

الموتُ المشرّفُ لا يقبلُ التّأجيل
لمْ تعدْ عيناهُ في جفنيْهِ
تجولُ
ولا شهيقُهُ ولا زفيرُهُ يتجوّلُ
لمْ يعدْ يقولُ
ولا يفعلُ
لمْ يعدْ يشربُ
ولا يأكلُ
لمْ يعدْ يجيبُ
ولا يسألُ
لمْ يعدْ يجِنُّ
ولا يعقلُ
لمْ يعدْ يكتبُ
ولا يقرأُ
ولا يرتّلُ
لمْ يعدْ ييأسُ
ولا يأملُ
لكنَّنا بعدَهُ
سنتابعُ المسارَ الطّويلَ
بخطوةٍ
ولا نؤجّلُ
سنقولُ
وبعدَها سنفعلُ
سنشربُ
كيْ نعيشَ وسنأكلُ
سنجيبُ عنْ ماضٍ قديمٍ
وعنْ غدٍ جديدٍ سنسألُ
سنجنُّ حبًّا في الطّريقِ
وفي ساريةِ الحياةِ سنعقلُ
سنكتبُ التّاريخَ من جديدِ
وسنقرأُ الخطواتِ
للجيلِ الجديدِ
سنغنّي أغنياتِنا ذاتَها
ولا نبدّلُ
سنيأسُ تارةً أولى
وتارةً أخرى سنأملُ
فإمّا حياةٌ "تسرُّ الصّديقَ"
وتؤجِّلُ الموتَ
وإمّا موتٌ مشرّفٌ "يغيظُ العدا"
ولا يؤجَّلُ