب حتى نحسه وجدانيّا رقراقايا الهي كم سعدنا في حديثنا مع الناموسليجيء الفجريسري خلف درب المنفيّ الهادرليعلو الغبار ويقذف لجتهعند عتبة الأبوابالمغشيةالمقتحمة دومًا حتى لا تمل الصولاتوتطفر الأعين بسماع الألحانفتخرج من دوامةالفجر الصاخبإلى لهيب الأرض الأبديّ...6. أيتها المآذن!أيتها المآذن دوّي ولا تصمتي!فنداؤك الفضي بشير سلام,وأين السلام من خضابنا الأحمر؛وفي أعماق كل نفس ثورة ;وفي كل أذن تدوي ضجة حملتها إلى الآذان ريح الأجيالهي لرسول السلام؛لواعج الشوق والأحمالوقد رأى السلام لقمة في أفواه الضواريوحبيسا تغلله قيود الأطماع، وقربانا يحرق على مذبح الأنانيةلم آت لألقي سلاما... بل سيفا!يا معلم البشر!لقد مات نشيد الأزل إلا في أرواحناوانقطعت تهاليل السماء إلا في صدى منها بعيدوهناك في مواكب الضلالارتفعت أصوات الطغاة تلعلع بنشيد الباطل!المجد للجاه في الأعاليوعلى الأرض نار ودمارفعفوًا أيتها المآذن إننحن لم نلتفت اليكثم عفوا إن خرست منا الألسنة!فالنفوس التي خذلتها عدالة الناسقد أصمت آذانها إلا عنصيحة البعث!لقد حركتها انتفاضتها فسارتعلى طول الطريقتلقي التفاتا إليكفنحن وأنت على موعد!وسنلتفّ حولك،فنمد الأيدي وتدويونفتح شفاهنا ونترنمويومها- أيتها المآذن- نحتفل بمولد الحق من جديد!7. قصيدة:سلام لكمإني أهب من وراء الشمس مشتاقاإليك أحنو بذراعي المرهفةوتعتمل نوبات الهجر صدريكما تحرق لوا عجي المتحفزةوقد أسرعت جحافل السّودتغص صدور الناس متنمّرةماجت على عيني ثعابين دجىلم تقو على ردّ النفوس المتهلّلةوصولات الغرب عربدت فلاتجد إلا زمجرة الغاصب المتنطعةوعيون الأطفال ترنو الى السماءوقد اكفهرت صرخات المتشنجةيا فلسطين أين يراعك؟ بل أينمن كان يحويك بذراع متوسدةآن للسيوف الحمراء أن ترحلفرائحة الدّم أشهر من المتجردةوقد ضاع يضوع المسك شامخافوق الذّرى التي كانت مشمّرةسلام لكم من أخي مستفيضإلى من جعلت نمورها متوثّبة8. قصيدة: وعد على دربعندما تأتي السهاممضيئة ليلة العيدوتنهار الأخاديدتحت فوهة الزمنيصبح الأمس وعدا والأحلام موعودةوتنحسر الكآبة مع إتيان النورالمشرع برسل الملوكوتنهمر الرؤى على دفق سنا الطريقحيث الوعد القانيوالعيون المترعة بالنجوموالمشرئبة إلى نداء الوجدوعند حافة الورىتتلهف الأنفاس إلى ريح الشرقوتثور المهج لواحة الوجودإلى النور السادرفأنفاسي مشدودة إلى وتد مخروطييتأرجح على خشبة القدروقد مالت النجمةعلى وقع خطى وئيدةوناي الفجر المحمومة إلى دياجير المنفىعلّها تأتي بمجد المرحلةوقد احتملنا راية وحي الفجر الهادرعندما يدفق، كأنه وافى مخاض السنينودرب الآلام وانبعاث اليراعليحكي قصة رموز المرحلة!!9. قصيدة:"ومضات الاتجاه"ينادي،يناوريختلط النجم بالقهرحتى يعود إلى بدايتهفي كلّ غيمة صوت آتِيخترق الشفق ويدوّّّّّي بلحظة أبديةتقود إلى كل الموانئ...فاحفل بسعد يخامر الوصب،يصلّ الفلا!ويخرج البريّة إلى بعد يوم.تعود الغيوم إلى الآفاقتعود النسور إلى أوكارهاتعود الحجارة إلى دربهاتعود الساقية إلى وعدهاينام الطفل في مهده،يحمل في طواياه أغنية السفر..وتلتئم المآقي الغائمةلتنهض الإرادة بدفق العافيةفي صورة المدينة..فحتّامَ تظل العيون شاردة؟!والأنهار ناضبة؟والأكباد واجفة؟والقافلة واقفة في زحام الردى؟الهي كن نصيرنا ولا تدعنالقمة سائغة لظلّ ظبي..فنُأخذ بالناصيةوأسائل الشفقمن بعد وخزوقد احتملنا النازلة:إلى وعد أمجد؟!10. قصيدة:رسم الحياةعندما يبدأ الإنسان يومهينهض الشباب فيهمعلنًا أن الحياة أملتتربى فينالا أحد يحمل أدنى ضجرولو فرغ الصبر!!لا نلوي على استباق الخطرونوقف السهاد المزدحمقبل أن يخترق اللججويمضي إلى حيث سكن الأزلوطيف الرؤى يحوم في فضاء النفسيحوي نشوة انتصار الأملفنحطم الدموع المترقرقةعلى عتبات الديارويحوم الفكر في خلجات النفسلا..العيون لم تعد تقوى على الدموعلا مجال لإعادة النظرونحن نعبّ من ناقوس الأزلنطرق الأبواب.. والقصور.. والقوافي.. والحمىلا مجال للانصراف..بل،ربما امتطاء النجم الشامخالّذي لا يداجىولا يراهنبل هنا ك النمور الوارفة،تطل من خلف الأسواروتجمح مدوية لا وقت للفراغ!11. قصيدة "السّيف والكلمة"في الليل البهيميأتي السيّاف شاهرًا سيفهوحربة من الحراب العتيقهتخدش الأنفاسْوتذيق النّاس الزؤامْيغطّون في نوم عميق...يستلب مروءة الرّجالْفنحمل الرايات على أكتافناونمضي نُعِدّ العُُدد..ونجيل أبصارنا،عند تخوم الأكوانعلّنا نبصر الدّروبنضطّلع بالأمل ونجيد رسم الصّور..فكيف نعتلي صهوة البدايات؟...يموت الشوق في البلادْونحيا على ذكرىميّت فجرهاعلّنا نستطيع بلوغ النهايات...وينزوي المسامر تحت نخلهيمرّغ عيونه ببريق السّيفْلا أحدٌ يجترئ على كسر الرّايهتملكنا المُهج..ولا نحفل بالزمنالآتي..الغابروان كان المَلك قد أتى!يسامر...يقامر...تحت الفجر وفي ظلّ الشّمسْولا يخرج الاّ عند الهاجرهوهناك يطوف السّياف في المقصورهولا يمشي الاّ مُضمّخًا بالنيشانالملوكيّ ولا يرعوي!يموت العبيد..ويحيا الحرّاسْعند انصراف الرعيّهفي محاصرة " لوركا "وهو في ثورة الشعرْ..وهو في ثورة العشق الأبديّ..يَجودُ بالكلماتيكسر درب القصورويعتلي صدى النداءوهو في الحصارحتى يأتيَ السيافممسكاً حربةويتخطى الرجالوقد قضى على زفرات الشعر..في آخر طوف...12. قصيدة: (في انتظار الشمس)النور في عينيك والفتنلو أنني أدنو سأشتعلقد بلّلت صدري كلوم نوىلو لم تشرقي كنت اندملفصددت موجا صارخا منكحتى عهد أنس لم يزل هملما دام يرجى في فؤادي أمللن يثنيني صَحَر محتملإني صمدت بوجهك زمنالن ينفع الإبطاء أو أرحلوالدمع خلف العين مختبئولئن دنوت لسوف ينهملفخذي غيوم الليل وانتظرياني لنور الشمس مرتحلفالوطن أشباح تصادمنيويمور في أعطافه الأمللن يشعل الشوق الّذي انطفأتجذواته في أضلعي َرَمل13. قصيدة مفتوحةأنت الصفا والفوز والمأملاجلُ القلى وامسح شجنًا والوجللا تعذلاني إنني في شغلواترع حبّا إن الفر قدان انسدلواحمل رضا لا تحفًََلًَن بالقُبلفارقب نزول السعد ان همل!14. قصيدة:ميلاد أرض أخرىتنطوي الأيام في أسرارهاتتّقي صولة الغلام الأمردوتهيم الحياة في إكسيرهاباحثة عن نهار سامدلا تميل الخطى الى الدلف عبر جدرانهوالسماء عريانة من قناديل العرشإلى أن ينشق درب المجرّةويسري النجم في درب الوفاباحث عن وكر طائريحط فوق ذرى خيمةترفل بكنوز الأرض الجامدة!وورد يخزن كل أودية العشقمنذ أن هام الناس في ديارهمويعبث الفؤاد بأخيه علّه يصل إلى الخيمة الأخرىفي وضح النهار!!لايزيغ البصر ولا يطغىفالسماء لم تمطر اليوم الا كنوزًفي متاهة الإعصاركيف يولد الفجر والدرب كما هي؟لا أسمع إلا أصواتا تنوء تحت رحم الفلاةتنضوي في مكرهاباحثة عن زهرة تغمس ُتويجهافي رحم الأرض..قبل أن يولد الفجر من جديد!!يوهن النداء تحت صرخة الوجدقبل أن تحتوي الأرض كل أمجادهاسارية عند المحور تمخر عباب السماءلا تروم إلا بطش الورىمن وراء المحورفأزول مع ومضات الثّريا الأولىحيث منارة الأكوانلا يغيم النور عند متاهة الطريقفالجريان قادم وان ضل الطريقوغاب أفق الوجود عن الورىمن الباب الشرقيّ!ربما تتوق لزمن قادم من لحظةولادة النور الأولىعند ازدلاف سماء الأكوان!!15. قصيدة:نداء السماءفي عالم الوجودينضح الأمليرزح تحت وطأة السماءويقوم الناس من أرجائهمليصافحوا القادموليرفعوا نداءهم إلى رب السماءلتقوم السماءعلى أنداء جديدة!!تصافح أعناق الرجالوليرتدّ الصوت القادمويحمل صلاة التائبينوهناكنرتقي.. نرتقيإلى صفحات النّداءويصافح ندائيقوافل العابرينوقوادم السابحينإلى السماء الكائنةحيث تحمل آهاتالساجدين.. الضارعينإلى رب الأكوان...16. قصيدة: أعطوني النجاة(1) من ذا يهديني لطريقي؟طريق أجد فيهاحس الإنسانيةحبي للوطنحبي للإنسانيجعلني اصرخ دومالا بدّ من وأد العنجهيّةوحس العبثيةالذي يفرضه العالم من حولي!!في مطلع صباحي وأمسيفي نومي.. وفي صحويفالعالم يخوض خضمّا من رمالالحيرة والأنانيّة!والعقل بثورته وتمردهيعجز أن يضفي شيئا من بهجةشيئا من نشوةفي عين الإنسان المقهور.. المأفونأو من يشكو أوار الجرح.. أوار النزف(2 )كلّ منا شاهد ظلما في الدنياكالظلم الواقع في (غزّة )شعب تركله الأقداموتداس عظام الموتى!!وبكل فخارأطفال وشيوخ تفجر بالجملةوبكلّ الإصرار!!هل ثمّة أفظع من هذا عهر أو عار.!!والعالم أبكم لا يسمع،لا يتكلمْلا يعبأ أن يبقى حياضا للموتتكريسا للفوضى.. للهمجية( 3 )نظرت إلى نفسيعلّني أعرف موطأهاصورتها العلوية.. الحسيةفقد استطيع أن أعدل من ثورتهافي الأعماقووهجها في لواعجهالكني فطنت أن الأمرمحتاج إلى الحركةذهنيّا أو فزيائيّافظللت أميد!لا شيء يفيدفالشعر صراخي الأوحدفي زحمة الوجودوهل من معين وسط جموحالوحش الملتاع!فما أن أوطئ قدميحتى يغشاني موج نابض!ويزيل الكللدون فتور أو ضجر!وتغشى البريةحس النظرة الأبديةوهي تحملقفي الكون السادروتغمض عينيها بصراخ عبثيّكي تقتلع اللحظة المتمردةفي النفوس الثكلى.!( 4 )لا أحد يقدّركم يكون الجرح شاخبًاوالعمر مضنيًافيما لو استنفر العنفكتنين شرهٍفي سياج النفسووصلت لظاه إلىكلّ حرّ وشريف!فالآفة كما هي.. جسيمة.. قاسيةلا نستطيع أن نسبر غورالوجع الآني..ولكنّ اللحظة القادمة ستكون قاسمة.. حاسمةفسنظلّ نجسّ نبض الغورعلنا نجتلي الثقب المدمر فيه!وسنظلّ نجري في الزمنطاقات وطاقاتولنضع المسبار على العنفونقود الناس إلى غد أكثر وردًاوإلا سننقاد إلى ما هو أفدح!على أننا إن فشلنافسوف نظل نركضوسنطوي المسافات سجالاولا نصحو إلا على وقع الكارثةالتي تعصف في الأصاغر والأكابروأناسيّ كثر...17. قصيدة:الخيل تجري(1) جرت الخيل حين دوّىصوت المدافعمن الجهة الغربية..وروت سبيلها بدماء النهر المتدفق،من عند ساقية النبعواحتوتها قوة دافعةتميلها نحو المحور الغربيّ،إلى حيث التحام القدر...وأنت تستجدي القدر...فالخيل لا تزال عاكفةعلى صنع العجب،بخضابها الأحمر!ولا ريب فهي تحمل النصرإلى كل العرب..ممن ذادوا عن الوطن!وانبرت تركض نحو صنع الحياة،من عند المجد القادم..فما زال هناك من ينتظر الخيل القادمةمن وراء الغسقتعكف على رسم الصوروالمدن والقمر..فلماذا هي بعيدة.. بعيدةألا هبي وترنّحي وزمجريفلا بدّ أنك آتيةوتحملي صوت الموج الهادر!فبلادي تظمأ إلى النجوم،وستظل تطلق صوت النفيرإلى الوعد الآتيينادي صوت:إذا فقدت نفسكفستعقبها شجاعتكوتذكّر من تكونأجل! أنت الآن جنديتخوض معركة لكي تتحرر من جديدوهذا يستحق القتال!ستعود إلى شرقهاوتشرئب إلى النور الصاعدإلى الصوت..لهبا مشتعلا من جديد!أعرف أن الطريق طويلولكن حيثما سيكون وطنيسأتبع الشمسسأجري كالنهرإلى حيث أنتميلا أطيق الفراق!(2 )وفي ساعة الظلامسيأخذ نورك بيدي!أنت تنسابين كالنهر!تسطعين كالشمس!أنت محبو بتيشاهدت كل غروبإليك أنت سيكون دائمارجوعي!!فوجداني يصحو تحتظل الشفقوعندها الخيل لا تسيرإلا عائمة في ظل السهادوفي مناورة الريح!تسابق الريح في خطى ثابتة!(3 )وفي سرعة وشيكة؛تنهمر الدمعات عندعتبات الطريق..تعبر الأزمات،وتندمج مع الآهات!لتصغي إلى وجع النفسوهي تذود عن حياض الوطنوقد غاصت في الرمال!وثبج البحر!ونهر اكتدح في غمراته..وقد سطرت أوائلفجر المرحلة!وقد احتملنا الرجوع إلى واحةالنفس، التي ما زلنا نرحل في مداهاوننعم الرزق في مجتلاهاما أشرقت شمس قوتِهاعبر البلدان!.18. قصيدة: الموردإني رأيت الناس صرعىتجري كالماءلا تتمهل حتى ترتوي...ففرت من بؤس إلى قسورة!لا عودة إلى سابق عهدلم ندرك عنفوانه المرحليّ..فغدونا لا نتعلم من أمسناإلا بما يسعد ولعناأو يغدق علينا نفحات مالٍ!فكيف بكم إذا سرتم في مراكب الهوىوملتم عن الجادّةونافحتم عن جحافل الهوىووردتم موارد الردى!أيمشي المركب دون قبطان؟" وتبنون بكل ريع آية تعبثون "!فاختاروا ولا تحتاروا!الدنيا زبد ولا يفاجئها سعد أو نصبلا تتفقد المكروب او المحبور!!فامشٍِِ على عهدك ؛فالعهد ملاذ كل كريم باسللا يعد من الدنيا أياما إلاما استوفى منها أمجادا وأسفارا وتيجانا!..19. قصيدة: حمّى ملونة(1)نادت بأعلى صوتهاواستراحت تنتظر العمروتقوم كما قام الحصانتعتلي سباق الزمنحتى متى ننتظر الوصولإلى الرؤى الأخرى؟ونفتح أبصارنا على قوّة عليالعل الأمر أسرع من ثوران " فيزرف "!!(2 )غامت العيون حين انطوت النفوستحت سقف الأزلتنوء بحمل ذنوب البشر..وبريق عهد قد مضىيشعل النار في الهشيم المحتظر!فيا من يقاوم الذنوب،صبرا في المواجهة!ولتصلّ لربك حتى يكتمل وصولكوتنعم برضا الخالق..(3 )فتّش عن حيلتك ولا تكن امّعالا تلين ولا تستكينفي مخاض السنينفالنجاة ملجأ عند الفزع!فإذا رمت النجاة ؛ فاثبت على العهد!وتمسّك بمقاليد الخوف.وكن كصاحب الحوت"إذ نادى وهو مكظوم "أنت أمير المركب، والكل مصفق وراء حادي الروحعلّك تتنسم ضحى النهار..عندها موكب الخيل الصّامتةتلفح وجهك لتصل إلى النهاية..الو ارفهالكلّ في معركة معهاوفي دنيا واسعة يستسهل فيها سبل النّجاه..لتشرق شمس الرحمة في نفسك،ولتغرب الوجوه البائسة، ونحن مع الأمل والبناءفي كل ميدان وحين..