الأربعاء ٤ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم صفوان العزي

صُورةَ راحل

لو عُدتِ يوماً والديارُ وأهلـهـا
ثكــلى خـــاويةً ولم تجِدِينِ
إلا بـقــايا صـورةً أبلى لـهـا
دهرٌ من الماضي وهَولَ سِنيني
فَتأملي صِوري بـــاسوارِ الفنى
وقِفي لـصورةِ راحِــلا ٍ ورثيني
فَلقد تَركتُ على الأرُفِ قصائدي
فيها العَذابُ ولوعَتي وسُجوني
إن لم تُكنّ ريحَ الهوانَ هوت بها
تيهاً لأثرِ قُصاصِهــا فَقريّنِ
ورسائل الماضي التي دونتها
ألمـــاً بِحبرِ فُوادَ خَفقَ مُتونِ
دُفِنت بيئسِ الاشتياقِ صبابتي
بين الضُلوعَ بلوعتي وحنيني
إنّي على وطــنٍ بِه ماتَ الهوى
لا عيشَ لا مرعى لذا قَتلوني
ياليتهم من موجَ حُزني يَرشفوا
مِلحُ الشقاءَ وفَرحُهم يُبكيني
فَغداً سَافرحُ والعُيونُ بِبحرِها
هَاجت بأمواجِ العناء بجُفوني
غِيبي كشمسُ ضُحاكَ زُحزحَ
نورها.. لترى طُروقكِ عيني
كم ذا تَسكعتُ الرَحيلَ مُوهماً؟
لُقياكِ حيثُ الليلُ لا يَضويني
قد كان في عُشِ الغَرامَ حمامةٌ
رحـلت ومِنذُ عـــامَ لم تأتيني
ورمت جَوانِحُها بريشِ هوانها
وستسلمت لعِداءِ من كَرهوني
هم حاصروني عن دُروبَ وصالها
هم من لها سَجنوا وقد ظَلموني
هـم كَبلــو كفينَ لم تتَصافحا
ابداً بعاشِقتي التي من دُونِ
عاشت وألفتني بِنعشِ فُراقِها
وبِثوبِها كفني الذي يَطويني
عنـهـا وإن ماتت فَلستُ بميتٍ
فأنا قتيلُ الحُبَ من يُحيني
غير التي رحلت وكانت رُوحها
يَحيى بها جَسدي لذا وارُوني
فلمن أنوحُ واشتكي من جُورِهم
يــاليتهم من بعدِها دَفنُوني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى