

أبحثُ عنكَ في الفيسبوك

شعر: چنور نامق
في بلاد هذا الفيسبوك المتلاطم
تُمسِكُ شفاهيَ إبتساماتي
والصبحُ تجرجرُ أناملي
وفؤاديَ سقطَ بعيداً..
نظري بلاد العجائبِ دون أن يرى شيئاً
أودُّ أن أنساكَ
تراني في وقتٍ أودّ أن ألفظَ أنفاسي
فتَمنعني
دمّرني
وأدفنْني في زاوية بعيدةٍ من هذا الفيسبوك!
حتى أحنَّ من هنا مليء أحذية طفولتي
إلى لُعبَةِ بعيدةِ من الزمن الماضي
أينَ المنزِلُ
سأجيبُ بنفسي على سؤالي
لا زالَ بعيداً
أمضي في طريقي نحو گرميان
مليء ناظرَي فتاةٍ خجولةٍ مثلي
يتجدد تلهفَ جراحِ سقطةٍ من زمن طفولتي
مليء فمي أشتهي تلك العِلكةِ
التي سرقتُها ذات مساءٍ
من أحدِ الشيوخِ
رميتُها في طريقِ بستان الخيال
بعدَ مضغها
مليء جرسَ هاتفي الجوالِ
أرتشفُ خطايا واضحة
خطايا ألّذُّ من عِلكةِ العمّ العجوز
أنا سائرٌ في طريقي فيما أقنعةُ الفيسبوك
تمنعني من التعرّفِ على معارفي
وأخرجُ من نافذة الفيسبوك
لأقفذَ وأحطّ في أرضِ (القانون فقط لضعفاء العالم)
لأسير من هناك نحو السبعينيات
كفي مليء بعِلكِ هذا الزمانِ
أنقلُهُ للعمّ العجوز
غير أن رنين هاتفي الجوّال يربكني
فأنظرُ بإرتباكِ وأضبطُ هاتفي الجوّال
فيردُ صوتٌ إلكتروني قائلاً
أيتها الحمقى لِمَ غبيةٌ هكذا أنتِ
أفتحُ بابَ الفيسبوكِ
باحثةً عن العمّ العجوز
وقد تعرقتِ العلكاتُ في كفي
وكفي مليءٌ بعبقِ اللاشيء
وأحذيتي من مشاوير الطفولة
وروحي من لا أحد!
27/3/2013
عن ديوان (لن أعودَ إلى منزلِ الفؤاد)، طبعة (2022)، صفحة (172 -174).