

بلاغــات من أوراق كلينكس!!
حينما وضعنا التدوينة التالية على جداريتنا بهذا القول:[نعلم مسبقا أن العَـديد سيسخر من هاته التدوينة، وسيتهكم في دواخله، إنها علائقنا العجيبة؟
ومن عجائب أمور المبدعين والفنانين في هذا البلد السعيد، أننا نتناسى بسرعة البرق، أحبتنا وأصدقاءنا الذين غادرونا لدار البقاء.
وأتعجب أيما تعجب كذلك من بلاغة الخطاب، حينما يتوفى أحـد منا.
والأخطر لم ينتبه أحد في اليوم العالمي للمسرح (للراحل: أحمد جواد) الذي وهب جسده قرباناً لأبي الفنون [حرقا ]من أجل قضيته ومن أجل المسرح.
فلم يتذكره أحد سواء في السنة السابقة أوهاته السنة) 1) فلم تكن في نيتنا خط هذا الموضوع، لكن أمام ردود الفعل السلبية، وصمت الفنانين وغيبوبة أقلام دعاة المسرح، الذين يهرولون هنا وهناك ويستعرضون عضلات"الوهْـم"فوق [موائد] لندوات فارغة المحتوى، وفارغة من حضور المهتمين. وفارغة المحتوى. وهذا ليس حكم قيمة، بل حقيقة معيارها: موت حبر الأقلام، نتيجة شلل في الأفكار وجمود المخيال للعديد ممن انتسبوا للمسرح. ولقد تبين[زيفهم] ولكم تأسفت مؤخرا؟ عن ندوة حول (مسرح الشباب) في قاعة شبة فارغة، فلاوجود لشاب ولا مسرحي في القاعة، سوى بعض أفراد عائلة أحـد المتدخلين، لاعلاقة له بمسرح [1] ومن بعض الشيوخ (أعرفهم جيدا) ربما الأمر فيه استعدادات ضمنية للانتخابات (القادمة) بفاس؟ عودا لسياق ما نود طرحه، تدوينتي أرجعتنا لإحدى البلاغات العجيبة ! من لدن ما يسمى (اتحاد كتاب المغرب) هاته المنظمة موجود ة أو غير موجودة؟ لا يهمنا وضعها القانوني(؟) بقـدر ما يهمنا ما سطرته في (البلاغ) بعْـد الفاجعة التي أقدم عليها الممثل المسرحي"أحمد جواد"لإحراق جسده في الشارع العام، وأمام بوابة (المؤسسة) التي كان ينتمي إليها"وظيفيا"حيث:"دعا"اتحاد كتّاب المغرب"وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى التعجيل بإحداث"مؤسسة الفنان"من أجل الاعتناء بالمشاكل الاجتماعية للفنانين المغاربة (2) هل تم إنشاء تلك المؤسسة؟ وهل تابع (الإتحاد) بلاغة، أم أصبح من ضمن أوراق"كلينكس"القابلة للتحلل السريع وللإتلاف والرمي بها في أماكنها المعلومة، بعيد قضاء الحاجة به. فأمام الصمت السائد في النسيج الثقافي والفني، وغياب أية إشارة تلميحية عن تطبيق أو هنالك نية تطبيق ما ورد في البلاغ (؟) يتضح أنه مجرد بلاغ أو بيان[ كلينكسي] كمئات البلاغات التي انقذفت في معمعان المسرح المغربي أو بالأحرى في النسيج « الإبداعي « بشكل عام، إبداعنا الذي يعيش (الآن) عِـدة إشكالات أكثرمما مضى؟
فالنكهة أو المفاكهة الكامنة في (البلاغ) تكمن في القول التالي:"تمكين الجسم الثقافي من الإمكانيات اللازمة، وتوفير المناخ المحفز والملائم، الذي يستجيب لإنتظارات أجيال متعاقبة من المثقفين والكتاب المغاربة (3) قبل أن ندعو وزارة الثقافة لذلك، هل"اتحاد كتاب المغرب"استطاع أن يوفر المناخ الأنسب للأدباء والمثقفين، بعيدا عن الإقصاء والاستقطاب السياسي/ الحزبي، في زمان (الأحزاب) ! وعن الصراعات التي أدخلته في ردهات المحاكم قبل باندحاره.؟ هل الإتحاد ساهم ماديا لإيقاف نزيف نداءات الراحل"جواد"قبل إحراق جسده؟ فبدون تخريجات"صابونية"فالوقائع والشواهد والقرائن يستحيل التنكر لها، لأن الاتحاد ينادي الوزارة لدعمه، فلو كان هنالك دعم حقيقي
:"لما أقدم على صب مادة مشتعلة على جسمه، و أضرم النار، في مشهد مأساوي، و لا ما خاض إضرابا أمام مقر الوزارة، من دون أن تلتفت لاحتجاجاته، و لما أصدرت بلاغا وصفته فيه ب"مواطن"، و كأنه بلا اسم، و تبرأت فيه من أية مسؤولية، و قدمته للرأي العام كأنه مجرد"مبتز"(4) هنا لانقلب المواجع، بل لكي لا ننسى، بأن التاريخ لا ينسى، ما نقترفه وما نصدره من بيانات أو بلاغات أو نداءات، تلك التي تبقى مجرد أوراق"كلينكس"لأننا لسنا صادقين دومـا في خطاباتنا وعلائقنا الأخلاقية / الثقافية/ الإبداعية (الإنسانية).
