ندوة فكرية حول معركة وادي المخازن
في إطار الدورة السابعة لملتقى السينما والتاريخ، الذي نظمته جمعية بلادي للتنمية والتعاون احتفاءً بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، احتضنت دار الشباب 20 غشت بمدينة وادي زم، امس الأربعاء 19 نونبر الجاري، ندوة فكرية مميزة تابعها جمهور واسع من المهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي.
وقد قدّم للندوة، المنظمة بشراكة مع الجمعية المغربية للثقافة والفنون، الأستاذ المصطفى الصوفي، فيما تولّى تسييرها الأستاذ بناصر اليوسفي، حيث تمحورت حول موضوع: “الملوك الثلاث ومعركة وادي المخازن”، بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين.
واستهل الأستاذ مجاهد جبير أشغال الندوة بمداخلة علمية بعنوان “الأبعاد الجغرافية في انتصار السعديين بمعركة وادي المخازن”، مبرزاً الدور الاستراتيجي للعامل الجغرافي في تحقيق هذا الانتصار الكبير.
وأوضح أن التفوق العسكري للمغاربة كان نتاج عوامل متعددة، أبرزها قوة الجيش المغربي، واختيار موقع المعركة بدقة واستغلال تضاريس المنطقة بذكاء مكّن الجيش المغربي من التحكم في مسارات المواجهة.
كما شدد على أهمية البعد الثقافي والهوياتي في السينما المغربية، معتبراً أن الذاكرة التاريخية للمدن المغربية تمثل رصيداً بصرياً يمكن تحويله إلى أعمال سينمائية تعزز التنوع الثقافي.
أما مداخلة الأستاذ عبد الرزاق الصافي، التي تناول فيها موضوع التعليم بالمغرب خلال فترة الحماية، فقد سلطت الضوء على التحولات العميقة التي عرفتها المنظومة التعليمية آنذاك، موضحا أن السياسة الاستعمارية اعتمدت تعليماً انتقائياً يصنع نخبة إدارية محدودة، مقابل تعليم شعبي محدود الأفق يهدف إلى تكريس البنية الاجتماعية القائمة.
وأشار إلى أن المغاربة واجهوا هذا الوضع عبر المدارس الحرة والمبادرات الوطنية التي ساهمت في حفظ الهوية الثقافية ومقاومة محاولات الطمس، مؤكداً أن آثار تلك المرحلة ما تزال حاضرة في بنية التعليم اليوم وتحدياته الراهنة.
أما الدكتور الحبيب ناصري فقدّم مقاربة فنية وجمالية حول حضور معركة وادي المخازن في السينما المغربية، مبرزاً أن هذا الحدث التاريخي، رغم غناه الرمزي والدرامي، لم يُستثمر بعد بالشكل المطلوب في الإنتاج السينمائي الوطني.
وتوقف عند الإمكانات البصرية والتخييلية التي تختزنها المعركة باعتبارها مادة سينمائية قادرة على تجسيد البطولة والهوية والانتصار الدبلوماسي والعسكري المغربي، مؤكدا أن السينما، باعتبارها فناً بصرياً مؤثراً، قادرة على إعادة تشكيل الوعي بالتاريخ وإحياء الأحداث الكبرى بأساليب حديثة تعزز حضور الذاكرة الوطنية.
وأضاف أن السينما، باعتبارها فناً بصرياً مؤثراً، قادرة على إعادة تشكيل الوعي بالتاريخ وإحياء الأحداث الكبرى بأساليب حديثة تعزز حضور الذاكرة الوطنية، والمساهمة في إنتاج أعمال سينمائية وطنية أو دولية تُعيد إلى التاريخ المغربي وهجه وتُعرّف بعمقه الحضاري.