حتى تتلاقى المواعيد والأسرارفي وجه نهاية الرحله...20. قصيدة: طفولة ترصد غدهاالموج يدويوالطير يسمو في دويّهكأنها تخرس صوتالطائرات المدويوهي تريد أن تسكتأنين طفل يحمل وطنه في كفّهويخرج الى البريةغانما قمرا..ونجماوسادة.. ودواةونهرا..وساريةتزفّ إلى أهله معالم وطنقد زركش بالنور أوتاره،عندما صمّم أن يقتل الظلم بكفيهويمزق الكوابيس اللولبيةفي غمرة صدى صهيل يهدر...ويبني خلودا قد تألقفي رحاب رحلته ؛ كي يعيد بسمةالى شفاه أطفال عاشوا قهرا أحمرَ!ويجعل القمر يشرق على سفينة شعب ينزفونجم يشعل دمه القاني على وسادة تصعدبأحلام الطفولة النازفة!ودواة يسطر بها معالم طريق الحرية،وهي تبحرفي درب قد اهترأ عطرا..وموتا..وأنينا سرمديّا!وحينها يطفح النهر بكل أحلام الورود الباسلةوتسير السارية وهي تملأ مراكبهابانتكاس الظلم، وطيور النشوةودويّ طفل قد راهن أن لا يموت أبداإلا وقد قطف شمسا وقمرا منيراوقد صافح حلم الامجاد..!21. قصيدة:عراك الحقّيلتوي الحق يبحث عن أجنادهغريب عن الأوطان وسط الحضوريحمل راية المجد المعاصر!وهو يذود بالقلم في الحاضر!فماذا تستطيع أن تفعل القيودبإنسان مضى يعتمر الحق ميزانا لوجوده؟وماذا عسى المرء أن يفعل في رهان العبثية!صنوي هو ذاته،يذود بالقلم وهو حاضر!يستعديه ويراوغهوعندما يخامر القلوب الموجعةيبرق حس الأمل الضائع..فالنفوس تتوق إلى وجود الحقالذي أضحى منثلمًا في واحة الوجود.في واقع النّاس!دمعة من الحق أطمع فيهايجعل الانسان يجسّ اعتلاله!ان الحق ليبدو لي كظبي شرودسرعان ما أجده،ثمّ يفلت مني الى أوكار وجحور تارةثمّ يظهر فجأة فأعدو وراءه في الأثروأسدّ عليه الطرق من هناكثم يمكر ويناور ويختفيثم يظهر فأعاود الجري تارة أخرىلتخور قواي، غير أني لا أكف الجريحتى تنفتح عينايعلى يوم جديد ووعد جديدوقد ظهر الحق وانبلجفعندها لا نفتأنعلن ولادة الحقّ من جديدفطوبى لمن كان هذا ميعاده ووعدهوقد سرى دفء الحياةوعاد ضوء الضحىيلفح الكون بزمن رغد جديد.!!22. قصيدة:وطن المنافيفي الحلّ والترحالأعمل في الليل والنهارحتى لا أنسى طريق الآلاموأظلّ أسبح في أصقاع الدنياوفوق ثلوج كنعانحتى تبتل الأرض وتطفحبالأمن والسلام!ويزهر الوطنبالتحام المهج، وتفتّت الوهن..فيا ليت الوطن يعود حاملا عود زهرة!وترحل الغربان عن بلاد الأنبياء!من ذوي التيجانفأنتضي رايتي، أصافح القادمين.. العائدينمن بلاد المنافيوأستعيد ذاكرة النسيانوألتحم مع النور والفيافي،ويصير الدمع وهاجاعلى وجنات العارفين.. القائمين..ويثور الدّم في أوداج المنافحين،وتخرج النار من أعمدة المداخن،ويسمق الزمن الأرضيإلى الفضاء الكونيّ..عندها نحيا على وعد كان بالأمس مجهولاعلّنا نلمس نبض المحارأو بوصلة الاتّجاه!!24- قافلة الحريّةعلى دفق نبرات الحداةسارت القافلةوانتهبت الرياح الغربيةوعلى هدير البحر الراجلافترشت مجد الثوّاروعلى نسمات صوت الريحهدر الموج واعتلجفقد نزفت أرواحهمبعد أن سال كثيب دمتجمّر عندما لامست بنادقهمأرواحا اصطبغت بنور سديميّاستمرأ وهج الضّياء!!فالدماء التي سالت قدرجمت الغاصب بلهب الأواروانتشلته من قوقعة العبثوصمدته في واجهة المدى..!والدماء التي هدرت جبنا ونكساقد رفعت ضحاياها الى ذروة الفداءالى نجوم تتلألأ كالبرزختستمطر المجد الآتي من سفن النصر..والدماء التي نزفت عفة وشهامةقد انتظرت روضات التقىفهبت بالروح بالعهد نفديكيا شعبي الرازح تحت الحصار!!والدماء التي أهرقت عمى وطغياناقد نزفت سنابل سنالوحت بضحى النور القادممن هزيع الليل النابض!!والدماء التي ذرفت من جسوم أبطالهاقد كوت الأقزام بنار القهرالتي ما زالت تضطرم وتنهشالعداة في كلّ الأمصار والأنبار!!والدماء التي نزفتها زفرات الأرواحقد امتزجت بمياه الحريةفاستحالت نبضا أرجوانيايرتوي من شراع السفن الثائرة!!والدماء التي غزتها الرياح الشوهاءقد انبرت تصب جام حقدهاعلى من أوصدوا شعلة النورالتي أضاءت نبض الأمة الهادر!!والدماء التي لامست حرية الضميرقد راحت تلهب الوعدوترسي ضمائر النفوس في لواعجأصابتها حمى انطلاق القافلة من جديد...25.أغنية للزمن الآتي"لمّا طغى الماءحملناهم في الجارية"بعد أن صاروا وجودا بعد العدم!فالزمن الآخر ينهض محتميابثورة الناجين من العاصفةوعندها تتورد الوجوه وتلتئم الجروحالتي ضمّخت بالعنبرواستحالت الحال إلى واحة للنور..وها هي الوعود تبرعم وتزهروتحمل أمنياتها للزمن الآتي!وهنا الشمس تضيء أمسنابألم الوجد ورياح السفر..فيا ليت الزمن يعيد عهدنا الماضيوترسم الشمس وجهها عند إبحار السفنويقدم الربيع الخريف في متاهة السفر..وينتجم الباطل عن تجريح الحقويعلو معراج النور فوق سرداب الشر!فقد آن للنجوم أن تطلع بعد غيابوللرياح أن تهب بعد انخماد!فلا أفول في صرح الوجودولا جمود لمآقي العيونولا صمود إلا للأسود...فللزمان سلطان لا يهادن!ولا يصول الا من أجل الوفاء بالعهود!!فتجنب صرحي ولا تناور!قبل أن يأتي الزمن بأسمى العهود.!!26.قصيدة: كيف أشقى في وجودي؟كيف أشقى في وجوديوالسماء تنير وجدي؟وزبد فيه أتعشّقعمر رحم يبرق إلىالّذي ما زال يرقبزلّة بدرت فراعتغصن بانٍ ماد غبنًا!انتظر دفق رمد الروحيندفق من خلف نورقادم من حُقب أزمانحينها لا يجد صوبهانتحاب الحب النّضربل يتوق للحظة زمنتأسر وجود الشّقاء!!27.سجال الوجودتتوق النفس للحياةوترحل للوجد من هناكولا شك أن عندي ما يحذيكوتخضرّ العروش عند الأمجادوتصفيق يدوّي في هذا المكانويومها لا تجد أنسًا إلا في الظلالفدع هاتيك الصّنعفالتلطف موجودوالحياة عبء على من يرغب في المزيدلماذا الركود والجريان!فانّ المجد آتوالصباح غريبلكن يظل الطريق واحدًالا تستطيع العبورإلا من خلف الجسورونمعن في الطريق إلى درب الآلام..فعندها تتحمل النفسما لم تقو على الاحتمالفتغيب الأنظار من خلف السدودوتسرع النوادي في وضح النهارلكي تقيم أودهاوتشعل الحياة هناكلا مجال للسؤال!لا مجال للانتظار!فالغيوم عادت إلى لونهاوالشمس إلى وهجهاوالرياح إلى زمهرير هاوالنجوم إلى وعدهاوعند الغياب تبرز الوجوهالغائمة.. الباسرةوتحضر الوسيلة لابتداع الصورة المجيدة.لا تبتعد..فالبعد وهموالنسيان أحوجفي مرمى الزمن الأبديلا بدّ للحق أن يطغىوالنفس أن تطمعولكن الوجود الأزلي قائم..باسط"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان "بل بكل كلمة توق الى الوجود الأرضيلا غياب عند الأفق المشروع!ولا خوف من الآتي من وحي السماءفالمجد والخلود لمن ضحى بنبل العزيمةوأدرك أن الكون أوسع من الليلالّذي هو مدركيوان استعجلت ففي العجلة الشطط!!فان العهد كائنولا ننبري بلحظة آزفة إلى قتل الرؤيا،فهناك على بعد مرمى من حجر،ألوف تعد البشرلتحيا على وعدلرب عنده النجاةلكل البشر السائرة على درب لا تملّه،وان استطال واعترجفهو الهادي لمن لا يدفع عنهجحيم الأرض!!28. رجوعحين أسجى ذات صباح أو ذات مساءأتمنى أن يزهر الروضفي قلب المرء المكلوم!وتعود البراعم لتزهر الأملفي رحم البلد المسجور!وتنعم بلادي في أكل ثمر الصبارعلّها تنسى مرّ الصبر!!حين أسجى ذات صباح أو ذات مساءأتمنى أن تتنسّم روحينسيم اليوم الموعودوتخطو خطى سعيدة من عندحارتي الشرقية وحتى تربة أبي الوفاوأصدح صداح البلبل الغريدحتى يسمعني كلّ الألى حضرواوتشدّ رحالها إلى وطنقد ارتشف وعدهبمداد نهر قد ارتوىمن عرق ثمر الزيتون!وأسال قطرا يمتاح حبّا وحياة أبدية!حين أسجى ذات صباح أو ذات مساءأتمنى أن أسير شرقا أو غربا علني ألمسشجرة ألوذ بها لأصل إلى سعادة الظمآنأو ألمس نورا وجدانيّايشرق في نفسيويمخر في خلجاتهافيذيب شوائبها،وعندها أدنو من درر أنوار الرحمن!حين أسجى ذات صباح أو ذات مساءأتمنى أن أرجع إلى عهد طفولتيوألثم طريق فجرها وصفاء عهدهاوأبحر في خضمّ يرتطم بوجد طهرهافتنثال الذكريات في ميعادها الأخضرتزف لي حلما ورديّا أضحى ميعاداقد اكتوى بنار النسيان وغياب الضحى!حين أسجى ذات ليل أو نهارأتمنى أن أعدو وراء شمس ميعاديوأسير مع حادي الطريقوأخالج درب السوقوأنفح الناس بنور عاطفتيعلّ الزمن يعيد عهدا مضىوينجب الأمس التليد!وعندها أرجع إلى النور الأولإلى حضن الطفولة الآسرة!فألثم يدهاوأحتمي في عرشها الظليلوقد صيرت بركان عاطفتيالى ومضات توخزني فتحرق أشجانيفأمضي في طريقي،وقد اجتحت غيوم آلاميفصرت أقود الركب معهافانتصرت على غياهبيووصلت إلى حلم ميعاديفتذكرت أن الرجوع لا بدّ أنيبدأ من عند المفازة!!.29 - السفرالسفر ميعاده حضرْفي زحمة فجر الضحى!ورحنا نسبق الطيرْفي سجى الليل،كي نلتهم الفضاونستريح من وجد المدى!وتمخر المراكب في عباب بحر الأناوعليها الناس يندفقونإلى مكان كان بالأمس سدًىونحن نعدّ العددْ ونخوض السفرْتخرج زفراتنا في محنتناونحن نرجو أن نستعيد قوىتشحننا بوابل منهمرمن الناس الألى كانواعلى ميعاد مع السّفرْ!كي نطوف في أصقاع الدّناونخوض الرؤى،واليبس والنهرْونركب البحر كفرس النهرْفالسفر بعيد والموت قريب!!ما أحوجنا إلى دنيا السفرفيها نعيد المجد التليدْوالنور الدفين،والنفس الشّريدْ!فالمراكب تمخر في واحة الدجىعلها تجتلي دنيا فيها الناس يستطيرونمن دجى راح يغور في كهف قدافترشته عهود النّوىليسوق لنا حكايات أقوامعبروا المكانومخروا عباب الماءوأناسيّ كثر قد ركنواالى النوم فانهاروا ضحًى!!ولم يعيدوا مجدًا مضى!قد سافروا عنه وهو ملفّعبوشاح قد امتاح ندىمن وراء الأنا!كيف نعيد مجد السفر الموهوب؟ما أحوجنا الى دنيا سفر!نعيد الماضي القريب على أجنحة نَهَرْنلتمس الوعد المجيدليخرج البرية الى دنيا مجيدةتحمل الناس الى وهج نجمقد أفلت مذ كان القدمْ!!فلنسافر في كل الأقطاركي نعيد مجدا التوى تحت وعاء السفرفنادوْا ولات حين نداء!كل الذاهبين أن عودوا الى الدياروادفعوا ناقوس الخطرحتى يبرعم السفرفي ميعادهويعهد الناس السفرويسعون في كدّ حتى يغيبوا الضجرفي فلوات الردى!وتنهض النفوس لاعتلاء القمموينحدرون الى كل قطر" البحر..والمدن..والبراري..والاجام.. والتلال..والسهول.. والقرى.."وكأن السندباد يعيد أسفارهمن بعد ونًى وكللْ!وتسأل الكائنات: هل عاد الناس للاسفار كما كانوافي زمن ضاعت سدى؟ويكون السفر قد رجع مخضّبابفجر الضحىوقد تخطى لحظة الونى!يعيد مجد "السند باد" فيأسفاره إلى كل أصقاع الدنايحمل نَسَما وَرَوَحا وندىالى من ذهب واعتلى الهمم!السفر ميعاده حضرفي زحمة فجر الضّحى!!.30.قصيدة مهداة إلى المربّي "حسني أبو داهش" –أبو رفعت" المجدُ يعلو"أيها الناظر إلى صرحك الماجدصارحني بما تجدْ!فلطالما قارعت الخطوبْ..ما هان عودكفأنت مذ كنت تأبى الخنوعبل ترقى إلى الوصول!فرفعت مجدك واجتزت الفضاورحت تزهو وتزهوحتّى قهرت رياح العدم!واعتليت صهوة المجد النابضْ!من عند قهر الغاصب..." لا فُضّ فوك ولا عاش حاسدوك "لا تزال في ربوعكتعتلي برج الوصولتُعمل نورك في صرح العلم!تنضح محبتك مسكا وطيبا!تمضي وتسير وأنت تعلنرفع راية المجدفوق صرح الوجدعرفناك رَوْحًا ونورًا ينبض في الوجدان!كنْ كما شئت..واعتلِ ما شئت..فنورك وهّاج يجتاح ظلام الرّتاج!يطفئ أمواج الضّياع والثّبورعهدناك نجما راصدالا يرضخ لزوبعة الطّغاة!حملت التربية ووقفت برهة في المجالْتجيل البصر في واحة العلموصرحك الّذي امتدّ ندًىلا يعتوره النضوببل ينبض ودّا ورفعة!تسابق المجدوتحمي العهدوتعتلي السدّة كالنّسور!لا تخشى الحدودفقد وضح َسْمتُك وانجلى عن مثال التضحية والفدى!تعيش وأنت رافل بواحة النور..يعلو برجكيطغى وهجُكعلى كل توهج ازفْ!فربيعك اوتهج واجتاح الفضا..تصقل العهود،وتعتلي ضوءها السحيقلا تهادن ولا تناوربل تصفع بالحقيقة دوما!تمضي مع النّجم القادممن خلف الحدودتتوانى الجُدودعن مركب الوصول..فتمتطي بيرق الوعد لتبدوكوكبا تلألأ عند نجم الوفايطلّ طريّايخامر أوصاد القلوب..حتى يأتي بالنذورويحيي مفازة النفوسوأنت راسخ على العهود!دائما... دائماتلفح الوجوه بأكفّ النورحتّى ينجلي الدّيجور...31.لغتنا العربيةنقطع بك الدّهر ونطوفالعلا في كلّ ألوانٍنعتلي صهوة إمامنجتلي سمت الأمانٍقد تسامت افتخارًاوانبرت عزّ الزّمانٍروحها يدفقُ عليناينبعث من المعانيتصحبك في كلّ بستانيكتسي أبهى افتنانقد روت مجدًا أثيلايرتوي من سالف الأزمانٍربّ لغة سال منهاالسّنا، زهو الأمانيتشمخ إباء وتقطر ندًىفوق فوّهة الزّمانٍكن نصيرا مخلصًا تج(م)ني موادّ الامتحانلا تلمني في هواهافهي أهل للتّفانٍ31.قصيدة:الشمس والغروبكما الشمس الجريحتضمّد الكون الحزينأهدهد الحزن الغريق بعاصفة آثاميويقطر الدّم من رماد بركاني!فلا تسلني عن أمس راحمع لهيب الأيّامولا تسلني عن غروب ضلّ قهوة المساءأنا المسجون بين غمامتينضلّتا في متاهة الإعصار..أنا المسافر بين طريقينلن يصلا إلى دربي المختار!فالرّماد يمور في الصدرويكتوي بنار الذكرى!ويأتدم الخريف في نهار الربيعوينصهر الأمل في ربيع العمربعد أن ضلّ طريق وعده الأولىوالتاع وَصَبًا وهوان!بعد أن مات الفجر وضحّى بطيب الرّندفلا تسلني عن شرق ضاع في أصص الغروبثمّ مات شرقا ثمّ شرقافي واحة العدم!ثمّ استحال إلى معزوفة للألمفوق شرقنا وقهرناإلى أن يكوي الغروب النجمدون إشراق ودون غروب..