الأحد ١ آذار (مارس) ٢٠٠٩

مُعْجم الاغْتِرابْ

بقلم: يمنى سالم
(1)
نَادِ أَيُّهَا المُسَافِرُ بِدَمِي
واتْلُ صَلاتَكَ قَائِماً أَو مُرْتَحِلاً
لَعَلَّ الوَطَنَ يَوْماً
يَغْفِرُ ذَنْبَ (اغْتِرَابِي)
 
(2)
سَرَقَنِي لَيْلٌ "غَرْبِيْبٌ"(1) مِنْكَ يَا وَطَن
وَحَادَ بِيَ الطَرِيْق
(تَغَرَّبْتُ) وَ أَحْسَبُنِي
عَلَى جَادَّةِ الجُنُوْبِ سَائِراً
ضِعْتُ
فَلا بَانَتْ لِي (صَنْعَاءُ) وَلا (عَدَن)
 
(3)
(أَغْرَبْتُ)(2) رُوْحِي بِاشْتِيَاقِي
وَحَنِيْنِي نَاراً لَمْ تَزَلْ
يَا أَرْضَ بِلْقِيْسَ لُطْفَاً
عَيْنَايَ سَكْبٌ
فَهَلاَّ كَفْكَفْتِ بِوَصْلِكِ (غُرُوْبِي)3 ....؟
 
(4)
نَفَانِي الجُوْعُ يَا وَطَنِي
وَهَلْ غَيْرُ الجُوْعِ (يُغْربُنِي)؟
 
(5)
تَلاطَمَتْنِي (غَوَارِبُ)4 الدُّنْيَا
وَابْتَلَعَنِي مَارِدُ "اغْتِرَابِي"
فَكَانَ ذَنْبِي
أَنِّي بَحْثْتُ عَنِ اليُسْرِ
فِي غَيْرِ أَوْطَانِي
 
(6)
(غَرَّبَنِي) عِشْقِي عَنْكَ
فَمَا وَجَدْتُ غَيْرَكَ
حَبِيْباً يَسْكُنُ أَوْصَالِي
وَمَا كَانَ (تَغْرِيْبِي) إلاَّ شَقَاءً
 
(7)
أَتْوْقُ لِصَوْتِ (الغِرْبَانِ) فِي عَدَن
لِرَائِحَةِ صَنْعَاءَ حِيْنَ تَدْهَشُنِي
آهٍ كَمْ أَتُوْقُ لِنَزْعَةِ العِشْقِ فِي وَطَنِي
 
(8)
يُّهَا (الغُرَبَاءُ) عَنْ وَطَنِي
الحَامِلُوْنَ شَوْقَهُم وَاحْتِرَاقَهُم
دَثِّرُوْنِي بِالثُوْبِ اليَمَانِي
وَألقُوا عَلَى وَجْهِي حَفْنَةً مِنَ البُنِّ
لَعَلَ قَلْبِي يَرْتَّدُ بَصِيْراً
 
(9)
(اسْتَغْرَبْتُ)5 فِي حُزْنِي
حَتَّى مَلَّنِي الحُزْنُ
لَسْتُ بِحَبِيْبٍ جَرَّحَتْهُ سُنَنُ الدَمْعِ
وَأَضْنَاهُ الهَجْرُ
لَكِنِّي عَاشْقٌ يَا وَطْنِي
نَازِحُ الدَّارِ (غَرِيْبٌ) ذَو شَجَن*
 
(10)
تَرَكْتُ السَّقْمَ عَلَى (غَارِبِهِ)
يَغْزُو مَا شَاءَ مِنْ جَسَدِي
إلاَّ فُؤَادِي مَا قَدَرَ عَلَيْهِ
فَفِيْهِ إيْمَانٌ وَحُبٌ للهِ وَلِوَطَنِي
 
(11)
أَسْتَغْفِرُ اللهَ يَا وَطَنِي
مَا كَانَتِ (الغُرْبَةُ) اخْتِيَارِي
وَلَكِنَّهُ دَاءٌ ابْتُِلِيْتُ بِهِ
فَابْعَثْ لِي بِشِرْبَةٍ مِنْ مَائِكَ
وَحَفْنَةٍ مِنْ تُرَابِكَ
لَعَلِّي أَطْرُدُ السَقْمَ
وَآتِيْكَ عَلَى عَجَل

* ** **

غَربيبٌ1 = شديد السواد
 
أَغْرَبتُ2 = ملأتُ
 
غُرُوبِي3= دموعي
 
غَوارِبُ4= هو الموج العالي في البحر
 
استغربتُ5=اشتد حزنه وكثر

المصدر: معجم الصحاح، للإمام إسماعيل بن حماد الجوهري.

* عجز البيت للشاعر العرجي:

يعتريه من محب شوقه
نازح الدار غريب ذا شجن
بقلم: يمنى سالم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى