

شـجـن ٌ عـراقيّ
إلى كل عراقي عاش الغربة الطويلة وبكى شوقا للوطن والأهل والأحبة
دَعـيـني من أماسـيـك ِ الـعـذاب ِفما أبـقـى الـتـغـرُّبُ من شـبابيقـلبتُ مـوائدي ورمَـيتُ كأسـيوشـيَّعـتُ الهوى وَرَتجْـتُ بابيخـبَـرْتُ لـذائـذ َ الـدنـيـا فكانـتأمَــرَّ عـليَّ مـن ســمٍّ وصــابِ [1]وجَـدتُ حـلاوة َ الإيـمان ِأحـلىوأبـقى من لـماك ِ ومـن إهــابي [2]أنـا جـرحٌ يـسـيـرُ عـلى دروب ٍيتوهُ بها المُصيبُ عن الصَواب ِسُـلـِبْـتُ مسرَّتي واسْـتـفـردتـنـيبـدار ِ الغـربتين مِـدى ارتـيـابي [3]وحاصَـرَتِ الكهـولة َ بعد وهْـنيَـدُ الـنكـَبات ِ جـائـعـة َ الحِـراب ِومــــا أبْــقــتْ لــيَ الأيــــامُ إلآحُـثـالـتـهـا بــإبــريـق ٍ خـَـراب ِترَشـَّـفـتُ اللظى حين اصطباحيوأكـملتُ اغـتِبـاقي بـالـضـبـاب ِتـُحَـرِّضني على جرحي طيوفٌفـأنـبـشـــهُ بـأظـفـاري ونـابــيوربَّ لـــذاذة ٍ أوْدَتْ بـِـنـَـفـــس ٍوحِـرمـان ٍ يـقـودُ إلى الطِـلاب ِأظـلُّ الـعـاشـقَ البدويَّ..أهـفـوإلى شمسٍ وللأرض ِ الـرَّغابِ [4]أنا الـبَـدويُّ.. لا يُـغـري نِياقيرخامُ رُبىً وناطحة ُ السـحـاب ِأنا الـبـدويُّ لا يُغـوي صُـداحيسوى صوتِ السواني والرّبابِ [5]ودَلـَّـة ِ قـهـوة ٍ ووجـاق ِ جَـمْـر ٍتـحَـلـَّقَ حـولـهُ لـيلا ً صَـحـابي [6]وبيْ شـوق ٌ إلى خُـبـز ٍ وتـَمْـر ٍكما شـوق ُالضريـرِ إلى شِهاب ِولِـلـَّـبَـن ِ الخضيضِ وماءِ كوز ٍوظِـلِّ حَـصـيـرة ٍ فـي حَـرِّ آب ِفـُطِـرنا قـانعـيـنَ بـفـقـر ِ حـال ٍقـنـاعـة َ ثـغـرِ زق ٍّ بالحَـبـابِ [7]أبٌّ صلى وصامَ وحَجَّ خمـسـا ًوأمُّ لا تــقـومُ عـن الــكِــتــاب ِوأطـفــالٌ ثـمــانـيــة ٌ أنــابـواعن الـدنـيا فِـراشاتِ الروابيألا يا أمسِ أيـن الـيـوم َ منيصباحاتٌ مُـشعـشـِعَة ُ القِبابِ؟ِوفانوسٌ خجولُ الضوء ِ تخبوذبـالـتـهُ فـيُـسْـرجُـهـا عـتـابي؟وأين شـقـاوتي طـفـلا ًعـنيـدا ًأبى إلآ انتِـهـالا ً مـن سـراب ِ؟أُشـاكِسُ رفقتي زهـوا ً بريئـا ًومن (خيشٍ وجنفاصٍ) ثيابي؟ [8]ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍعوى ليلا ً ورعبا ً من عُـقـاب ِ؟كبرتُ وما يزالُ الخوفُ طفلا ًوقد صار الرفـاقُ إلى ذئـاب ِ [9]تـُطاردُ مُـقـلـتي منهـم طيوفٌفـَعَــزَّ عـليَّ يــا أمـي إيـابــيوعَـزَّ على يديـك ِتمسُّ وجهيلـتمـسحَ عـنه ذلَّ الإغـتـراب ِوعاقَبَني الزمانُ..وهل كنـأي ٍبعـيد ٍ عـن بلادي من عِـقـاب ِ؟تقاسَـمَت المنافي بعضَ صحبيوبـعـضٌ آثــرَتـْـهُ يـدُ الـغـيـاب ِولولا خشـيتي من سـوء ٍ فـهـم ٍوما سـيُقالُ عـن فـقدي صَوابيلـَقـُلـتُ: أحِـنُّ يابــغــدادُ حتىولو لصدى طنـيـن ٍ من ذبـاب ِلوحلٍ في العراقِ وضنكِ عيشٍجـوارَ أبي المُـدثـَّـر ِ بالـتـراب ِوقـُــربَ أُخـَـــيَّـــة ٍ وأخ ٍ وأم ٍوأحـباب ٍ يُـعـذبـهــم عـذابــي [10]ولـكـن شـاءت ِ الأقــدارُ مـنـيوشـاءَ جنونُ طيشي من لـُبابيإذا كان العـراقُ رغيف قـلبيفـإنَّ وجوه َ أحـبـابي شـرابي
إلى كل عراقي عاش الغربة الطويلة وبكى شوقا للوطن والأهل والأحبة