الأربعاء ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم حاتم جوعية

فارسُ الثقافةِ والإبدَاع ِ

(في رثاء عميد وفارس الثقافة العربية المرحوم الأستاذ موفق خوري "ابو رفيق")

َشربَ الأحزانَ شعبٌ وَدَّعَكْ
َغصَّ بالدَّمع ِ ... وكمْ عانى مَعَكْ
وبلادي في حدادٍ وأسًى
إنَّ شعبي ... بدموع ٍ شيَّعَكْ
موتُكَ الغضُّ لمأساة ٌ لنا
لم نعُدْ نلقاكَ ...لا .. لن نسمَعَكْ
كنتَ طودًا .. للمعالي والندى
فارسَ الإبداع ِ ما .. ما أروَعَكْ
أيُّها السَّائرُ في دربِ العُلا
لعناق ِ الفجر ِ حُبٌّ أترَعَكْ
أنتَ للأبرار ِ كلُّ المُرتجَى
وطريقُ الحقِّ يبقى مَرتعَكْ
كنتَ صرحَ العلم ِ نورًا وَسَنا ً
في سماء ِ الخُلدِ تبغي موقعَكْ
أيُّها الرَّّاحِلُ هل من مُلتقىً؟
.. للقاءٍ في السَّما ما أسْرَعَكْ
أنتَ في وجدان ِ شعبي نابضٌ
في ضمير ِالناس ِنلقى موضِعَكْ
قبلة َ الأجيال ِ فكرًا ورُؤًى
كلُ حقٍّ صنتهُ فاستودَعَكْ
وأبيٌّ معَكَ الأبرارُ ... ما
من كريم ٍ عندنا لن يتبَعَكْ
مَجمَعَ العلم ِ.. حُشودُ الشَّرِّ لمْ
تستطِعْ بالغدر ِ ُتقصي مَجْمَعَكْ
وأيادي الغدر ِ مهما انتشرَتْ
في الدَّياجي.. لم تلامِسْ إصبَعَكْ
أيُّهَا الرِّئبالُ في درب ِ اللَّظى
لمْ نجدْ خطبًا هنا قد رَوَّعَكْ
أنتَ كالشَّمعة ِ للغير ِ قضَتْ
َعتمُ فكر ٍ مُمْحِل ٍ ما أفزَعَكْ
لم تنمْ يومًا قريرًا هانئا ً
إنَّ شوكٌ وقتادٌ مَضجَعَكْ
وأياديكَ على الكلِّ ... وبالْ
َخيْر ِ واليُمْن ِ ... وكنَّا أدْرُعَكْ
عَلمًا كنتَ … أبيًّا شامخًا
ُقدْوَة َ الشَّعب ِ الذي عانى مَعَكْ
وبعشق ِالأرض ِلا .. لم يستطعْ
أحَدٌ عن حُبِّها أن ينزَعَكْ
تشهدُ " الدَّامونُ ".. أطلالٌ لهَا
كم تناجي في أسَاهَا أدمُعَكْ
َطللا ً أضحَتْ وكانت عَلمًا
مَعقلَ الأسدِ ... شَذاها لفعَكْ
أسدٌ كنتَ لحَقٍّ ضائع ٍ
لم تهادِنْ ... كمْ كمِيٍّ وَدَّعَكْ
لكَ قلبٌ وضميرٌ ساطعٌ
وإباءٌ ..مَنْ سَيُحْصِي أضلعَكْ
 
إنَّ سوقَ العلم ِ أضحَى مُقفرًا
وعَذارى الشِّعر ِ تبكي أرْبُعَكْ
بعدكَ الفنُّ يتيمًا قد غدا
وحَمامُ الدَّوح ِ ينعي بلقَعَكْ
أيُّهَا البدرُ .. ويا شمسَ الضُّحَى
غبتَ عنَّا ... فانتظرنا مَطلعَكْ
فمنَ الوردِ إلى الوردِ تعُو
دُ .. غدَا الفلُّ ووردٌ مَضجَعَكْ
في جنان ِ الخُلدِ تحظى بالمُنى
ومع ِ الأبرار ِ تلقى مَرجعَكْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى