الاثنين ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم هديل نوفل

حين يكتب الغيم اسمي

في بهوِ المطار
أحصي ظلالي على الزجاج...
كلُّ مسافرٍ يُشبهني،
وكلُّ حقيبةٍ تُخبِّئ وجهي الآخر.

تلوِّح لي يدٌ لا أُميّز ملامحها،
كأنها آخر ما تبقّى من طفولتي،
وأنا ألوِّحُ بدمي،
كأنني أكتب قصيدتي الأخيرة
على جناحِ طائرةٍ لا تعود.

يا نافذةَ الغيم،
كم غريبًا أنا حين أرى اسمي يتبعثر
في لوحة الرحلات،
ويغدو الأفقُ أوسعَ من صدري
وأضيقَ من قلبٍ يُصرّ على التذكّر.

كان في العيون كلامٌ مؤجَّل،
وكان في الصمت بيتٌ لا يُقال،
فأمشي وفي ظهري أصواتهم
كأنها جذورٌ تشدّني من حافة الغياب.

لا أعرفُ إن كنتُ الراحل
أم من تُرك في البكاء...
كلُّ وداعٍ يخلعُ جزءًا من اللغة،
ويتركُني عاريًا إلا من حنينٍ
يمشي مثلي على أرضٍ مائلة
إلى الغياب.

لكنني أزرعُ وعدًا في جيبي،
أخبّئه مثل رسالةٍ لا يشيخ حبرها:
سأعودُ يومًا،
وحين يكتب الغيم اسمي
ستعرفُ العصافير الطريق إلى بيتي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى