الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم سليم أحمد حسن الموسى

دبــــابيس [ 8 ]

[ 43 ]

معنى ما قال الشاعر :

لا تنظر عيبا في الناس ، حولك آلآف الأعين ،
لا تذكر سوءا في الناس ، حولك آلآف الألسن ،
لا يعدو وضعك نقطة ماء ، تسبح في بحر هادر
فلماذا لا تحفظ نفسك ..
للخير وللحب تبادر ،
فيبادلك الناس الحب ..
وإلا وحدك ، ستكون الخاسر .
 
[ 44 ]
خلق الله يديك لتعمل ..
لكن ، قبل البدء تمهل ..
وتذكر دوما ،
إن لم تجد الأيدي في الطاعة عملا
راحت للمعصية لتعمل ..
ولهذا .. أشغلها بالطاعة دوما ..
أو حتما ، بالمعصية ستشغل .
 
[ 45
من قال بأن الدين يكون ، بقصر الثـــوب
وطول اللحيــة ، أو حمل السبحة ، أو لبس العمة
أو قال بأن الدين يكون ، كلاما معسولا
ونفاقا مطلوبا .. أو إرثا محسوبا ،
زيد يــــر ث وزيد لا يـــــرث ، على وسع الذمة .
الدين التقوى الخيـــر .. النصح ، الصدق
الحـــب ، العـــــدل ، الحق ، وطيب الكلمة
الدين العمــــــل الصـالح .. وعــلو الهمــة
فتبيّن موضعك الان ، وتراجع قبل فوات الوقت
وابدأ زحفك نحو القمة ..
 
[ 46 ]
يمكن أن تخدع كل الناس ، وطول الوقت ..
لكن ، لا يمكن أن تخدع كل الناس ، وكل الوقت
فإذن أنت ، لا تخدع إلا نفسك ..
وأعضاء " الجوقة " حولك .
أولا تعرف أن الظلم حـــرام ،
وقطع الرزق حرام ..
وبأن الفتنة أقوى وأشد من الموت ،
وتفعل ذلك باسم الدين ..
 
وتنطق ظلما باسم الدين ..
يا هذا مكشوف أنت .
كنت أرى في وجهك مسحة إيمان ،
فأظن بأنك ذاك الإنسان الطيب ..
وأذكرك الآن ،
أن المؤمن لا يكذب .
كيف تقابل وجه الله غـدا ..
وصرخة ذاك المظلوم تصم الآذان ،
يا رب ، حسبي أنت ،
ووكيلي أنت .
 
[ 47 ]
يا من تحمل سيفك بالعرض ، تمهل ..
فهنالك من هو أقوى منك .
يا من تنفش ريشك كالطاووس ، تأمل ..
كم في الدنيا أفضل منك .
يا من تحسب أنك أقوى ما في الدنيا ..
أولا تعلم أن الأرضة أقوى منك .
يكفيك غرورا ، وخـــداعا للنفس..
يكفيك جحودا ، وضياعا وهروبا ،
وحين تحاول ظلم الناس ..
تذكر ،
قدرة رب الناس عليك ..
 
وتذكر ،
أن الدنيا أدوار متتابعة ..
لو دامت هذي الأدوار لغيرك ..
ما آلت يا مسكين إليك .
 
[ 48 ]
 
قال القاضي : هل تعترف بأنك قمت بسرقة ذاك البستان .
قــال المتهم : نعم ، أعترف بذلك . دخلت البستان ،
بلا خوف ، ونهارا وجهارا .. وبلا لف أو دوران ..
قال القاضي : لو أنا نحكم بالشرع ..
لكنت أقمت عليك الحد ،
تحكم بالحبس ثلاثة أشهر ،
وتدفع ثمن المحصول ..
قال المتهم : ليتك تحكم بالشرع ،
فإن الشرع يقول
لا تحكم بالظاهر ،
وابحث سبب العلة .
فلعل القاتل مظلوم ، أكثر من ذاك المقتول
لم تسألني عن سبب السرقة ..
أو ماذا كانت ، ولماذا ؟
 
وتسرعت بنطق الحكم ..
فهل هذا في شرعك مقبول ؟
يـا شـيخ : في بيتي أطفال من جوع يبكون ..
وأنا أبكي ظلم الناس ..
فليس لديهم عمل لي ..
وليس لأي فقير عمل ..
مهما كان ، وكيف يكون .
يـا شـيخ : أحكم بالشرع ،
وحكم الشرع يقول :
إحمل للأطفال الجوعى ، كيس طحين
اعجنه ، وضعه على نار ، وانفخ فيها ،
حتى تدخل أدخنة النار بجوفك ..
وتخرج من شعر اللحية ..
ويهمي دمع العين ،
وهم من فرح حولك لاهون ..
أطعمهم ، فهم أحبـــــاب الله ..
وأنت أمام الله غدا مسؤول .

.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى