الأربعاء ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٠

منفى الذاكرة

ألند إسماعيل
سأنتظركِ حتى تزول النجوم
من مواقعها في ليلة مرهقة
تلك التي لن ترافق أفكاري في الجحيم
ولن تصاحب خفافيش حديقتي المخيفة
سأصنع من بقايا خيوط شعركِ
المتناثرة هنا و هناك
بين أحجار الأطلال
و أشواك البيادر
و بعضها النادر بين ثرى أظفاري
كفناً لروح ٍ مضطهدة
لا ترغب بالعيش في دنيا هواكِ
ولا بجوار قارورة عطركِ الفاسدة
التي أفسدت جسمك العفيف
و أخفت رونق ابتسامتكِ الوديعة
انتظرتكِ حتى بلغ الصبر ذروته
و حتى فقدت العين بصرها
كي تدخلي إلى منفى ذاكرتي
فكل شيء يمتلكه ذاتي
قد أصبح جامداً
أشعر ببرد يجتاح ضلوعي
فلم أضمك إلى صدري
وأنتِ تحتفلين بعيد ميلادكِ
وفي عينيك بريق الأسى
فامسحي حبات دمعكِ
العالقة على عتبة باب قصري
المحطم من جراء ثقلها
و إن سألك أهل الهوى يوماً عني
لا تترددي في قول الحقيقة
بكل شموخ و بأعصاب باردة
كان حلماً قديماً لم يكتمل
يا للأسى رحل منهزماً
كتلك الثواني الهاربة
من أصفاد عقارب الزمن
فاصمتي و اخجلي من وزرك الفظيع
زرعتُ لكِ الوفاء و الإخلاص في كل بقاع الأرض
فكان نتاجها الحرمان
و جرحٌ عميقٌ للوجدان
لم تأتي من غربتكِ بعد
و لا جرحكِ يرحل
عن مدينتي (قامشلي)
الغارقة في بحور الفراق
ألند إسماعيل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى