
نصب الحرية .. نصب العبودية
بقلم: بن يونس ماجن
جلست يوماأتفيأ بظل نصب الحريةوأقرأ في كتاب "العبودية"عن كيفية صياغة أحلامي المتأجلةمنذ أعواموأنا أصر على المشيعلى حافة المنفىأتوكأ على عصا مرخيةكلما جرفتني رياح الغربةأحمل خطواتي فوق بساط التيهفر العمروتركني أغازل فقاعاتعلى وجه ساعة متوقفةداخل جيب سترتيها أنا الآن أهاجرمع أوراق الخريفوتحت ابطي مفاتيح المدينة العتيقةوباقة من زهور ذابلةمالذي سأفعلبمخالب قطة وديعةتجلس معيفي قاع المنفىوما معنى أن تحرضنيسيدة مسنةعلى مداعبة الأرانب السوداءوعندما تراختالظلمة البهيمةعلى مناكب الأرضوتدلى الصدىمن أجراس خرساءكانت أحداقيتتشظىوتعتلي فراغ الأمسياتلعل في نباح الكلابما يشفي الخيول الجامحةفي قافلة تخلت عن ركبهاهكذا تبقى الحياةمجرد كلبة ذات جراءمتعددة الأعراقوأنا لم أزل أحفر في تضاريس عائمةعلى أعتاب العمرأمرغ سحناتي الشاحبةفي تجاعيد الزمنوأعاقر ما تبقى من نخب الشيخوخةكنت أظن أن الحريةنعمة من نوع آخرفوجدتها سوى ورقة يانصيب خاسرةتحتضر في سلة المهملاتكأني شبح ثملفي حانة مهجورةروادها كالزنابيريتدربون على التحليقخارج السربويرقصون على نقراتالطبول الأفريقيأشجار الخروبتطل من شرفاتمغروسة في الخواءوالظهيرةمكتظة بناسيتنكرون بمنامات بهلوانيةأنا الآن في سنأصبحت فيه كعصفورمنبوذيتسكع خارج القفص..
بقلم: بن يونس ماجن