

سئمت العيش في ظل الدفاتر
سئمت العيش في وهم عراني | سئمت العيش في ظل الدفاتر |
سئمت بلادة القانون حتى | غدا نصا بلا أدنى مشاعر!! |
سئمت الطالب المهووس يرضى | بأحلام التفاهة والمساخر! |
سئمت بفعله عملا شريفا | يباغتني بكسر في المعاقر |
غدا جنا يساكنني حياتي | ويسلمني إلى أعتى الخواطر |
سئمت الناس والكلمات تتلى! | لكل محذلق وعلى المنابر |
«بأنا معشر نبني عقولا | وأن العلم آمال الأكابر» |
ولم يدروا بذاك البؤس يوما | وكيف الروح تحويها المقابر! |
وكيف الصدر يعمر بالخفايا | وينذر روحه بالشر ثائر |
فكيف أحب من عملي قتيلي! | وكيف أصالح الحلم المطاير |
فلا أجني مع الأيام شيئا | سوى القهر المسطر بالمساطر |
ولم يفهم علي سوى جهول | يحرف مهنتي بالهزء شاطر |
غبي كالكراسي في خمول | و«كالبنك» المخشب بالمسامر |
فكل مصمت كالصخر أقسى | يهون المَيْت عنه فهل تغامر! |
تعيد الشرح مرات وأخرى | تعيد الدرس ترتيبا بآخر |
فإن كانت مفازتنا ستنمو | فإن «حبيبنا» يوما يناظر! |
وإن كان الرجاء كغيث جدب | رجوت «الصخر» في إعطاء «حاضر» |
وإن كلفت أكسل من عليها | بإعمال الوظائف لا يباشر! |
ينطنط في ملاعبه كجن | ويدخل صفه و الشكل نادر |
ويعطيك الحلاوة في بهاء | فإن نقبت لا تجد المحاضر |
وجدت اليأس والتكلان كلا | يلفان «المدلل» بالمداثر |
فهذا جانب يدمي فؤادا | وللإشراف أوهام تسافر |
يكدس كل يوم في شقاء | مساخره، فيا بؤس المساخر! |
يريدون المعلم كالزوايا | فلا محدودبا أبدا ونافر |
يحضر كل يوم في ملال | كأن الدفتر المجنون آمر |
يلاحقه «المبجل» كل وقت | وينذره بتقرير «المخافر» |
ويسمعه نصائحه تجلى | كجزار له شؤم المجازر |
ويرضي وهمه ويعود نفخا | يحدث عن معاركه يفاخر |
ضعيف في مناقشة «القضايا» | وفحل في مغازلة «الحرائر» |
وإن جانبته وتلوت شيئا | فحدث عن مدير لا يداور |
يكلف نفسه فوق احتمال | فيرضي «داءه» بالغي سادر |
يفتش دفترا ويعد خطوا | ويرقص غنجة فعل المكابر |
يطبق ما تيسر من نظام | ويخترع البواقي والأواخر |
ليحكم حبله حول «الأسارى» | ويفلت للتلاميذ الأوامر |
يُرَجِّع حسرة ذاك « المفدى» | أيرضى أن يعلم طيب خاطر |
فلا والله هذي لا ترجى! | إلى يوم الحساب، إلى المقابر! |
فيا قومي الهداة، فأين نمضي | فكل سادر في الغي باطر |
فإما أن يعاد العلم تاجا | وإما أن يكون الأمر خاسر |
فإصلاح الخراب بدا بعيدا | فقد عظمت فيا لهفي الصغائر |
فهيا للصلاح نشد عزما | ونبدأ عهدنا بالحق ظافر |
نخلص أنفسا للخير تبني | ونرفع للعلوم سنا المنابرْ |
فإن كان الصلاح فذاك يوم | به تحلو العلوم به نفاخرْ |