

ثغور المقاومة
غربِلِ صفوفَكَ إنَّ الفيلقَ انفصما
والحصنُ مُختَرَقٌ في عُقرِهِ اقتُحِما
ظهيرُك انحازَ طوعاً دونما خجلٍ
إلى معسكرِهم من حشدِكَ انتقما
كلُّ البنادقِ في الأوكارِ داجنةٌ
زنادُ عزَّتِها من جذرِهِ انصرما
في كلِّ ركنٍ هنا يندسُّ مُرتزِقٌ
صاغوهُ في ماءِ حقدٍ فارَ واحتدما
فما انهزامُكَ إلا غفلةٌ سُرِقَتْ
فيها الجموعُ فأمست تعبدُ الصنما
خبزُ الخيانةِ قوتُ الخانعين إذا
ما مسَّهم عطشٌ هم يرتوون دما
خلفَ السياجِ رهانُ الموتِ منعقدٌ
إذ يدفعونُك هم كي تعلنَ السَّلَمَا
حصارُكَ اليومَ برهانٌ وتبرئةٌ
وما عداك فكلٌ باتَ متَّهما
نحن العبيدُ وأنت الحرُّ في زمنٍ
قد هجَّنوا فيه من أسرابِنا أُمما
بغَوا على عُروةِ الإيمانِ واجتمَعوا
وكيدُ ربِّك في الأقدارِ قد حُسِما
صابِر حصارَكَ إنَّ النصرَ موعدُكم
فمن طوَى الصبرَ في أضلاعِهِ اغتنما