السبت ٢١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
إلى أصدقاء كثيرين ومنهم الشعراء

من سيحفظ القصيدة؟

بقلم: طلال حمّاد
لديّ يا صديقي
لديّ ما أقوله
لأمنع انتحار القصيدة
من فوق أعلى سطوح في المدينة
لديّ لكنْ...
لا تسألنْ..
ما الذي يدفع القصيدة أنْ..
تخرج عن طوعها..
كأنّها رجل.. ضاقت به الدّنيا
فجــــنّْ..
بينما الشاعر..( هل قلت يحتسي نخب منْ..؟)
لديّ يا صديقي
لديّ ما أقوله
وأعرف أنّ الصّمتْ..
(من قال أنّه..) موتْ؟
غير أنّ الكلام..
(هل تُراه حقّاً.. يختنقْ؟
أم أنّني لم أقل بعد..
أنّ في فمي..
وماذا في فمي.. غير ماء؟
سأنزع الفتيل.. يوماً
(تُرى هل سأبصق الماء.. من فمي؟
حتماً.. سأبصق الماء.. حتماً
لأمنع انتحار القصيدة
لكي تبقى الحقيقة..
حرّة.. طليقة..
لكنّني أخشى..
وما الذي أخشاه.. لو أنّني قلتُ
(ولم أقله بعدُ.. إنْ شئْتُ)
ـ" بلغ السيل الزُّبى"..؟
والزُّبى.. يا صديقي
في اللسان الرّبى
من قالَ.. أم أنّني قُلْتُ
وما ذكرْتُ..
وردّد الراوية:
إنّها الهاوية؟
 
لديّ ـ يا صديقي ـ
لديّ ما أقوله
وما قلتُ.. لكنّهم (...)
ـ من قال إنّهم...؟
منذ أيّام.. ـ هل رأيتهم؟ ـ
وربّما أعوام.. ـ هل عرفتهم؟ ـ
أمام داري
وخلف ظهر جاري
وفي أحمر الشفاه
في ابتسامة مخادعة
لبائعة
تنحني كظلٍّ
ـ لا أعرف ظلّ منْ ـ
على جداري
فهل أقولُ..
وما الذي أقوله..
وفي فمي.. تخثّرَ ماءٌ..
لم أقل.. إنّه دمي
ـ وما الذي ظلَّ
ولمْ يخْتلَّ؟ ـ
وما زال في ظنّي
أنّي..
سأمنع انتحار القصيدة
من فوق أعلى سطوح في المدينة
قبل أنْ...
يحتسي الشاعر..
نخبَ ـ لا أعرف الآن منْ ـ
لكنّه لن يحتسي ـ يوماً ـ
نخب انتصار... ما لم أقله
( وما قلت بعدُ...
إنّه الخوفُ...؟)
فهل سأمنع انتحاري.. وأحفظ القصيدة؟
لأنّها ـ إنْ شئْتَ..
آهِ لو تدري ـ الحقيقة!
( وهي يا صديقي القضيّة
كلّ القضيّة...
والبقيّة...؟
ستأتي بأنخابها... حتماً
فاشرب الآنَ..
ـ كأنّك لا تعرف ـ
نخبَ منِ هذا
واشْرب غداً...
ـ ولا تقل: لماذا؟ ـ
لكنْ... في رويّة!..
ولا تسلْ مَنْ مِنْ بعدي
سيمنع انتحار القصيدة
من أعلى سطوح في مدينة
كانت لنا
والآن ضاعت
مثل تحفة ثمينة!
بقلم: طلال حمّاد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى