

عيدٌ ولكن
عيدٌ يعودُ ، وللأوطان أشجانُ **** على ُرباها طيورُ الآهِ بُركانُ
صحا لميقاتهِ ، الليلُ استقرَّ على **** هبَّاته ، شربتْ عينيه نِيرانُ
هوى يُلمِلمُ من ساعاته سُبحًا **** تعُدُّ أنّاتهِ ، الحبّاتُ أكفانُ
تضمُّ كلَّ ُطموحٍ ميِّتٍ وهَبَتهُ **** الأرضُ قبرًا ، ولم يذكرْه إنسانُ
عيدٌ يعودُ ، وكم مِن عيدٍ اختلفتْ **** فيها السُعودُ ، وروحُ الحُبِّ أفنانُ
لها الربيعُ نداءٌ ، والخريفُ صدى **** والليلُ بحرٌ ، ونورُ الفجر ُشطآنُ
يبقى السعيدُ الذي طابتْ لخطوتهِ **** ريحُ الحياةِ ، ولم يخذلْهُ إيمانُ
أما الشقيُّ.. فيهدي الغيُّ هِمَّتهُ **** ويطفيء ُ– الماءَ في جنبيهِ – هُجرانُ
وكلُّ عيدٍ وعِيدٌ حين يبصرنا **** نهِيمُ في زبَدٍ ، والموجُ جِيرانُ
لنا . فما بالُنا والعيدُ سائقنا **** إلى الحياةِ ، وصخرُ الموتِ يقظانُ
تشقُّ أنفاسُه دربا بأضلُعِنا **** لم يُهْدَ آخرَهُ إنسٌ ولا جانُ
تسيلُ من شفتيه الروحُ تائهًة **** ضياؤها بظلالِ الطين يزدانُ .