

طيف الذكرى
إلى روح الشهيدة الفلسطينية دلال سعيد المغربي
طيفٌ من الذكرى يمرُّ ويعبرُفيزيدُ حزنَ النفسِ ما أتذكّرُوتعودُني الذكرى ويشجيني الجوىويروعُني حُلمي وصَدري مَحشرُفلقد عرفتكِ يا دلالُ ومجدُناجمرٌ على جمرِ اللظى يتفجرُولقد ذكرتُكِ والذئابُ تنوشنيوينوءُ بي جسَدي، وشِعري يُنكرُذكرى تؤرِّقني فأبكي وردةعبقت، وأحياها الغمامُ الممطرُفدلالُ حينَ تضرّجت بدمائهاأنقى من الطهرِ الطهورِ وأطهرُطالت سنونَ البعدِ واشتعل النوىفي مقلتيكِ ...فلم تعدْ تستذكرُأختاه أسقمَنا الرحيلُ وأوغلتْفينا المنونُ وحالُنا مُستنكَرُنعبَ الغرابُ بأرضنا واسترسلتْفيها البغاثُ كأنها تستنسرُونهونُ بعدَكِ إذ يداهمُنا الرّدىوثعالبُ البيداء فينا تمكرُأنتِ التي عشقتْ سماءَ بلادِناوترابَها, فأتتْ إليها تبكرُقد عدتِ في خفَرِ السواحل عودةللبرتقالِ وأرضِهِ تستحضرُأختاهُ أذكرُ حين دقّ بكِ الهوىأبوابَ حيفا والمنايا تمطِرُعرفتك بيّاراتُها فتألّقتفيها الشجيراتُ الحبيبة تسكرُألِفتْ مروج البرتقالِ حبيبةًيحلو بعينيها الأريجُ الأسمرُويحوكُ وجنتها اسمرارُ عروبتيالمشبوبُ زيّنه النجيعُ الأحمرُ...عيناكِ بارقتانِ في أهدابهاعنفُ الصقورِ وقد نماهُ الكوثرُعيناكِ أبلغُ من بنادق سادةٍصَدِئت كما صَدئوا فبئسَ المنظرُعيناكِ أبلغت العدوَّ بأنهاأسيافُ خولة حين همَّ الأزوَرُواللهِ إن نظرتْ عيوني لحظةًفي مقلتيكِ خجلتُ ممّا أنظرُأخجلْتِ كلَّ "القاعدينَ" وزادُهملوْكُ السياسةِ والحديثُ مزوّرُوأكادُ حين أرى البريقَ يهزّنيشوقٌ, ويرتعشُ الحنينُ المضمرُأشتاقُ للزمن القديمِ وثورةٍهزّت كيانَاً للطغاة فغوّرواهزّ الفدائيُّ العروشَ فأزهرتآياتهُ فينا وفينا تثمرُتقضينَ في الأسر الغريبِ مَشوقةًوالشوقُ نارٌ والقلوبُ تهجِّرُتقضي الثلاثينَ العجافَ غريبةوقريبة، وعيونُنا تستعبرُلا ملكَ إلاّ بالدموعِ نشيدُهُولَكِ الملائكُ يسجدونَ إذا انبروافلْيعلَمِ الأعداءُ أنَّ بناتناأمضى من القدرِ العظيم وأقدرُفدلالُ تقتحمُ العساكرَ جَهرَةفيفرُّ قدَّامَ المنايا العسكرُفمن الجبالِ الراسياتِ تسنّمتقممَ البطولة والوغى يتنكّرُومن السهول الساحلية نبضُهاحلّ الوريدَ على الوريدِ يكبّرُومن الزهورِ اليافويّة أرجُهاومن الجليلِ جلالُها مُتحَدِّرُومن الشموخ التلحميّ إباؤهاومن النخيل شموخُها المتنوّرُفالأرضُ أرضكِ يا دلالُ ومهجةالثوّار أنتِ... وذكرُكِ المُتطهّرُفلقد نمتكِ الماجداتُ وأرهفتْحسَّ الكفاحِ حَرائرٌ وتحرُّرُورضعتِ من ثديِ الخليلِ بطولةتخشى صلابَتها الرياحُ الصّرصرُأختاهُ قومي وانظري ما نابَنافالليلُ يعكرُ صفوَنا ويكدّرُضَنّت عواصمُنا وأغرقَ رملَهابالدمِ مِنْ بعدِ النَّضَارِ البربرُوقضى الخريفُ بأنْ يخرّفَ شاعرٌويذودُ عن حلفِ القنافدِ كنغرُلتبوءَ بالتطبيعِ سادة أمّتييتلاهثونَ, وفي السباقِ تكرّرواوتبلُّ أوطاني الخدودَ بدمعِهاويُبلُّ من دمِنا الترابُ الأطهرُأدلالُ أنتِ لأمتي مرثيّةٌتبكي على غدر الزمان وتزفرُتبكي وتندب ما سَئِمْنا وقعَهُفي النفس من ذلٍّ وعارٍ يبحرُتبكي مِنَ الساداتِ مَنْ باع الحمىوابتاع خمراً للذواتِ ليسكروا..فأمامَ عينيكِ الجميلةِ تنحنيالهاماتُ إجلالاً , وفيها تكبرُوأمامَ روحِك تستفيقُ قصيدتيوالصوتُ يهدرُ والمدى مُستنفرُفترنّمت أطيارُ شعري حينماخضّبتِ ساحلنا بقانٍ يقطرُوتراقصت كلُّ الحروف وهوّمتروحُ الشهيدة في القصيدِ تعمَّرُلكنّ شعري ضاعَ فيكِ قديمُهفشرعتُ أكتبُ مُحْدَثاً وأحبِّرُفالشعرُ فيكِ يزلزلُ الأفقَ الذيرسموه غدراً بالقضية يغدُرُواستبدلوا الزمنَ الجميلَ بطبعةٍنبدو بها في عكسِ ما نتصوّرُسيظلُّ شعري خالداً "بدلالِهِ"وتظلُّ فيه "دلالُ" روحاً تزهرُ
إلى روح الشهيدة الفلسطينية دلال سعيد المغربي