يقولونَ: ألهبتَ الفؤادَ بحبِّها
وأذلْلتَ نفْساً مِنْ خلائِقِهَا الكِبْرُ
وروَّعْتَ بالأشواقِ روحَكَ حسرةً
فبينا ترى الآمالَ، إذْ جاءَكَ النُّكْرُ
وما ذُقْتَ إلا المرَّ مِنْ كأسِ عشقِهَا
فدعْ عنكَ وهماً قبلَ أنْ ينقضي العُمْرُ
فقدْ كنتَ فينا يعلمُ الله ذا حجا
ولكنْ رُزِقْتَ الحِلْمَ قدْ خانَكَ الفِكْرُ
أتحسبُ أَنَّ الحُبَّ عَذْبٌ شرابُهُ
ودنيا انشراحٍ كلُّ أوقاتها بِشْرُ
إذنْ كنتَ في حُمقٍ ولمْ تدرِ ما الهوى
ولم تعرفِ الدُّنيا التي طبعُها الغَدْرُ
أَفِقْ مِنْ ذُهولِ الحُبِّ فالحُبُّ عِلَّةٌ
ومَهْمَهُ آلامٍ يجانِبُهُ اليُسْرُ
ونبعُ عذابٍ ليسَ فيهِ سوى الضَّنى
فأوَّلُهُ سُقمٌ.. وآخرُهُ ضُرُّ
يلومونَني والقلبُ أضحى أسيرَهَا
فليسَ لَهُ رأيٌ وليسَ لَهُ أَمْرُ
يئنُّ إذا ما قيلَ أَنَّتْ وينزوي
حزيناً إذا ما قيلَ لامَسَهَا القَطْرُ
فسبحانَ مَنْ ألقى هواها بخافقي
وهيَّجَ أشجاني، فحُقَّ لهُ الشُّكْرُ
( أذا العرشِ فرِّجْ ما ترى مِنْ بابتي )
وكُنْ عونَ صَبٍّ هَدَّهُ الظُّلمُ والهَجْرُ
وصِلْ يا إلهي بينَ قلبي وقلبِها
فإنَّ ربيعَ العمرِ مِنْ دونها قَفْرُ
سألتُكَ يا ربي فهلا أجبتَني
وكنتَ نصيري.. أنتَ مَنْ عِندَهُ السِّرُّ
يقولونَ لي مِنْ بعدِ لومٍ: تحبُّها؟
فقلتُ لهم: حبَّاً يذوبُ لهُ الفَجْرُ
هيَ الأمَلُ المرجوُّ، نُورٌ وجودُها
يهيمُ بها نجمٌ، ويشقى بها البَدْرُ
وشمسُ هناءٍ في حياتي تنيرني
إليها انتهى الإشراقُ والحسنُ والسِّحْرُ
إذا خَطَرَتْ فالألْقُ في خطرَاتِهَا
وإنْ بَسَمَتْ أبدى تميُّزَهَا الثَّغْرُ
فواكبدي ممَّا ألاقي بحبِّها
بلابلَ أشواقٍ ينوءُ بها الصّبْرُ
على أَنَّني راضٍ وكلِّي سعادةٌ
فما عقَّني قلبي "ولا خانني الفِكْرُ"
وإنِّي وإِنْ كانَ الشُّجونُ مسامري
سأبقى على حبِّي ولو غالني الدَّهْرُ