يُنابِذُني صَوتي .. إذا جِئتُ هامساً
إليها بِسرِّي .. أو .. لعلِّي أُنابِذُهْ
فَيُظلِمُ كَهْفُ الحُزْنِ ما بينَ أضْلُعي
ويَرْتَدُّ مَكفِيّاً - على الرغمِ - لائِذُهْ
تَدُوسُ على الأنفاسِ أظلافُ حسرتي
ويهجُرُني شدوي .. فتطفو مآخِذُهْ
ويطعَنُني - من كفِّها - سيفُ صَمْتِها
فأُشْرِعُ صدري حيثُ يَنهالُ نَافِذُهْ
وأُهْرِقُ كأسَ الحُزنِ من فرطِ لوعتي
على صَفَحات العُمْرِ.. والبَلُّ آخِذُهْ
يَطُولُ طريقُ الصَّمْتِ .. حتّى كأنّهُ
عَرِينٌ .. بِكَتْمِ النَّفْسِ يَجتازُ عائِذُهْ
كأنَّ هَواها السَّيْفُ، قد حَزَّ أضلُعي
فلا الصدرُ يَحويهِ، ولا القَلبُ نابِذُهْ
وَقد يَقْتُلُ السَّيفُ المُحِبِّينَ مُخطِئاً
فإنْ لَمْ يُلَمْ سيّافُهُ لِيْمَ شاحِذُهْ
وَما هيَ إلاّ لحظةٌ، والتفاتةٌ
بِها كان ذنبُ الصَّمْتِ ما لا نُؤاخِذُهْ
لتَنْفُثَ نجواها .. فيَفْترُّ ضاحكاً
فَمُ العُمْرِِ مَزهُوّاً، وتبدو نواجِذُهْ
فباحَت بِسِرِّ الوجدِ، وارتجَّ معبدي
وَضَاعَتْ بِرَيّاهُ، وَضَاءَتْ نَوَافِذُهْ
بِصَوتٍ .. لَهُ في مَسْمَعي كُلُّ لذَّةٍ
تَدومُ ، وكُلُّ العُمْرِ تَفْنَى لَذائِذُهْ