

السنوار
حتى إذا استشهد الـسنوارُ لا أسفا
على القيادات حتى’ ندرك الهدفا
الإحتلالُ لهُ يومٌ نُعِدُّ لهُ
(يومٌ من الدهر) لن يلقى’ لهُ طرفا
الغاصبون لهذي الأرض ليس لهم
فيها بقاءٌ و هذا الوعد قد أزفا
يستشهدون قياداتٍ على أملٍ
أنّ الدماء تصون العرض و الشرفا
يستشهدون تباعاً ليس يعرفهم
خوفٌ و لا يعرفون اليأسَ و القَرفا
هم عاهدوا الله أن لا يهربوا و مضوا
يستفتحون إلى جنَّاتهم غُرَفا
يستبشرون بفضل الله مذ عرفوا
أن المصير نعيمٌ قُطِّعوا كِسَفا
هم لا يبالون، في أصلابهم أمَمٌ
من الشجاعة، منها أقبلوا نُطَفا
ترعرعوا بين أحضان الحروب ضحىً
شبوا و شابوا بها دأباً و ملتحفا
باتوا مع البرد في الأنقاض ذات دجىً
و شيَّدوا من حطام الأمنيات دفا
هم الرجال، رجال الله لا وجَعٌ
يئنُّ فيهم، فمن ولَّى’ و من خَلَفا
يسَّابقون لنيل الفوز أفئدةً
إني اتَّخذتُ بهم للعزم مغترفا
فلا المنايا يرُدُّ الجُبْنُ سطوتَها
و لا الهلاك لهُ وعدٌ لغير وفا
و كل من غاب يوماً ، يومُهُ أزِفَتْ
ساعاتُهُ، لا تُصِخْ أذناً لمن رجَفا
المُلْكُ لله، أوحى’ اللهُ معجزةَ الـ
ـقرآن كي ينسخ التوراة و الصُّحُفا
كلُّ الشرائع تقضي بالذي حكَمَتْ
به السماءُ، ليبقى’ الحقُّ مزدلَفا
القدسُ لله، لا كُفرٌ يحيط بهِ
و نحن لله، لا نصغي لمن هتفا
مقاوماتٌ على طول الردى’ و رؤىً
تدُكُّ من دكَّنا دكَّاً و من قصفا
و كلما تَعِبَتْ بالأرضِ جُثَّتُها
لاحتْ رؤوسٌ كبارٌ تحرُسُ الكَتِفا
يعودُ في كل جيلٍ صفوةٌ درسوا
طبْعَ الحياةِ ، فكانوا الياءَ و الألِفا
أسماؤهم علَّمَ الرحمنُ قصَّتَها
لآدمٍ، بعد هذا آدمٌ عَرَفا
تسنوَرَتْ كُلُّ رُوحٍ بعد قادتنا
هنيَّةٌ، حسَنٌ ، ياسينُ و الشُّرَفا
من نحنُ لو لم نصُنْ أعراض أمَّتِنا
لو لم نبادر إلى استشهادنا شَغَفا
ماذا يظُنُّ عدُوُّ الله؟ نتركُهُ!
و هل رأيتَ كريماً في الدماء عفا
عفواً، لقد كشَفَ المحتلُّ سوأتَهُ
و ظل للقتل و العدوان مقترفا
و قد أظنُّ زمانَ النصرِ مقترباً
ميعادُهُ بعد ما قد صار و انكشفا
فلا نجونا إذا المحتلُّ- قيل - نجا
و لا عفا الله عن ماضٍ و ما سَلَفا