

عربُ القرن الأخير
مضى قرنٌ.. ولم تتغير الدنيا
وأحداثٌ ترسّبت الدماء بها
لتصعدَ ملحَها وُتطِلّ من أدواره العُليا
وظلَ الشرق ينزع لحمه المحروق من فم حيّة التاريخ
ينزع قمحه المسروق من أعتى الشروخ
ولا يصيبُ الماء كي يحيا
تقول الأرض: لا
وروائح الأشياء تختصر الخلا
والريح تفتح ظلّها: ُرسلا
لمولودٍ سيأتي الكون مختلفا
إذا أخفى عليه الخوفَ والآلام والأسفا
إذا أهداه مفتاح الإقامة في رياض النور ُمعترفا
له بنقائه الفطري من عطن المساومة
اصفرار الصمت
بَرد الموت
واستبعاد شمس الأغنيات إذا الظلام سَفى
فقرنٌ مَرّ أطفأ بالدموع شموعه العشرين
وارتبك الهواء بصدره إذ ذكّرته الدمعة الحيْرَى فلسطينا
وأشلاءُ العروبة لطّختهُ دمًا يئنّ
ولحما اشتعل الحنينُ به طواحينا
إلى عهد الوفاء غمامُه الملكيّ ينضح
والنماءُ بقلبه: فرح الديار بعودة الغرباء بالبُشرى ملبّينا!!