صباحاً ما
سأوقظُ في نسياني
وأخلطُ بين ألواني
ليصبحَ لونُ قافيتي
بلا لونٍ
وأحرقُ نصفَ أحزاني
وأحزمُ نصفَها الثاني
وأرحلُ نحوَ هاويةٍ
وأرميها
وأُظهرُ وجهيَ الثاني
هنا أبدأ
بلا واوٍ
لأن قصيدتي وُلدتْ
بلا حملٍ
كأنَّ حروفَها رُميتْ
صباحاً ما
على المرفأ
بلا واوٍ
أنا أبدأ
لأن العطفَ في زمني
بلا مبدأ
**
إذا هزئتْ ثواني العمرِ من حظي
وملَّ الشعرُ أحزاني
فاضَ الدمع في عيني
وماتتْ كلُّ أمكنتي
وهبتْ ريحُ أسئلتي
على حقلِ الإجاباتِ
و حلّقَ فوقَ شُطآني
غرابٌ عاثَ في سَمعي
و نظْراتي
سأحفرُ في جدارِ الصمتِ
قافيتي
و أجعلُ من ظلامِ الليلِ
أحجيةً
طلاسمُها
تُفكُّ بنورِ مِشكاتي
و أبني خلفَ سورِ العمرِ
مملكةً
حدائقُها جنى صبري و آهاتي
سأقطفُ من بساتينِ الحياةِ
جميلَ أزهاري
وإنْ كانتْ
هي الأسوأ
**
أواعدُ فرحةً ثكلى
أُلاقيها
أُهدهدُها
بعتمِ العمرِ
ترسمُني وأرسمُها
وأغفو في مساحاتِ المحبةِ
بين أضلعِها
تُأخرني متاهاتُ الطريق إلى
محاسنِها
وأدنو ثم يبعدُني
ضبابُ مشاكلٍ علقتْ
بثوبِ شتاءِ أيامي
ورغم البردِ
رغمَ الحزنِ
رغمَ الوقتِ
ألقاكم
وأدعو أنْ يطولَ بنا
جلوسٌ تحتَ أمطارٍ
تغازلُنا
(على المرفأ )