

إن لم تسدها سادها
إنْ لم تسُدْها سادها مُتكبرٌ
لا يبتغي خيرًا ولا إحسانا
أدبًا وعلْما عزّةً وكرامةً
مالًا وباسًا يردعُ العُدوانا
وصِناعةً وزراعةً وتجارةً
وثقافةً تُرْنِي لها الأكوانا
يا ناسكًا هجرَ الحياة لجهلِه
الأخْرى وما تحتاجُهُ أثْمانا
متناسيًا أنّ الدّنى شرطٌ لآ
ـخرةٍ بها لا تظْلمُ الإنسانا
لا تعجبَنَّ غدًا إذا قالتْ لكَ
الأُخرى: لأنتَ أقلُّهم إيْمانا
يا نائمًا خصَّ الحياةَ بنومِه
والنّومُ سِلْمٌ يعبرُ الأبْدانا
ليُهَدِّمَ الأرواحَ والأذواقَ والـ
أحلامَ والإبداعَ والوِجْدانا
من دونِها الأحوالَ والأعمالَ والـ
عُمرانَ والبُنيانَ و البُلدانا
حتّى تصيرَ لمن يُقدِّمُها إذا
قامَ النيامُ لخصْمِها قُربانا
إذ ذاكَ يُمسي الموتُ أدنى سِلعةٍ
في سوقِ موتٍ ينشُدُ الأكْفانا
يا لاهيًا خسِرَ الحياةَ بلهوِه
واللّهوُ داءٌ يُخسِرُ الأوزانا
من طالهُ طالَ النُّهى منهُ وما
بينَ الضّلوعِ مُخلِّفًا أعْفانا
أرأيتَ ميْتًا سائرًا دونَ الذي
ألهاهُ لنْ تلقىْ لهُ عُنوانا
هيهاتَ مهما سِرتَ أنْ تلقاهُ
إلّا في بلادٍ تقْرأُ القُرآنا
تغْدو بأمرِ أميرِها سوقًا لها
شدَّ الزّناةُ رحالَهم ألْوانا
يا ساذجًا عدِمَ الحياةَ بتركِه
عِلْمَ الدُّنى لخِصامِها كسْلانا
مُتَقبّلًا رايَ العبيدِ بأنّهمْ
سبَقوا الشّعوبَ بعقلِهِمْ ما كانا
وبأنّ واجِدَها اصْطفاهُم سادةً
وعَلى الورَى أنْ يُبديَ الإذْعانا
مُسْتلقيًا فوقَ البحارِ مُسيّرًا
نحو الغروبِ ومُوصِلًا أطْنانا
مُسْتعمِلًا أثمانَها ليقرَّ عرْ
شٌ قد أقرَّ بدارِكَ الطُّغيانا
ومُثَـــبِّتًا في قلبِك المُنهارِ للـ
أغرابِ من خوفٍ بكَ الأركانا
مُسْتَكْفِيا بالنّزرِ مِن أثمانِها
لِتُعدَّ فيمنْ عمَّروا الأوْطانا !
واللهِ لوْ أخْليْتَ قلبكَ والنُّهىْ
من كلِّ رايٍ بثَّهُ منْ مانا
لأَعَدْتَهُم لزمانِهمْ لجِذورِهِمْ
خَدَمًا لمَن في الأرضِ بلْ عُبْدانا
ولَسُدْتَها دونَ الورىْ أرضًا سَما
والعدلُ أزمانًا تليْ أزمانا
يا خائنًا خانَ الحياةَ بميلهِ
لمَنَ اصْطفىْ خِصمُها سُلطانا
حِرصًا عليهِ لا عليْها ظنُّه
أنّ الحياةَ تكافيءُ الوُغدانا
حتّى تُعلِّمَه بأنّ مثالَهُ
في دينِها توصيفُهُ: قدْ خانا
بِمَنِ اشْترى صحبًا ستُنزِلُ حكمَها
الدّنيا بِمَن والى العدا خوّانا
يلقونَهُ من برجِها وبأمرِها
سقْطًا فيرجعَ للثّرى صغْرانا