والشيء بالشيء يذكر. أسرة"الراحل"بعد الفاجعة لا نعرف عنها أي شيء؟ فزوجته المصونة. لم تعد منوجدة في الساحة الفنية؟ قيل لنا أنها في كنف أسرتها(؟) فهل حقيقة تحقق ما ورد في البيان الذي ناشد التنظيم ذاته:"السلطات الحكومية ومختلف المؤسسات الوطنية ذات الصلة، بالتدخل الفوري للتكفل بأسرة الفقيد، وتقديم يد المساعدة لها، وإنقاذها من التشرد والضياع (5)
طبعا تساؤلاتنا استنكارية، تخفي جوابها المكشوف على أرض الواقع، وفي الحياة اليومية للفنانين[ الصادقين / المخلصين/ الأثيريين/ العفيفين] لأن واقع الحال يؤكد لا شيء يذكر، أمام لهيب النار. وتذكية الفوضى الخلاقة، لاستباحة السوق لمن يجاري سرب الزيف !! ليبقى مطلب إنشاء مؤسسة الفنان انطراح"وهمي"وليس حقيقة، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية. لأننا نفاجأ ببيان أو بلاغ نقابي، يذكي واقع الحال، وما يقال هنا أو هناك مجرد أوراق"كلينيكسية"ليس إلا ! فالبيان/ البلاغ يشير بالواضح:"في مشهد يعيدنا إلى المأساة التي هزت وجدان الساحة الثقافية المغربية برحيل الفنان المسرحي أحمد جواد، تعرض النقيب"عبد الغني فتح"نقيب الموسيقيين، لإهانة جسيمة بمنعه من دخول مقر وزارة الثقافة، في تصرف حاط بالكرامة يهدد بإشعال غضب جديد في الساحة الفنية. لقد كانت هذه الإهانة بمثابة شرارة كادت أن تدفع نقيبنا إلى تكرار مأساة أحمد جواد، في خطوة احتجاجية صارخة على هذا السلوك المهين، وكأن الوزارة تعيد إنتاج ذات السيناريو المؤلم الذي لم تلتئم جراحه بعد(6) عمليا مادام"بيانا نقابيا"فهو يحمل صوتا ورأيا جماعيا، ولكن الساحة الفنية لم تخلق تداولا للحدث الذي لا تفسير له، سوى أن هنالك انتهاكات صارخة لكرامة الفنان؟ والإشكالية المستعصية، أغلبية الفنانين: في سبات كـفتية"أهل الكهف"وهذا الصمت أو اللامبالاة يزيد ويضاعف في سياسة التهميش، وإقصاء أغلبية الفنانين.:"لأن ما حدث مع النقيب"عبد الغني فتح"ليس حَـدثا معزولا، بل يعكس نهجا متكررا من الإقصاء والتهميش الذي يطال الفنانين وممثليهم. كأن الوزارة، التي يُفترض أن تكون حاضنة للإبداع وداعمة للمبدعين، قد اختارت أن تكون خصما للفنان بدل أن تكون سندا له (7) في هذا الباب، ما رأي (اتحاد كتاب المغرب) الذي أوضح بلاغه في صيغة مطلب هكذا"يأتي تفاديا لتكرار مثل هذه الحوادث المأساوية... بـتمكين الجسم الثقافي من الإمكانيات اللازمة، وتوفير المناخ المحفز والملائم، الذي يستجيب لإنتظارات أجيال متعاقبة من المثقفين والكتاب المغاربة... بما يحفظ كرامتهم ويصونها، ويعزز حقوقهم المادية والمعنوية، ويحفزهم على تحسين أدائهم ومؤهلاتهم. (8)؟؟ نحن هنا ودائما لسنا مع أو ضـد، بقدرما نسعى تحريك الساكن، بدل الخطابات"الصابونية"وكلمات الفهلوة. بطرحنا لرؤى وملاحظات، ممكن أن يكون لها وجود، فعال وامتدادي هنا أو هناك، أو في أي مكان، لأننا أساسا نحتاج لمبدأ أخلاقي:[ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الامثال(س / الرعـد- الآية 17)]
استئـناس:
1) تدوينة في جـداريتنا[ فايس بوك] بتاريخ / 15/04/2025
2) اتحاد كتاب المغرب- يدعو لمؤسسة"الفنان"صحيفة:المساء اليوم5 في /05/ أبريل/ 2023 -
3) اتحاد كتاب المغرب- يدعو لمؤسسة"الفنان"بعد فاجعة الراحل –أحمد جواد- صحيفة القناة – متابعة
بتاريخ /04/أبريل2023
4) المواطن أحمد جواد و الوزير بنسعيد: لمصطفى كنيت صحيفة – كفى بريس- في 28/مارس/2023
5) اتحاد كتاب المغرب يعلن الحداد على الفنان - أحمد جواد- صحيفة: البلد – في 04/04/2023
6) وزارة الثقافة تُعيد إنتاج مأساة المرحوم أحمد جواد.. إلى متى إهانة الفنانين؟ [بيان نقابي] في
صحيفة: صوت العدالة بتاريخ /29/ يناير/. 2025
7) نــفســـه
8) منشور في أغلب الصحف الإلكترونية.