

معلقة الذكرى والأمل
بمناسبة ذكرى ميلاد أميرة الوجد
أنا المجبولُ في هدي الضلالِ! | كما الأورادُ، مَيْلي واعتدالي |
فأنتِ الصمتُ مرويا بليغا | ليصطفّ الهوى عذبَ المنالِ |
فأنت اللحن في أشجى لحونٍ | تناجيها كأنات ابتهالِ |
تؤنثك المعاني في معانٍ | تجليها فضاءات المقالِ |
تؤنثك الأنوثة يا جمالا | يفيض على الأنوثة والجمالِ |
بسحر طاف في الأكوان لمّا | أتاه المسُّ من فيء الكمالِ |
فهذا سحركم يبتلُّ عطرا | يوزع حبه نهر انثيالٍِ |
فأنتم فرحتي وشروق سعدي | وأنتم روعة فيها اكتمالِي |
سعى الشعر الجميل لكم مطيعا | فصار مُسيَّدا خصب الخيالِ |
أنا شعري بكم يزداد سحرا | فعهدا أن يعرفكم بفالي |
رواكم من رويَّ الشعر عذبٌ | يفيض على قواف من زُلالِ |
تمتع يا بهيّ الفرح إني | أنا المبتلّ في ماء انفعالي |
رمتني في طريقكم شهيدا | فتنعاه الورود على التلالِ |
وهات النايَ يشدوني بشجو | يعيد النور من بعد الظلالِ |
أنا فيكم يقيِّدني وفائي | وإن شدّت بكم سبل ارتحالِ |
فدتكم مهجتي يا شدو ليلي | وعهدي لن تغيِّرَه الليالي |
أتاني اليوم طيفكم مهيبا | فأسعد خاطري بحُلى اللآلي |
أهال السعد محبوكا يغني | فأنقذني من الوهم المُحالِ |
وأعطني من الآمال دفقا | وجدّد نغمتي بشذى مُسالِ |
أسال النور في أعماق قلبي | فهبّ نسيمه أشهى وِصالِ |
فيسري نبضه وجدا وخمرا | فأسكرني المنى شهد المآلِ |
وإن أنتم تناسيتم شقائي | فهذي حالتي ترثي لحالي |
سيأتي من لقائكمُ زمانٌ | فقلبي موقن بلقا الغوالي |
ويكفي أنني في كل يوم | أراكم من بعيد في اختيالِ |
يذكرني من الأسماء شخص | فترتسم الحروف كما ببالِ |
أراكم نبرة في حلو صوت | فأشتاق الإعادة في احتيالِ |
تذكرني الشخوص بكل حرف | حروف تستجيب إلى السؤالِ |
ولولا أنني بِكُمُ بخيلٌ | لأسميْتُ الحبيب ولا أبالي |
أصون الاسم عن أخذ ورد | لصوني شخصكم عن كل قالِ |
أخاطبكم بأنتم حيث أنتم | مكانا عاليا كالنجم عالِ |
فوالله الذي خلق البرايا | وأودع سره روح الجلالِ |
لأنتم من صفاء الصفو أصفى | وأرسخ في الفؤاد من الجبالِ |
جمعتم رقة الأنسام روحا | ومع ذاك اتزان في اكتمالِ |
تعاليتم عن الأشباه حتى | لعزَّ المثل يا فرد المثالِ |
تبدى عزكم في ذا المحيا | وفي قد ككثبان الرمالِ |
إذا درجت تهزّ الأرض لينا! | وترتجف النجوم مع الهلالِ |
وهذا الخوف من لين حواها | وفي لفتاتها سحر الخبالِ |
ولا يقوى الضياء على بهاها | فينكسف الضياءُ على التوالي |
ولو قلتُ القصائد أرتويها | تظل ظميئة الوصل الحلالِ |
تنافح عن رقيٍّ وارتقاء | فأين الآل من سحر اللآلي؟! |
أنا أنتم، وأنت أنا فعودي | فقد حنث اليمين بلا جدالِ |
أقدم آية الإخلاص قربى | فوالله لقد نفد احتمالي |
بحق الراحلين ذويك عودي | ألا يكفي من الصد اشتعالي؟ |
ففي عيد الهوى ميلاد رؤيا | فكوني مولدي، عيدي انتشالي |
يردده القصيد بكل عام | إذا ما شفّه بعض اتصالِ |
لك الميلاد هذا اليوم عيد | يمتعك الإله سنا الدلالِ |
يزيد العمر في خير وسعدٍ | ويمنحك التجلي والمعالي |
تظلين البهية في شبابٍ | على طول المدى أبهى الحجالِ |
أنا أرضى بوهمي واحتراقي | ويرضيني التشوق والتعالي! |
ولكن فاذكري قلبي المُعنّى | قتلت الروح في حد النصالِ! |
ولن يحيي الفؤاد سواك شيءٌ | فقتلى الحبّ تحيا بالنوالِ |
الأول من كانون الأول عام ألفين وأحد عشر لميلاد السيد المسيح
ذكرى مولد أميرة الوجد.