الثلاثاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم أيمن اللبدي

دلالُ أنثانا العظيم ُ

1
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
دلالُ عادتْ واستقرَّت منْ حجابِ النَّفيِ
كيفَ للظلِّ تَعودْ؟
دلالُ عادتْ مِنْ خطابِ النَّعيِ مرةْ
دلالُ لا بدَّ تسودْ
يمامةُ السرِّ العتيِّ لا تغادرْ
لا تناوِرْ
وَعندما لابدَّ مِنْ موْتٍ تَنامْ
سُباتُها العذْريُ طالْ
وَسِرُّها العلويُّ صالْ
لكنَّها مثلُ الملاكِ عندما طالَ السُّجودْ........
 
2
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
لا لَنْ يعيدَكِ الغيابُ مُطلقاً وإنْ تَخيَّلَ قدرةَ الركضِ مَعَكْ
ما ينقلونَ غيرَ غَفْلَةِ الطريقِ في ثنايا رحلَتِكْ
دلالُ تشْرقُ الشُّموسُ في خُيوطِ وردةِ البَحْرِ الصبيِّ
منْ شفاهِ خَطْوَتِكْ
وتعتَلينا منْ رياحِ جَبْهَتِكْ
وَتستَريحُ مِنْ كِتابِ الوجدِ فوقَ مبْسَمِكْ
يا ايّها الروحُ الحِصانْ
يا ايّها العهدُ الحَصانْ
دلالُ أُنثانا العظيمُ نَرْتقي في مَوكِبكْ
لا تسألينا أينَ مفتاحُ المرايا في خطابِ قُبْلَتِكْ
فصوتُنا ليسَتْ لنا
وَنحنُ لا نقوى على ميعادِ خَلْوَتِكْ.....
 
3
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
ما زالتِ الأسماءُ تأتي كلَّ شاطيءْ
لا الرملُ ينْسى نَشْقَها
لا الليلُ يَسْلو لَحنَها
لا الصَّدْرُ يخفي آهِ مثلَ الدّهرِ أبقاها لَها
فاستعادتها هناكْ
يا أمّنا اللوزيةَ الوردُ فُصولْ
منْ يرتدي في الموْجِ أغنيةَ الحَصادِ لا يساومْ
منْ صاغَ آذارَ البهيَّ
مَوْعداً للّوزِ والفيروزِ رابضْ
مَنْ علَّمَ الدُّنيا البقاءَ رغمَ أنفِ الموْتِ والحصارِ نابضْ
مَنْ فكّكَ الألغامَ عَنْ قيودِ حبلِ الأبجديةْ
ما زالَ هنا
دلالُ ما زالتْ هنا.....
 
4
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
لمْ تنفتحْ كلُّ الجهاتِ ونَشتهي بابَ الضَّياعْ !
بلْ كلُّ أنيابِ الخداعِ والشِّراكِ قاتَلَتْنا مرَّتيْنْ
وَلَيْسَ هذا منْ سُطورِ العُذرِ
لكنَّ القوافِلَ التي لا تشْتري قد تُباعْ
وما تمَنَّينا الجلوسَ فوقَ ملْحِ جَرْحِنا
ولا البليغُ أن نلاعِنَ الحظوظَ أوْ نوصِّفَ النُّتوءَ / خَيْبةً مرَّتْ بنا
فَلتَعذري سطرَ القِناعْ
وكلُّ حرفٍ لا يزيدُ عنِ اعتذارٍ اقتليهْ
وَترجمي الباقي انتظاراً في صباحاتِ السِّباعْ......
 
5
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
قولي لنا أنَّ انتصاراً واحِداً ما زالَ يَشتاقُ البلوغْ
قولي لنا أنَّ المواريثَ التي لا تنَتْهي تحنو على زندِ البزوغْ
قولي لنا أنا سَنَبقى نشوَتَكْ
وأنَّ عهْدَكِ السَّنيَّ المرتَضى ما زال غضّاً في الحمامْ
فنحنُ لم نيأسْ منَ الفجرِ المراوغْ
قولي لنا أنا على أبوابِ مفْتَتَحِ الوصولْ
بلا قطاراتٍ بليدةْ
ولا المناظيرَ التي منْ ثُقبِ إبرةْ تستعينُ على الكلامْ
فكلُّ صوْتٍ لمْ تذيعيهِ انتحارْ
وليسَ في طوْقِ الذبيحِ منْ سكاكينَ جديدةْ
ونحنُ مُثْقَلينَ ندفعُ الفواتيرَ التي قد أمطَرَتْنا يعْربُ الأولى بها
مِنْ قبلِ أنْ تُبْدي الصّيامْ.....
 
6
دلالُ ما زالتْ هنا
دلالُ ما زالتْ بنا
هناكَ ما زالتْ خيوطُ الأرضِ تكتبُ الوصايا منْ جديدْ
لا تنَتْهي الأشياءُ فجأةْ
لا تختفي مِنْ حولِها
وإنْ تداعى ظِلُّها
بلْ تستعيدُ البدءَ إنْ كانتْ حقيقةْ
هلْ سواكِ منْ طليقةْ
فلا جنودَ ولا حدودْ
ولا بكائياتُ خلفَ النَّصِ مِنْ وحْيِ الصَّديدْ
أنتِ الوريدُ للوريدْ
وأنتِ وحدُكِ المواسمُ التي في القلبِ عيدْ
وأنتِ قرَّرتِ الوصولَ مَوْعداً للعاشقينْ
وأنتِ ما زلتِِ هنا.....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى