بعضُ العراقِ على كلِّ العراقِ أنا |
الماء ُوالطينُ روحٌ ترتدي بَدَنا |
غزلتُ من وَهَجِ الأزهار أخيلتي |
مؤثثاً بالجمالِ البِكرِ لي وطنا |
زخرفتُ خارطةً خضراءَ طافَ بها |
خطّان للخصبِ زرقاوانِ فيضُ سنا |
حسبتـُني حينَ أرجو فيهِ أمنية ً |
يجيئـُني راكضاً كلتا يديهِ مُنى |
لكنني كلَّ ما بعثرتُ من زمني |
لأجلهِ حالماً لمْ يجمعِ الزمنا |
أعطيتـُه جسدي المكتظَّ أسلحة ً |
أعطى لي الألمَ المكتظَّ والوَهَنا |
ألبستـُه بُردة َ الأشعارِ تنسجُها |
روحي فينسجُ لي من ملحِهِ كــَفنا |
يُحبـُّنا لا نماري فيهِ نحنُ لهُ |
نُحبُّهُ منذُ كافِ اللهِ فهوَ لنا |
لكنني الآنَ ملتاعٌ يُعذبني |
أني أراهُ أضاعَ العينَ والأذُنا |
معاتباً جئتـُه موبوءةً جُمَلي |
وأنْ بدا واهنُ الأبياتِ متـّزنا |
لهُ القصائدُ منذُ الحرفِ أنطقهُ |
بساحة الشعر ِلا أرجو لها ثمَنا فإن عداني |
إلى غيري أُصبِّرني |
أقول إيّايَ عندَ الاحتشادِ ِعنى |
يا أيها الوجعُ الممتدُ من رئتي |
إلى شفاهي فأسراري انتهتْ عَلـَنا |
الم يشاهدْ على حدّيهِ محرقتي |
بذاتِ محرقة شرقاً وذاتِ فـَنا |
إلى هناكَ بعيداً يستجيرُ بمَنْ |
أنا أجرتُ ومنذُ الصوتِ كنتُ هنا |
ورغم َ ما بي أراني لا أفارقهُ |
كالنخلِ متخذاً من طينهِ سكنا |
فمنذُ أحرفيَ الأولى اقترنتُ به |
عجبتُ يسعى إلى غيري ليقترنا |
هوَ العراقُ وبعضٌ من فرادتهِ |
بأن َّ أقدسَ مقتولٍ بهِ دُفِنا |
وأنّهُ منذُ فجرِ الموتِِ طيفَ بهِ |
رأسٌ لأشرفِ محمولٍ برأس قنا |
عُدْ نحوكَ الآن وانظرْ كي ترى مُدُناً |
جدباءَ قاحلة ً لا تشبهُ المُدُنا |
وكيْ ترى دميَ المسفوحَ ضاعَ سُدىً |
وما جنيتُ أنا أو ما سواي جنى |
أباً حسبتكَ حتى الآن أنتَ أبي |
مهما ابتعدتَ إلى غيري أقولُ دَنا |