السبت ١٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٥
بقلم إنتصار عابد بكري

لأن الجميع لا يشعر

هل رأيتم الأعراس تُقام
على مساطب القبور؟
حيث الصمتُ يسكن العظام
والأرواحُ تنتظر النور
راقصاتٌ عراةٌ
يخدشن وجه الطهارة
والأغاني فاضحةٌ
كأنها تصرخ في جسد الحجارة
أنا قد سمعتُ
أنا قد رأيتُ
ضحكًا يعلو فوق أضرحة الموتى
وزغاريدَ تخنق الدعاء
كأن الحياةَ
قد باعت روحها للضجيج
وتركتنا
نُصفّق للعارِ في ثوبٍ بهيج
فيا ليتنا نسأل التراب
عن معنى الفرح
عن رقصٍ يُداس به الوقار
وغناءٍ يُغتال فيه الحجاب
أهذا زمنٌ
تُزفّ فيه الأرواح إلى النسيان؟
أهذا وطنٌ
تُغنّى فيه الرذيلة
ولا ينصت فيه للأذان؟
أنا قد سمعتُ
أنا قد رأيتُ
لكنّي ما عدتُ أميّز بين الجنون
وبين ما يُسمّى احتفالًا في هذه الحياة
قد سمعتُ صراخَ المدن
ورأيتُ وجوهًا تضحكُ وقت الجنازات
ما عدتُ أميّزُ
هل هذا رقصٌ؟
أم طقوسُ وداعٍ في هيئةِ أفراح؟
كلُّ شيءٍ يلمعُ
لكنّه لا يُضيء
كلُّ صوتٍ يرتفعُ
لكنّه ليس في صلاة
أمشي بين الناسِ
كأنّ الظلّ يبحثُ عن جسدٍ
هل هذا جنونٌ؟
أم أنَّ الحياةَ قررتْ
أن تحتفلَ بنا ونحنُ نغرقُ؟
أنا قد سمعتُ
أنا قد رأيتُ
لكنّي ما عدتُ أميّزُ
بين ضحكةٍ تُخفي وجعًا
وبين دمعةٍ تُعلنُ بدايةَ رقصةٍ جديدة
لا أحد يقل أنه حزين
لأننا جميعا لا نشعر!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى