أميرة الوجد
قصيدة مهداة لامرأة فرت من بين أصابعي كما تفر الروح، فخلفتني جسدا ميْتا
| أميرةَ الوجد إن الوجد قتالُ | عذرا لقلبي فإن القلب محتالُ |
| يحتال يطلب في الدنيا محبتكم | لا تتركيني فليل الهجر إمحالُ |
| أرجعت قلبي إلى آماله فغدت | تحيا وتسعد باللقيا وتختالُ |
| يا بنت فجر المنى يا صنو دالية | كالبحر فيضٌ، به مدٌّ وإفضالُ |
| لا تستكنِّي وراء الغيب غامضة | كالورد كوني عبير الفوح أشكالُ |
| فالقلب تسعده الرؤيا بها حلمٌ | يشدو بلحن الهوى أوتارُه الفالُ |
| كوني الأميرة في عرشي مقدسة | يهنا الهنا، وليسعد بنا الحالُ |
| كوني بقربي كما أنت مفضلة | فالعيش حلو وسفر الدهر قوّال |
| أجمعت أمري، فكوني القيد واشتعلي | يشتاقنا الوصلُ، جود الليل سيّالُ |
| مري على شفتي، يا نبع أغنيتي | هيا اعزفيني فعزف الروح فعّالُ |
| وجالسيني وغني للهوى جُمَلا | وسامريني إلى أن يظهر الآلُ. |
| سما بك الفجر أشرقت له كندى | واحتال فيك فشوق الحب شلالُ |
| تلك النجوم سماء الله ساحتها | تشتاق تكتبنا، كأنْ للسطر إكمالُ |
| لم يمض وقت لأن الوقت مات بنا | واعتادنا الدهرُ، والساعات أطلالُ |
| واعتاد رؤيتنا، كلُّ الفضاء لنا | ذاك المكان فلم يبرحه ترحالُ |
| واعتاد لمستنا حرف يولهه | معنى شفيف عميق البوح سأّلُ |
| نكاد نسمعه قد أنَّ من ولهٍ | يا أنة الحرف، ذاك البوح إجمالُ |
| لو استعنت على الأحباب في جلد | لكان أمرك أن ترضيك أحوالُ |
| لكان فهمك مسرودا على ثقة | والسعد شغلك للأسرار مرسالُ |
| لكن عجلت علينا وفينا الشوق يسعدنا | عرفتُ غيرَكَ أحلى منك جوالُ |
| ألقمته الحرف فانثالت مباهجه | أمسى لنا الخط باللمحات ينثالُ |
| يرنّ، يعزفُ، يهديني تحيته | فأفتحُ الخطَّ، إذ بالوجد سلسالُ |
| تروي مسامع آمالي مفاتنه | شجو أنيق، له في النفس تمثالُ |
| أتى يصافح أسماعي وينقلني | إلى مُحَيّاه، فهذا الصوت مخيالُ |
| يأتينيَ الوعدُ قبل العصر موعدنا | فيشغل الفكر، كيف الشكلُ والحالُ |
| حتى أتيت، ومدَّت لي مصافحة | يا غيب أخبر فهذا الريم يختالُ |
| فاقت خيالي، فحلو الروح جمّلها | والوجه والقد، والبسمات أفضالُ |
| ربحت روحي على لقياه في أمل | عذرا حبيبي فإن الوقت يغتالُ |
| ودعتها أسفا والشوق يملؤني | للوصل أرنو، فللأحباب إقبالُ |
| شكرا حبيبي فقد حققت لي أملي | أنتِ المنى والهوى والقلبُ حمّالُ |
