

العجوز المسكينة
صورة باكية
هناك فى الظلامفى حجرة صغيرةجلست على حصيرةعجوز ضريرةعصاها فى يديهامن عطفها عليهاصارت كما الأسيرةعيونها عليلةيكاد آخر البصرلا يعبر الحصيرةوأمامها شالية قديمةعليها أعواد من الحطبوالجو حر لا رطبلا يستحق الشاليةوالشعلة المتواليةلكنها كبيرةمسكينة ضريرةفى حجرة صغيرة
دعوة للتفكر
يا صاحبى تفكرفى هذه العجوزأنظر معى تدبرفى عشها الركيزنداؤها طفيفوظلها خفيفورغم أنها عجوزفإنها شخص لطيفكنسمة الخريفإذا تحركتقامت وأمسكتبأختها العصاةرحماك يا إلهفإنها بطيئةلكنها جريئةتفرض على الدنيا خطاهاتفرش عليها من قواهاتقول هل أنا كبيرة؟أجل ولكنى مكيرة
فخر بالماضى
سألتها بالله يا أميرةاحك لنا أمجادك المثيرةفأومأت وقالت فى حنكة خطيرةمن منكمو عاش الحياة مثلى؟؟من منكمو خاض التجارب العسيرةفأنا شربت من المر بحارأومن الأسى تكرارأأنا التى أنجبت جيلأ بعد جيللا تنظروا إلىّ هكذا بسخريةفهذه الحياة مهما زينوها فانيةفأنا وأمثالىجذور راسيات باقيةنحن الأصول وأنتم الفروع الزاهيةلولانا ما كنتمفإنى أمكمهيا اشكرونىواعرفوا لى قدرىوأكرمونى فى نهاية عمرىوحينذاك بعد أن تكلمترفعت جبينها للسماءتنهدتوأخرجت من قلبها ظلم السنينورأيت فوق وجهها طيفأ حزين
تباهى بالجمال القديم
فسالتها ماذا عن الجمالوالصبا والحب فى الهجيرقالت بصوت المستجيرأنا لى على الدنيا سطورهناك فوق ذمة الدهورلى فى الليالى ملحماتوفى الأصول فلسفاتواليوم أصبحت رفاةقد كنت سيدة البناتجميلة متفرعةفتّانة مترعرعةقد كان جسمى مثل جسم أربعةواليوماليوم بيتى صومعةقد صرت مثل الضفدعة!اين الشقاء لأصفعهإنى ظننت بأننىسأعيش عمرى يانعةوتنهدتوأخرجت من قلبها ظلم السنينورأيت فوق وجهها طيفأ حزين
دموع شفقة
فنهضت مشفقأ عليهاوقمت قبّلت يديهاوقلت والدمعات تغسل العيونأنت الوفاء وأنت أمنا الحنونأنت التى قد أغدقت عطاءهاوأشبعت أطفالهالكنا نحن الظالمونأهملنا فيكِ عزناونسينا أنك أمّنافجلست فى هذا الظلاممسجونة خلف اللثامتتوكئين على عصاةوالله إننا جناةوأنت أنت الطاهرةوأنت أم عاطرةوخرجت من مكانهاوالدمع بين عيونهاوتركتها وحيدةمسكينة شريدةتجلس على حصيرةفى حجرة صغيرةكأنها تنتظر القضاء بالنهايةلتفتح البدايةفى قصة جديدة مريرة