أَتسلّلُ إليكِ
أَخرجُ منْ سرِّي ورسمي
أَغيبُ عندَكِ
أَنمحي بينَ أهدابِكِ
أَقرؤني في كتابِ تجلِّياتِكِ
أَدقِّقُ فيّ وأتأمَّلُني بعمقٍ
لا أَجحدُني..
ولا ألومُني على دلالِ معناي..
..... أنبلجُ فيكِ..
حدودي شفقٌ،
وهديلٌ على أغصانِ عمرِكِ..
همسةٌ تورقُ بكينونتكِ
بجسدِ معرفتكِ
تدلُّكِ على مواكبِ الحبورِ
تكشفُني أمامَكِ
من بعدِ مطرٍ خصبٍ
من بعدِ ذكرٍ وانعتاق.
أَستنفرُ ورقَ اندهاشي..
أُطلقُ بريقَ سماواتي..
أَستفتحُ بطيفِ طلوعي منَ الحكاياتِ..
أُفرغ قطراتِ ضوئي في لوحِ جُلَّنارِكِ..
أَغرقُ في بحرِكِ الممتدِّ إليّ..
أَغفرُ لكِ ولي،
أُطفئُ حرائقي الحبلى بالألمِ، وقصفِ الرّعودِ..
ثمّ أمعنُ في العشقِ.
ما كنتِ وهماً
ذاتَ مساءٍ خريفيٍّ هائمٍ.
شهودُكِ خطواتٌ تشرقُ
وعينانِ نضَّاحتانِ عشقاً ومعرفةً.
دمعةً تلد بارقةً
كنتِ
لحظةَ مرورِكِ البيني.
جسدَ عبيرٍ صرتِ في عينيّ،
ومنارةَ وصولٍ،
ومرفأَ انتقالٍ إلى كينونتي.
ماءُ ثغرِكِ ترياقُ شفائي
ماءُ عينيكِ مرآةُ نفسي
وماءُ مائكِ منسكبٌ على صعيدِ مواعيدي
....
آتيكِ منْ زمنِ وجدي..
آتيكِ منْ مساءٍ خريفيٍّ
أمتدُّ إلى زمنِكِ،
أطلعُ فيهِ..
لحظتي حاضرةٌ عندَكِ..
حروفٌ ترقصُ أعلى هضابِ الرّوحِ..
بنفسجٌ يمتشقُ حسنَهُ في ساحاتك الحمراء.
لحظتي بينَ يديكِ،
مساءٌ مغرقٌ في العشق.