الثلاثاء ٢٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم فرهود عبدالله الأحمد

حزنُ لأرضٍ وحيدة

صبحاً
تناهيت الدماءُ عروقَهم
فتنزّلوا مطراً على الأحلام وانغرسوا
وكأن نقعَ العاديات وراءهم
نقشٌ من التاريخ ينبجسُ
لم يقرؤوا الكتب القديمةَ كي يعيدوا رسمها
لكنهم
عرفوا دروب المجدِ حين نسوا
متسربلون
بدمعة الأطفال
والحزن العميق وضحكةٍ في الروح تُفتَرسُ
ليسوا رماديين ما يكفي
ليعرف ساسةُ الدول العظيمة
أنهم ...
كانوا نخيلاً ناهضاً، لكنهم ليسوا
ليسوا رماديين ما يكفي
ليهتف هاتفٌ:
قد أسرفوا في الوهم وانغمسوا
لكنهم
كانوا بلونٍ واضحٍ للحبّ
شكلٌ واحدٌ ما مسهُ زيغٌ ولا لبَسُ
هم وحدهم ل جداً
ومازالوا يعدّون العشاء الناصريَّ لأمةٍ
يغتالها العسسُ
هم وحدهم يا صاحبي...
و اللهُ ثالثنا
لاتين الزيتون فوق الطورِ، لا قبسُ
موتٌ سريريٌّ يغلّف صمتنا
وضمائرٌ في غرفةِ الإنعاشِ
مازالت تناقشنا بأحكام الطّهارة والجنابةِ
كيف نغسلُ ضعفنا إن جاده دنسُ
وهناك أصحابُ القرار العالميّ
يحضّرون لحومنا للحفلِ
حفلِ شوائهم للموتِ ...
حتى أبلسوا
وأنا أحضّرُ للمراثي شاعراً
إن قال ها أنا ذا ...
ينتابهُ الخرسُ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى