الاثنين ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨

محطَّة ضوضاء

بقلم: هلال زيد
قادمٌ عبر الخطوط البيض للأحلام
بين يدي عصافير المكان
وفي جنونك تنتشي الأغصان حائرةٌ....
متى ألقى سرابيل الهواء..؟!
وكيف أدخل في خصال الوقت..؟!
أنت مدينة في الجرح
هسهة النشيد الصلب
لا عيناك تقفز في يدي ....
كالحلم أبصر عبر منظار السنين
هي السماء مجرَّة للإنتظار
وقد صَنَعْت حبالها عبر اشتباك أناملي
وَرَقَصْت بينك .. بين ظَفْرك والشرود
أتيت خلف الباب تسكن مهجتي
وعلى تقاسيم الظلام وسادتي
كم أستقيل...؟!
وكيف يرشدني السبيل..؟!
وكيف آتيك وفي وجهي شهاب الشّيب يصعد
يلتقي بمذنَّب الضوء الطويل
ولا يسانده إذا طلب السبيل
كأنما شيء تهدَّم بيننا
وبقلبي آتيك
وظلِّي أُجرتي
أقتاد في نفسي ببحر سفينتي
وعلى فؤادي تشرب الأشجان
أنسى شكل بعض القادمين
ولا أُلَوِّح بين أفقٍ صرته بعد الرَّقاد
أنا نظام العائدين إلى السكينة
حلم ثانية .. وعمر طريقة
وعلى الطريق تناقل التذكار
كي تستأنس الضوضاء بين دفاتري
وأطيل في حدسي
كأن الشوق تذكرة وصرح غافل
وكأنما شوقي وشوقك خاتمان تبادلان الإنتظار
فلا زواياكِ ولا ألق الزمان
سيُسْقِطَان عن الحقيقة نفسها
وكأن أشياء الرحيل تباينت
وَنَسَتْ بأنِّي حاملٌ نفسي على نفسي
تراودني يد النسيان
أَلْقَانِي مِدَاد وصيِّة تبكي كخدّ مسافرٍ نَهَرَتْه فوضى العابرين
فلا أكون .. ولا أجد رِفّ الطريق يضمَّني
ويشدّ وِزْر عزائمي
وعلى الطريق متاحف للقادمين
مظلَّة مثقوبة تركتها آخر شهقة مرَّت
وباتت تستخّف بهيكل الرؤيا
وتَشْحذ بعض هذا الركب
لا شأن السبيل يقودنا، ويرد هذا الدَّيْن
مَلْهَاة تعاستنا ونحن مثل آدم نصنع الأخطاء
نسرق مجدنا ونسوق نجوانا
بِذَوْدِ الخاسرين وسرَّهم حين التقتهم هذه الدنيا
بكاهلها العَجُوْل
متى أتى الباقون..؟!
حين نَعَتْ حمائم دارنا زمن السلام
وكدَّست أقلامنا ورقات شارعنا الحزين
أنا ابتكرت الياسمين
وضعت عند سريرة الأحلام جذوتها
رميت سهامها وترجَّل الماضون بعض حطامها
أنا حدُّها ليلا
وبحَّة صوتها عند انعطاف الشيء من قدمي إليها
لا قطار شدّ أقدامي ولا هزَّت جبال الكون أشجاني
صرخت بأول الأيام
رُدِّيني إليك
فَلَسْتٌ مني بعدما ضمَّتني أمِّي
بقلم: هلال زيد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى