
كفاكم يا عرب
صالح فاضل الخصيبي
صراع بين جلاد عنيــد | وبين ضحية باتت تقاومْ | |||
هو الطوفان والطوفان أحنى | على بيت بقدسي الدعائم | |||
فما للطفل في الأنقاض قبـر | ولا في الـدار أم للتوائم | |||
ألا تجري العروبة في دمـاكم | وغزة تستباح بها المحارم؟ | |||
بغزة تذبح الأطفال ذبحاً | ويمسح دمع ثكلى في الايائم | |||
ولا من يفتدي الأكباد ذبحـا | وما فيـكم مغيث للحمـائم | |||
فمن ذا لا يـعادي من يـعادي | ومن ذا لا يخاصم من يخاصم؟ | |||
لقد هانت عروبتــكم عليكم | فســالمتم عـدوا لا يسـالم | |||
وجوعى لا سلام لهم بأرض | ومـا هـانت لهم فيها عزائم | |||
لقد حرثوا الحصاد الى حماكم | كما حرثوا البحار الى العوالم | |||
تنـاديكم اصول لا تسـاوم | وما هي للمنـابر والعمـائم | |||
وليستْ في حصون من خيام | اذا رفعت تطيح بـها النسائم | |||
ألستم خيـر طلاع الثنـايا | يزاحمكم بها من لا يزاحـم | |||
فما لكم انحسرتم فانكسرتم | و كنتم تصـعدون بلا سلالم | |||
كفاكم من هزال في هوان | لقد عادت وقائعـكم مآتــم | |||
كفاكم انكم عرب ولكن | اذا نادت عروبتـكم أعاجم | |||
بمؤتمراتكم نبني الأماني | وننسـى مادفـنـّا من جمـاجم | |||
لقد جدتم علينا في وعود | كـما لو انـها كـانت تمـائم | |||
أأنتم تطلبون من الاعادي | لتنـأى بالحـديد عن الـبراعم | |||
خذلتم كل فرسان القوافي | وما عـادت لكم فيها مـلاحم | |||
عسى التاريخ ينصفكم كقوم | فضَلـتم كـل قوم بالهزائـم | |||
ألا تجري العروبة في دماكم | وغزة تسـتباح بها المحـارم | |||
كفى الأعداء ضعفاً ان يصولوا | على أطفالها صول الضراغـم | |||
سيندحر الغزاة وسوف تبقى | رسائلهـا تدوي في العواصـم | |||
منارا للسـلام لكــل حـــــر | ودرسـا في الحياة لكل ظـالــم |
صالح فاضل الخصيبي