

وَيحِى عُبَيلَة
وَيحِى (عُبَيلةَ)، ذَنبِى لَيسَ يُغتَفَرُ
أنَّى ذَهَبتُ دُرُوبُ العِشقِ تُحتَضَرُ
حَتَّى ذُهِلتُ بِلَحنِ المَوتِ عَن وَجَعِى
ذَاكَ الَّذِى قُبِرَت فى لَحدِهِ الصِّوَرُ
نَمضِى إلى سُفُنِ الأيَامِ نَخرِقُهَا
ونَستَجِيرُ وقَاع القَاعِ يُعتَصَرُ
بَيدَاؤنَا انكَفَأَت عَن طِيبِ مُجمَرِهَا
حَتَّى يَشِيب عَلى كُثبَانِهَا القَمَرُ
والشَّمسُ جَفوَتُهَا فى رَملِ مَلمَسِهَا
وتَستَطِيلُ عَلى أَقزَاحِهَا الإبَرُ
تَقسُو عَلى جَسَدِ الأنسَامِ مَشيَتُهَا
والَجمرُ فِى لَفَحَاتِ القَيظِ يَنصَهِرُ
دَارِى (عُبَيلَةَ) والسَُمَار فى وَقَدٍ
والنَّارُ فى الرَّحِمِ المَصلُوبِ تَستَعِرُ
لن يَلتَقِى الفُرَقَاءُ اليَومَ عَن وَصَبٍ
شَعبَانِ فِى جَسَدٍ قَد قَدَّهُ القَدَرُ
مَا خَضَّبَ الفَرسُ المَذبُوحُ مَفرِقَهُ
ولا الفَوَارِس فِيمَن خَضَّبَ الأثَرُ
سَيفَانِ فى كَبِدِ الأوطَانِ قَد غُمِدَا
والنَّصرُ عن عَبَثِ الأقدَارِ يَندَحِرُ
والمَاسُ فِى عُنُقِ الأَشرَارِ يَلتَمِعُ
وطِفلُ قَريَتِنَا فِى الجُبِّ يَنتَظِرُ
والأرضُ تَنتَشِقُ الأموَاهَ فى شَبقٍ
وتَنتَشِى بِقُلُوبٍ عَضَّهَا الخَطَرُ
والآخَرُونَ صَقِيعُ الدَهرِ جَمَّدَهُم
أَرضُ الشَّتَاتِ عَلى الأَكفَانِ تَنتَصِرُ
جَبَّانَتَانِ كَنَهرِ المِلحِ تُغرِقُنَا
جَبَانَةٌ ذُبِحَت فى غَورِهَا البَشَرُ
جَبَّانَةٌ صُلِبَت فِى عِبِّهَا الفِكَرُ
والأخرَيَاتُ عَن الأرحَامِ تَنبَتِرُ
أطفَالُنَا سُلِبَت أوصَالُهُم عَوَزًا
واستُؤصِلُوا بِمَزَادٍ مَا لَهُ خَبَرُ
فِى ظِلِّ خَيمَتِنَا رِيقَت لَهُم خُطبٌ
حَتَّى تَحَجَّرَت الأَوتَادُ والوَبَرُ
تَأبَى الطُّفُولَةُ إلَّا أن تُغَادُرنَا
والطِّفل يَخطِفُهُ السُّحَّارُ والتَّتَرُ
تَآمَرَت سُحُبُ الغِربَان فِى وَطَنُى
إذ لَيسَ مِن دَمِنَا إلَّا ويَأتَمِرُ
بَعضٌ لِمَشرِقِهِ والبَعضُ يَغتَرِبُ
والبَعضُ عَادَ لَعَصرٍ مَا لَهُ وَتَرُ
يُرَاوِدُونَ زُهُورَ الحُلمِ عَن غَدِهِم
ويَترُكُونَ عُيُونَ الوَعدِ تَنتَحِرُ
فَالفَنُّ وَصمَةُ عَارٍ لا نُقَارِفُهَا
حَتَّى تَعُود بِنَا الآفَاقُ تَعتَذِرُ
نَحنُ الَّذِينَ أقَمنَا المَجدَ فى زَمنٍ
كَانَ الأَعَاجِمُ فى الغَابَاتِ تَشتَجِرُ
وبَعضُ يَعرُب بِالخَيبَاتِ يَرتَحِلُ
أو طُغمَة العَبَثِ المَوصُومِ ما عَبَرُوا