
إلى أصدقاء كثيرين ومنهم الشعراء
من سيحفظ القصيدة؟
بقلم: طلال حمّاد
لديّ يا صديقيلديّ ما أقولهلأمنع انتحار القصيدةمن فوق أعلى سطوح في المدينةلديّ لكنْ...لا تسألنْ..ما الذي يدفع القصيدة أنْ..تخرج عن طوعها..كأنّها رجل.. ضاقت به الدّنيافجــــنّْ..بينما الشاعر..( هل قلت يحتسي نخب منْ..؟)لديّ يا صديقيلديّ ما أقولهوأعرف أنّ الصّمتْ..(من قال أنّه..) موتْ؟غير أنّ الكلام..(هل تُراه حقّاً.. يختنقْ؟أم أنّني لم أقل بعد..أنّ في فمي..وماذا في فمي.. غير ماء؟سأنزع الفتيل.. يوماً(تُرى هل سأبصق الماء.. من فمي؟حتماً.. سأبصق الماء.. حتماًلأمنع انتحار القصيدةلكي تبقى الحقيقة..حرّة.. طليقة..لكنّني أخشى..وما الذي أخشاه.. لو أنّني قلتُ(ولم أقله بعدُ.. إنْ شئْتُ)ـ" بلغ السيل الزُّبى"..؟والزُّبى.. يا صديقيفي اللسان الرّبىمن قالَ.. أم أنّني قُلْتُوما ذكرْتُ..وردّد الراوية:إنّها الهاوية؟لديّ ـ يا صديقي ـلديّ ما أقولهوما قلتُ.. لكنّهم (...)ـ من قال إنّهم...؟منذ أيّام.. ـ هل رأيتهم؟ ـوربّما أعوام.. ـ هل عرفتهم؟ ـأمام داريوخلف ظهر جاريوفي أحمر الشفاهفي ابتسامة مخادعةلبائعةتنحني كظلٍّـ لا أعرف ظلّ منْ ـعلى جداريفهل أقولُ..وما الذي أقوله..وفي فمي.. تخثّرَ ماءٌ..لم أقل.. إنّه دميـ وما الذي ظلَّولمْ يخْتلَّ؟ ـوما زال في ظنّيأنّي..سأمنع انتحار القصيدةمن فوق أعلى سطوح في المدينةقبل أنْ...يحتسي الشاعر..نخبَ ـ لا أعرف الآن منْ ـلكنّه لن يحتسي ـ يوماً ـنخب انتصار... ما لم أقله( وما قلت بعدُ...إنّه الخوفُ...؟)فهل سأمنع انتحاري.. وأحفظ القصيدة؟لأنّها ـ إنْ شئْتَ..آهِ لو تدري ـ الحقيقة!( وهي يا صديقي القضيّةكلّ القضيّة...والبقيّة...؟ستأتي بأنخابها... حتماًفاشرب الآنَ..ـ كأنّك لا تعرف ـنخبَ منِ هذاواشْرب غداً...ـ ولا تقل: لماذا؟ ـلكنْ... في رويّة!..ولا تسلْ مَنْ مِنْ بعديسيمنع انتحار القصيدةمن أعلى سطوح في مدينةكانت لناوالآن ضاعتمثل تحفة ثمينة!
بقلم: طلال حمّاد