أحِبِّينِى وَلاَ تَمْضِي
فَأنْتِ النَّبْضُ والإحْسَاسُ
وَالأنْفَاسُ فى صَدْرِى
أيَا نَهْرَاً مِنَ الإخْلاصِ
بَثَّ الصِّدْقَ فى قَلْبِى
وَالقَىَ مِنْهُ كُلَّ الزَّيْفِ
كُلَّ الحِقْدِ وَالغَدْرِ
فَصَارَ القَلْبُ مِصْبَاحَاً
يُنِيرُ النَّفْسَ بِالطُّهْرِ
أحِبِّينِى فَلَوْلا الحُبُّ
مَا قَََََامَتْ حَضَارَاتِى
وَشَعَّتْ نَجْمَةً تَمْحُو
ظَلامَ الجَهْلِ فى فِكْرِىِ
وَلا صَارَتْ كِتَابَاتِى
لِسَانَ الحِسِّ للعُشَّاقِ
مَصْلَ الدَّاءِ للَمجْرُوحِ
صَوْتَ الحَقِّ وَالخَيْرِ
فَفِى رُؤْيَاكِ أمْطَارٌ
مِنَ الأشْواَقِِ تَرْوِينِى
تُنَمِّى بِذرْةَ الأحْلامِ
فى أرْضِي
فَيَنْمُو زَرْعُ إلهَامِي
وَأجْنِي أرْوَعَ الشِّعْرِ
وإنْ غَابَتْ شُمُوسُ الحُسْنِ
فى عَيْنَيْكِ عَنْ عَيْنِى
أَتَىَ ثَلْجٌ
بَسَيْفٍ يَطْعَنُ الإحْسَاسَ
يَمْحُو سِحْرَ الفَاظِى
وَيَنْفِيهَا فَلا تَدْنُو
مِنَ الأوْرَاقِِ وَالحِبْرِ
فَلا تُلْقِى بِآمَالِى
إلىَ بَحْرٍ
بِلا مَرْسَاةِ شُطْآنِ
إلىَ وَادٍ
بِلا زَرْعٍ
وَلا مَاءٍ
وَلا أطْيَافِ وِجْدَانِ
فَيَمْضِى يَائِسَاً عُمْرِى
وَأغْدُو طَائِرِاً أبْكِى
عَلىَ أطْلالِ أغْصَانِي
جِرَاحُ الرَّفْضِ أضْنَتْهَا
فَجَاءَ المَوْتُ يُلْقِيهَا
إلىَ بَوَّاِبةِ القَبْرِ
أنَا المَسْجُونُ فى خَوْفِى
وأُنْسِى قَيْدُ أحْزَانِى
وَعَيْنِى دَائِمَاً تَدْمِي
وَحِيدٌ خَلْفَ قُضْبَانِي
أَناجِى دَمْعَةَ القَهْرِ
جَرِيحُ القَلْبِ
أشْكُو مُرَّ حِرْمَانِي
غَريِبُ الدَّرْبِ
لا أدْرِى
بِأىِّ الأرْضِِ أوْطَانِي
فَهَلْ تَأتِينَ يَا عُمْرِي
لِكَي تَبْنِينَ لِى بَيْتَاً
بَهِىَّ الشَّكْلِّ مَمْزُوجَاً
بِضَوْءِ العَدْلِ وَالتَّحْرِيرِ
في نَجْمَاتِ عَيْنَيْكِ
وَأيْكُ الزَّهْرِ مَنْثُورٌ
عَلىَ أعْتَابِهِ الخَضْرَاءَ
في جَنَّاتِ خَدَّيْكِ
فَيُرْوَىَ القَلْبُ بِالعِطْرِ
وَيَحْيَىَ طَائِرَاً حُرَّاً
بِلا قََيْدٍ وَلا قََهْرِ
تَعَالَيْ نَمْلِكُ الدُّنْيَا
وَنَحْيَىَ كَيْفَمَا شِئْنَا
فَحِينٌ نَعْزِِفُ الأيَّامَ الحَانَاً
وَنَشْدُوهَا
فَنَسْمَعُ في جَوَى النََّبْضِيْنِ
عِشْقَ العُودِ للوَتَرِ
وَحِينٌ نَرْسُمُ الأحْزَانَ
في لَوْحَاتِ عَيْنَينَا
وَنَبْكِي قَسْوَةَ العَصْرِ
فَيُدْفِئُنَا َلَهِيبُ الدَّمْعِ
رَغْمَ بُرُودَةِ الضَجَرِ
تَعَالي نُرْجِعُ الإنْسَانَ إنْسَاناً
وَنُشْعِلُ ثَوْرَةَ الإحْسَاسِ
في الصَّدْرِ
فَإنَّ المَرْءَ في وَطَنِي
بِدُونِ الحُبِّ كَالحَجَرِ