أنانيتي
| عُدْ للتصوفِ تكسبِ الأبدا | ما فيكَ يكفي أمَّةً كمَدا |
| لا فطرتي تُجدي ولا ناسي فهم | لمّا فقرتُ تضاءلوا عددا |
| حتى التي يوماً ظننتُ بها | هَيَفَ الحبيب تحولتْ بددا |
| أنا عاكفٌ والجرحُ معتَكَفي | جرحٌ يعظِّمهُ الذي زهدا |
| أنا إن سكنتُ الليلَ معتزِلاً | فدجايَ في حضن السنى ولِدا |
| لا غايةٌ أبداً بمعتزَلي | إلاّ التماسُ الحق منفردا |
| فالناسُ حقاً ظالمو قلقي | لكنني لم أعْنِهِم أبدا |
| كل الذي يبغي خفوقُ دمي | ديمومةٌ غنّى لها وشدا |
| إن يعمدِ البعضُ الإساءة لي | فالخَلقُ لم يعمدْ وما عمدا |
| يا غبطتي حيِّي ضحاكِ بلى | نوراً وناقوساً وطيرَ هُدى |
| هي رعشةٌ لا سوءَ في يدها | ويدٌ برعشتها سكونُ مَدى |
| ما أرهفَ الفردَ الوحيدَ إذاً | حتى إذا جاعَ استحالَ يدا |
| تمتدُّ بالكِرِم الأصيل وقد | يُبدي الغنيُّ عمىً إذا حُمِدا |
| لكنَّ رائي الروح ذو بصرٍ | والوردُ ينظرُ والعيونُ ندى |
ــــــــــــــــــــــ
(*) يكثر بعض المتصوفة القدامى من ذكر ( أنانيتي ) وهي مشتقة من الأنا بالمعنى العرفاني وهي على النقيض من الأنانية المعروفة في لغتنا اليوم .
