

بَانُورَامَا لِفَلسَفَةِ الضَّوء ...
كَنَغمَةٍ فِي المَدَى المَبْحُوحِ أَعزِفُها
غَيبِيّةٍ مِنْ فَمِ الأَجرَاسِ أَحرُفُها
مَوَاكِبُ النُّورِ
صَوْبَ العَرشِ حِينَ دَنَتْ
مُخَضَّلٌ مِنْ دَمِ الأَبرَارِ مُصحَفُها
مَالَتْ إِلَى المُنتَهَى الفِضّيّ وَارْتَشَفَتْ
مِنْ سُكَّرِ اللَّهِ ... يُفنِيهَا تَلَهُّفُها
إِلَى المَعَانِي ..
إِلَى عُشْبِ الخُلُودِ ..
إلَى نَهْرِ الفُيُوضَاتِ
بِالأَسرَارِ يُنصِفُهَا
مَعَ النَّبِيّينَ حَيثُ الحُبُّ مِئذَنةٌ
يُشِعُّ بِالتّبْرِ وَالأَندَاءِ زُخرُفُها
طَابَتْ لَهُمْ غُرَفٌ تُفضِي إِلَى غُرَفٍ
تَشَكَّلَت مِنْ قِبَابِ الضَّوءِ أَسقُفُهَا
يَحكِي الصُّوَاعُ بِأَنَّ الشَّمسَ نَاكِسَةٌ
مُذْ غُربَةِ الجُبّ، وَالخُذلَانُ يَكسِفُها
أَنَّ البَرَاكِينَ تَغلِي
وَهْيَ كَاظِمةٌ
إنْ هَبَّتِ اليَومَ مَنْ ذَا سَوفَ يُوقِفُها ؟!
أَنَّ العَوَالِمَ مُذْ جَارَتْ خَرَائِطُهَا
تُرْسِي القَواعِدَ وَالطُّوفَانُ يَجرِفُها
أَنَّ الزُّلَيْخَاتِ؛ مَلَّتْ هَجرَ يُوسُفِهَا
حَتَّى أَجَابَ نِدَاءَ الأَرضِ يُوسُفُها
طِفلٌ تَدَثَّرَ بَردَ النَّازِحينَ سُرًى
لَكِنَّهُ فِي العَرَاءِ المَحضِ مِعطَفُها
تَهفُو بِهِ ..
صَوبَ آثَارِ الدّيَارِ خُطًى
لأنَّهُ كَاليَمَامِ الحُرّ يَألَفُها
فِي كُلّ شِبْرٍ تَوَارَتْ أُمُّهُ
فَلَكًا،
مَجَرَّةً،
فِي انْبِعَاثِ الطَّيفِ يَذرِفُها
تَحتَ الرُّكَامِ (هِرُوشِيمَا) تُسَائِلُهُ:
عَنْ مَوعِدِ الصُّبْحِ
وَالفوسفورُ يَقصِفُها
يَا غَزَّةَ الجُرحِ!
(رُوحُ الرُّوحِ) نَازِفَةٌ
يَا حُرقَةَ الجَدّ فِي الأَكفَانِ يُلْحِفُها
يارَبُّ هَلْ نِقمَةُ التُّفّاحِ تَتبَعُهَا
أَمْ أنَّهُ القَدَرُ الكَونِيُّ مُدنِفُها ؟!
أُركُضْ بِرِجلِكَ ..
فَالقَسّامُ مُعجِزةٌ
تَنسَلُّ مِنْ ظُلَمِ الأَنفَاقِ تُسعِفُها
كَشَاهِدٍ، وَارْتَدَى التَّارِيخُ جُبَّتَهُ
يُرَسّخُ الدَّهشَةَ الكُبْرَى يُكَثّفُها
أَبُو عُبَيدَةَ صُوتُ النَّصرِ حِينَ عَلَا
يُفَخّخُ اللُّغَةَ الحَمرَاءَ يَنزِفُها
يَقُولُ لِلْكَونِ: إِنَّ الحَربَ فَلْسَفَةٌ
فِي نُقطَةِ الصّفْرِ (سنوَارٌ) يُفَلْسِفُها
وَكَانَ أَصلَبَ عُودٍ مَدَّ قَامَتَهُ
كَالسّندِيَانِ يَصُدُّ الرّيحَ يَصرِفُها
وَكَانَ (سِيزِيف) هَمُّ الأَرضِ يُتعِبُهُ
وَفِي البُطُولَاتِ (جِيفَارَا) يُؤلّفُها
لَابُدَّ أَنْ تُسرِجَ الأَوطَانُ حِكمتَهَا
أنْ يَنجَلِي فِي دَمِ الثُّوّارِ مَوقِفُها
لابُدَّ لِلْوَقتِ
مِنْ نُوفَمبَرٍ لِيَعِي الإنسَانُ
كَيْفَ عُيُونُ الشَّمسِ يَلقَفُها!
لَابُدَّ لِلْقَلْبِ
مِنْ قِدّيسَةٍ تَتَجَلَّى ..
كُلَّمَا دَخَلَ المِحرَابَ أُسقُفُها
كَوَمضَةِ البَرقِ
فِي المِعرَاجِ تَخطِفُهُ،
مِنْ شُرفَةِ الضَّوءِ لِلآبَادِ يَخطِفُها!