أيا أمّـة ً تــُضْـحِـكـيـنَ الـجَـمادْ |
ولا تـَـخـْـجَــلـيـنَ أمامَ العـِـبـادْ |
تـُـذلـّيـنَ في الصُّـبـْح ِ عِـنـدَ النـُّهـوض ِ |
وتـَـنـْسيـنَ في الليْـلِ عـِنـْـدَ الرُّقادْ |
نـَبـَذتِ العُـلـومَ بـِعَـهْــدِ انـحِـطـاطٍ |
وأمْـعَـنـْـتِ في الجَهْـل ِ قـوتاً وزادْ |
قـُروناً خـَـضَعْــتِ لـِمُـسْـتـَـعْـمِـريـنَ |
فـَأ ُوْصِدَ فيكِ الـنـُّهى والفـُؤادْ |
وأصْبـَحْتِ كالـطـَّيـْرِ في حَــبْـسِـهـا |
تـَـخالُ الوُجودَ قـُـفـَـيْصا ً.. جَمادْ |
وتَـَسْـخَـرُ في السِّـجْـنِ مِـنْ طائـِـرٍ |
يـُحَــلـِّـقُ فـوْقَ الفـَلا والوهادْ |
تـَـشـَبـَّــْتِ بالـحِـقـَـبِ الخـالـيـاتِ |
بـِقـَوْمٍ قـَـضوا فوْقَ ظهْرِ الجـيادْ |
وكانوا مِنَ العِلـْم ِ فوْقَ البَرايا |
وكانـوا مِنَ العـَـقـْـلِ صَرْحَ السّدادْ |
ولمْ تـَـفـْـطِـني لمُرور ِ الزّمانِ |
ولا لـمآلِ الـقـَــنا للنـّــفـادْ |
ولا كـَـيـْـفَ زالـَتْ سُـيوفٌ وخـَـيْـلٌ |
وحَـلـّـتْ حُـروبُ السَّـما والزِّنادْ |
رجالـُـكِ أسْـدٌ عَـلى كـُلِّ أهْـلٍ |
وفـِئـْـرانُ يـَـوْمَ تـُداسُ الـبـِلادْ |
تـُـسَـلُّ السُّـيوفُ إذا لاحَ رَحْـمٌ |
دِفاعاً عَـنِ العِـرْضِ والاعــتِـقـادْ |
ولكنْ إذا لاحَ جَـيْــشٌ غـَـريـبٌ |
وهَــتـّـكَ بـِالعـِرْضِ دونَ اتـِّــئـادْ |
نـَسوا كـُـلَّ عـِرضٍ نـَـسوا كـُلَّ أرْضٍ |
وصاروا ضَـحايا العـَـمى والقـُـعادْ |
حَـسَـبتِ الحـلولَ بـِسِحْـرِ الصّلاةِ |
وذِكـْـرِ الرّسـول ِ ودَعـوى الجـِهادْ |
لــَهَـجْـتِ بإسْـمِ الإلـهِ الرّحـيـمِ |
ونـِمْـتِ عـَمـيـقاً ولا مِنْ سُـهـادْ |
وعَـلـّـيـْـتِ مِـئـذَنـَـة ً باعْــتِـدادٍ |
ولـَـمْ تـَبـْـنٍ مَدْخَـنـَـة ً باعـْـتـِدادْ |
أخـَذتِ الدِّيــانـَةَ عـُــشْـراً مُـريـحاً |
وأهْـمَـلـْـتِ تـِسْـعاً بـِها كـُلّ زاد |
هُـوَ الله ُ نـَـزّلَ قــُرآنـَهُ |
وتــَنـْسيـنَ مَعْـنى الهُدى والمُـرادْ |
نـِساؤكِ نـِصْـفـُـكِ عـبـْـدٌ لـِنـِصْـفٍ |
كَما كانـَتِ الناسُ في عَـهـْدِ عادْ |
فـَـبـِاللهِ هـَـلْ في الوَرى مِنْ شـُعـوبٍ |
تـُـذِلُّ النـِّساءَ وتـَـبْـغي الرّشــادْ |
وكـَيـفَ لأمٍ نـُـهـاها ذلـيـلٌ |
بـِتـَـرْبـِيـَةِ النـَّجْـلِ دونَ القِــيادْ [1] |
وهـلْ للنـِّـساءِ مِـنَ العُــرْبِ دَوْرٌ |
أمِ الدّوْرُ حَـمْـلُ الحِــلى والقـِلادْ |
فـإنْ يَـلـتـَحي أيُّ غِـرٍّ غـَـريرٍ |
تــَفـَـرّدَ بالـدِّيـنِ أيَّ انـْـفـِـرادْ |
وَحُـفِّـظ َ صَـمّاً مَـقـالا ً فــَـريداً |
وأضْـحى عَــدُوّاً لـكـُـلِّ اجْـتِـهـادْ |
فلا يَـفـْـقَـهَـنَّ مِـنَ القـَـوْل ِ شَـيـْـئا ً |
سِـوى قـَــبْـضَـهـُنّ بـِغـَـيـْرِ اقـتِصادْ |
وَلوْلا الحَـياءُ وعَـيـْنُ الرّقـيـبِ |
لنادى بـِبــَيـْعِ الـنـِّـسـا فـي المَـزادْ |
ولا يـَذكـُرَنَّ نـِفاقـا ً وظـُـلـْـما ً |
ولا الفـَـقـْـرَ والجـَهْــلَ ... بَحْرَ الفـَسادْ |
ولا حاكـمـيـنَ استـَـبـَـدّوا وشَـطـّـوا |
ولـَـمْ يـرْفـَـعــوا رايـَـةً أو عِــمادْ |
ولا قـُــدْسَــنا داسَـهـا كـُـلُّ وَغـْـدِ |
ولا أخْــوةً شُــرِّدوا في البـــِلادْ |
أيـا أمـَّـتي فـإلامَ الهَـوانُ |
وحَــتـّامَ تـَخْـشينَ كـُلَّ انـتـِقـادْ |
وحَــتـّامَ تـَحـيـيـنَ فـي وادِ أمْــسٍ |
وما نـَـفـْعُ أمْـسٍ لرَدِّ اضْطِـهـادْ |
وهـلا ّ لـِمَـجْـدِكِ أنْ تـَـزْرَعـيهِ |
وأنْ تـَحْـرُسـيهِ لـِيَـومِ الحَصادْ |
لـِجـيلٍ سَـيـَـبـْـرُزُ بـَيـْنَ الشـُّعـوبِ |
يـُبـَلـِّـلُ ريـقَــَـكِ شَـأنَ العِـهادْ [2] |
وَيـشْـمَـخُ بـِالـفِــعْـلِ شَـأنَ الجـِبالِ |
فإنْ يـَصْـبُـوَنَّ لسَـبْـقٍ أجـادْ |
وإنْ يـَعْـبـُدَنّ بـَـكى في خُــشوع ٍ |
وكانَ معَ الأهْـلِ شَـهْـما ً جَــوادْ |
أيا أمّـة ً تـُضحِـكـيـنَ الجَـمادْ |
وتـُـبكـيـنَ ابـْـنـَكِ رَغْــمَ البـُـعـادْ |
ألا تـَخْـجَـلـيـنَ أمامَ الإلهِ |
وما كـانَ رَبـُّـكِ يـَوْمـا ً بـِعـادْ [3] |